jaber-ahmadتأليف :  الاستاذ موسى سيادة – عرض و ترجمه الباحث: جابر احمد-  اتخذت التحضيرات والاستعدادات العسكرية للحرب العالمية الاولى من جانب الامبراطورية  العثمانية قبل ثلاث  شهور من اندلاعها ،

الحرب العالمية الاولى و تأثيراتها على منطقة الشرق الاوسط ‏

وازاء الموقف من الحرب  انقسم  الساسة  العثمانيين  الى جناحين  الاول كان يريد دخول الحرب الى جانب الالمان  و الثاني  يريد  الحفاظ على حياد الدولة العثمانية . ورغم  ان دعاة الحرب كانوا اقلية  الا انهم كانوا اصحاب نفوذ  في البرلمان وفي  الحكومة العثمانية  . وهنا لابد الى هذه الاشارة وهي مقارنة مع بدء الحرب عقدت بين الالمان و العثمانيين في الثاني من  آب سنة 1914 معاهدة توطدت على  اثرها العلاقات بين الجانبين اكثر فاكثر   الا ان هذه المعاهدة  رغم اهميتها الا انها لاتعكس  قط  دخول العثمانيين  الحرب  الى جانب  الالمان  ، لان الالمان كانوا معتقدون بان النصر حليفهم لا محالة و بالتالي لا يريدون ان يصبح العثمانيين شركاء لهم في  غنائمهم الحربية  .  لكن  بعد فشل  هجوم”مارون ” اعاد الالمان النظر في مواقفهم  تجاه تركية العثمانية  ،  وعين  “ويلهلم  الثاني ” امبراطور المانيا  سفيرا له  في   استنبول  ليطلب من العثمانيين الالتحاق بجبهات القتال  وكان هذا السفير يدعى ” فون  ولنهام ” .وبعد هذا الحدث تحدثت الصحافة العثمانية  عن تقدم  القوات  الالمانية في الجبهات ، وتحدثت ايضا عن العلاقات الحميمة التي تربط ” ويليلم الثاني امبراطور المانيا ” بالمسلمين ودعمه لهم .من جهة ثانية  كانت  الدولة  العثمانية  وقبل بدء الحرب قد اوصت  على بارجتين  حربيتين من بريطانيا  وكان القوميون الاتراك قد دفعوا سعرهما سلفا ، الا انه مع بدءالحرب امتنعت بريطانيا من  تسليم  هاتين الباخرتين الى  العثمانيين . وقد استغلت الحكومة  الالمانية  هذا الحادث وشنت عبر صفحاتها  حملة اعلامية  ضد بريطانيا  وكتبت الصحافة انذاك الكثير من المقالات  تبين من خلالها العداء  البريطاني للإسلام  و  المسلمين .

و بعد هذه  الاحداث  اجرت  باخرتان حربيتان  المانيتان  باسم ” كوين ” وبرسلاو ” مناورات لهما في البحر الابيض  المتوسط ، ولكن البواخر  البريطانية المستقرة في هذا البحر طاردت تلك الباخرتين  الا انهما وفي العاشر من آب عام  1914  استطاعتا الافلات  و الوصول الى مدخل  الداردانيل التركي ,

في 11 آب من عام 1914 عقدت الحكومة العثمانية اجتماعا هاما حضره كل من طلعت بك ” وزير الداخلية ”  وجمال باشا ” قائد  ”  القوى  البحرية ” وجاويد باشا  ” وزير الاقتصاد ”  و انورباشا ” وزير الدفاع ”  وتقرر خلالها ان تعلن حكومة الدولة  العثمانية في اليوم الثاني  للحادث بأن تعلن  انه بعد ان امتنعت بريطانيا  عن تسليم الباخرتين التي اشترتهما منها  ابدت الحكومة الالمانيا استعداها لبيع  الباخرتين: كوبن ”  و ” برسلاو ”  الى الامبراطورية العثمانية . وان صفقة البيع والشراء قد تمت  بالفعل .

وفي 29 تشرين الثاني من عام 1914 ارتدى قاتد البارجتين الألمانيتين اللواتي نجون من مطاردة البوارج البريطانية الادميرال البحري ” سوشون ”  ملابس الجيش العثماني   ثم تحرك   بسفنه ترافقه  عدد من السفن  العثمانية  الصغيرة نحو البحر الأسود  ثم  قام بمهاجمة مجموعة من السفن  التجارية  والحربية الروسية و اغرق عدد منها.  وما ان علم  وزيرا الحربية و الداخلية  في الامبراطورية العثمانية  بالخبر  حتى دعى الى  اجتماع طاريء  للوزارة  التي اعلنت  معارضتها  الشديدة  للحرب  رغم ذلك  اغتنم  ” سوشون ”  وجوده في البحر الاسود  وقام بقصف عدة موانيء  روسية  من بينها مينائي ” أدسا ” و ” سواستول ” .

وبعد يوم على مرور هذا الحادث  طلب سفراء كل من  بريطانيا و فرانسا و روسيا  مقابلة  رئيس الوزراء العثماني وطلبوا منه الاذن بالخروج من استنبول  احتجاجا على ما حدث ، وفي البداية  أعرب رئيس الوزراء عن اسفه  لما وقع وقدم اعتذارا و طلب منهما  البقاء حتى يبحث هذه الليلة   الاوضاع مع  وزرائه  وقد التئم  شمل هذا الاجتماع في بيت ” شيخ الاسلام خيري افندي ” وفي هذه الجلسة اقترح وزير التجارة ”  سليمان افندي ”  ان  يكون جواب  سفراء  الدول الآنفة  الذكر هو  حياد العثمانيين في الحرب  ومن ثم العمل على طرد البعثة العسكرية  بقيادة ” سوشون ” من تركيا  واثناء انعقاد الجلسة  دخل ” طلعت باشا ” و اقترح  قائلا قبل اتخاذ اي  امر بهذا الشأن  لابد من  الاتصال  بسفير تركيا في  برلين واخذ رأيه  بهذا الخصوص  لذك  فقد اجلت القرارات التي اتخذت في هذا الاجتماع  الى  وقت  آخر  ولكن ما يثير العجب  ان الوزارة  العثمانية  اصدرت  بيان ادعت من خلاله ان القوى البحرية العثمانية في البحر الاسود  قد تعرضت الى هجوم  من قبل القوات البحرية  الروسية .  ورد  على هذا الهجوم  قامت المدمرة ”  كوين ”  باطلاق النار  على باخرة روسية  تحمل  الغاما بحرية كما واسرت باخرة اخرى تحمل  شحنة من الفحم الحجري  مع طاقمها  الذي  يشمل  3 ضباط و 72 جندي  بالاضافة الى  قصف  ميناء ” سواستول ”  كما ان الباخرة  التي اغرقت كانت تحمل 700 لغم و 100 جندي  وبعد ان اغرقت  اسر عدد من بحارتها ،  وقد اعترف  من تبقى  من الجنود الذين اسروا  قائلين  ان هدفهم زرع هذه الالغام  في مضيق البسفور  ولذلك من اجل القضاء على الاسطول البحري العثماني  في هذا الممر  وفي  30 تشرين الاول 1914  فان البارجة ” برسلاو ” واثناء تقدمها  نحو بحر آزف  استطاعت  ان تشعل النيران  بخمسين برميل  من ذخائر  محروقات   موانيء  ” نوفور ” و ” سيسق ”  كما  فجرت  مخازنا  للمؤنة بالاضافة الى اغراق  14 باخرة حربية روسية .

وعلى اثر البيان الرسمي من قبل  الدولة العثمانية  في 31 تشرين الأول   بادر  السفير الروسي  في استنبول  الى مغادرة الاراضي  التركية عائدا الى بلاده وتزامنا مع ذلك  اعلنت البلدان  الثلاث وهي كل من روسيا  وبريطانيا و فرنسا  الحرب على  الامبراطورية العثمانية ،  بعد ذلك اجتمعت الوزارة  العثمانية  على عجل  وذلك لتدارس ما حصل  وفي هذا الاجتماع  اعلن وزير البريد  والطاقة ” اوسقان  افندي “معارضته  دخول الحرب وحذى حذوه كل من” سليمان  افندي ”  عضو  الجمعية الاسلامية  كما قدم كل من ” شوروك صولت محمود ”  و جاويك ” وزير البحرية ” استقالتهما  من منصبيهما  اما بقية الوزراء وعلى رأسهم  انور باشا “وزير الحربية” بقوا في مناصبهم  واعلنوا موافقتهم على دخول الحرب ، كما هو معلوم  بموافقة هذا الوزير  المتهور على دخول الحرب  ازهقت ألآلآف من الاوراح  و لحق دمار مادي وثقافي لا يقدر بثمن”ا شعبنا العربي  الاهوازي  لم يسلم  من تداعيتها ”  وانتهى الأمر  بأنهيار الامبراطورية  العثمانية وتوزيع  مستعمراتها  الواسعة  التي انتشرت في ثلاثة من  قارات العالم  بين  الحلفاء فرنسا و بريطانيا  وكذلك قيام الجمهورية   التركية العلمانية بقيادة كمال اتاتورك .

انتهت الحلقة الاولى من تاريخ  الاهواز – عربستان –  منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن الفصل  الحادي عشر و الاخير و تليها الحلقة الثانية .

تأليف :  موسى سيادة

عرض وترجمة : جابر احمد

تاريخ  الاهواز – عربستان –  منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …