المحلية، بما فيها الندوة الثالثة للمرشحين الجمهوريين للرئاسة التي تم عقدها امس. واثارت الأنباء عن العملية العديد من التساؤلات، بقي عدد كبير منها من دون اجابات.
الا أن المعلوم هو ان واشنطن اكتشفت مخطط الاغتيال الايراني عن طريق المصادفة، وايضا ان الولايات المتحدة ستربح الكثير من كشفها للمخطط، اذ سيقوم دبلوماسيوها، حسب الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” دايفيد اغناتيوس، بالعمل على حث عواصم العالم على التوصل الى اقصى حد ممكن من العقوبات على ايران.
وكان وزير العدل اريك هولدر قد كشف في مؤتمر صحافي، امس، ان الإيراني الأميركي منصور عربسيار، قام بتوجيه من المسؤول في “الحرس الثوري” علي غلام شكوري، بتسديد مبلغ 100 الف دولار الى من كان يحسبه من القتلة المأجورين من العاملين في كارتيل تهريب المخدرات من المكسيك الى الولايات المتحدة، طالبا اليه تنفيذ اغتيال الجبير اثناء تناوله للطعام في احد مطاعم واشنطن.
الا انه تصادف ان يكون القاتل المأجور عميلا سريا لـ”مكتب التحقيقات الفيدرالي” (أف بي آي)، فأعلمهم بالامر، فطلبوا اليه مجاراة عربسيار. ثم عمل العميل على استدراج عربسيار الى المكسيك، التي رفضت ادخاله، فطار الى نيويورك، حيث تم اعتقاله في 29 سبتمبر، وحيث وافق على التعاون مع التحقيق، واجرى اتصالين بشكوري، قام المحققون الاميركيون بتسجيلهما، وكان آخرهما في 4 اوكتوبر.
منصور عربسيار [2]
منصور عربسيار
“لماذا تريد ايران اغتيال السفير السعودي في واشنطن”؟ يتساءل المحلل الايراني في “راند كوربورايشن” علي رضا نادر. لا اجابة واضحة حول الاسباب الكامنة خلف النوايا الايرانية لتنفيذ الجريمة، مما دفع معلقين اميركيين للاعتقاد انه لربما تحاول بعض الفصائل داخل المؤسسة الحاكمة في ايران، الخروج من مآزقها السياسية الداخلية، فترتكب حماقات دولية.
لكن من وجهة النظر الاميركية السائدة، فإن ايران “ليست غريبة عن العمليات الارهابية حول العالم”. وسبق لواشنطن ان اتهمت ايران بتنفيذ عمليات قتل وتفجير في كل من العراق ولبنان وافغانستان وبعض الدول الخليجية. “ربما تشعر ايران ان احتمال انهيار حليفها العربي الوحيد بشار الأسد في سورية يدفعها لإشعال أزمات حول العالم”، يقول معلقون آخرون.
كانت ما تكون هذه النوايا، فإن المعلوم ان طهران ارتكبت خطأ قاتلا في محاولتها هذه، ولعل نتائج فعلتها وردود الفعل الاميركية والعربية والدولية ضدها ستكون كبيرة ولا سابق لها، او على الاقل هذا هو الشعور السائد في اوساط القائمين على السياسة الخارجية الاميركية.
وجاءت اولى ردود الفعل من نائب الرئيس جو بايدن، الذي وصف المحاولة بالـ”الفعل الشائن” خلال برنامج “صباح الخير اميركا” على شبكة “اي بي سي”. وقال بايدن ان المخطط “فاق كل التصورات” وان بلاده لا تستبعد اي خيارات ضد ايران، بما فيها الخيار العسكري. واعتبر بايدن ان المخطط الايراني هو بمثابة اعلان حرب، وان واشنطن تعمل على “توحيد الرأي العالمي” ضد ايران في اطار ردة الفعل على مخطط طهران.
كذلك، اعطت الأنباء حول المخطط الايراني لاغتيال السفير السعودي دفعا لليمين الاميركي المطالب دوما بتوجيه ضربة عسكرية استباقية لايران. وفي هذا السياق، اعتبر هيرمان كاين، المرشح الافريقي الاميركي الذي يسطع نجمه حاليا بين الجمهوريين الطامحين الى الرئاسة، ان “ايران لا تفهم الا لغة قوتنا العسكرية”. وقال اثناء الندوة الاخيرة للمرشحين الجمهوريين: “للاسف تعتقد ايران ان في مقدرتها ان تفعل ما حاولت فعله (مخطط الاغتيال)، وانه لن تكون لدينا ردة فعل لأنهم يرون الرئيس (باراك اوباما) رئيسا ضعيفا”.