وتؤكد تصريحات محسن رضائي، الذي ينتمي للمحافظين المنافسين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اتفاق كافة تيارات السلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الوقوف إلى جانب النظام السوري، أهم حليف لطهران في المنطقة، والذي يواجه هذه الإيام ثورة شعبية عارمة تعصف بمصير الرئيس بشار الأسد ونظامه.
وقال كريم عبديان، الخبير في الشؤون الإيرانية لـ”العربية.نت” إن هذه التصريحات في واقع الأمر هي للدفاع عن النظام السوري الذي يواجه تحديا شعبيا حقيقيا. فحزب الله الذي يحظى بالدعم المطلق من قبل طهران لا يواجه مشكلة حقيقية في لبنان في الوقت الراهن، لكن سقوط نظام بشار الأسد قد يؤثر على قوته في لبنان سلبا”.
وأشار عبديان إلى أن حماس التي لها علاقات جيدة بإيران ودمشق لن تتأثر كثيرا بالتغييرات التي قد تحصل في دمشق، وجاء اسمها هنا على لسان رضائي للإيحاء بأن دمشق وطهران وحماس وحزب الله يشكلون جبهة ممانعة، وهذه هي الذريعة التي تتشدق بها طهران لتبرر فقط تأييدها لممارسات النظام السوري ضد شعبه الأعزل.
يذكر أن المحتجين السوريين اتهموا إيران مرارا بدعم النظام السوري بالعدد والعدة في قمع المتظاهرين، كما وصف المرشد الإيراني الأعلى الاحتجاجات الشعبية بأنها صنيعة الغرب، وأنها نسخة مزيفة للثورات العربية.
هذا ووصف محسن رضائي في هذه المقابلة، التي بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني اليوم الأربعاء، سوريا وحزب الله وحماس، بالخط الأحمر بالنسبة لإيران. وأضاف: “لن نسمح أن يحصل لهم أي مكروه، لأنهم يقفون في الخندق الأمامي للعالم الإسلامي في مواجهة إسرائيل”.
وقال عبديان بهذا الخصوص: “من الطبيعي أن تتخذ طهران هذا الموقف، وحقا سوريا تشكل خطا أحمر لها، ولكن ليس لأنها الخندقا الأمامي لمواجهة إسرائيل، بل لأنها نفق تمر منه إيران للحفاظ على مصالحها في العالم العربي”.
وبخصوص مؤامرة التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، اتهم محسن رضائي أمريكا بالسعي للهروب من مشاكلها والمشاكل التي تواجهها إسرائيل.
وفي الوقت الذي زعم بأنه لم يعاد المملكة العربية السعودية، كرر موقف بلاده من تواجد قوات سعودية ضمن درع الجزيرة في البحرين، وقال: “نحن ننتقد موقف السعودية من سوريا والبحرين واليمن، ولكن لسنا أعداء للسعودية”.
هذا وانتقد المسؤول الإيراني مواقف الحكومة التركية تجاه تطورات المنطقة. وأضاف: “إن الحكومة التركية تواجه تناقضا واضحا، حيث تحاول من جهة الاقتراب من أمريكا وتسعى من جهة أخرى لتلبية مطالب شعبها”.
وقال عبديان: “معلوم أن طهران خسرت معركة التنافس مع أنقرة لكسب ود الشارع العربي نتيجة للازدواجية التي اتسمت بها مواقفها تجاه الرييع العربي. ففي الوقت الذي تعتبر طهران بعض الاحتجاجات بأنها ثورة حقيقة من منطلق موقفها من الأنظمة التي أطاحت بها الثورات، إلا أنها تتعمد في وصف ثورات أخرى بالمزيفة، كالتي تحصل في سوريا هذه الأيام، لأن النظام السوري يشكل خطا أحمر لمصالحها”.