15/05/2024

عندما ياتي الموت فجأة,فإنه لا يعطي الفرصة للإنسان بأن يوصي بوصاياه الأخيرة.وهكذا اتى الموت المفاجئ ليخطف منّا علم نضالنا الأستاذ منصور الأهوازي,الّا ان المناضلين الجسورين من امثاله,المؤمنين بقضاياهم يعلمون علم اليقين ان الموت قد يطرق بابهم اين ما ذهبوا واينما حطوا الرحال لكونهم يقارعون انظمة ديكتاتورية تخشى عقول هؤلاء المناضلين اكثر من المسدسات والقنابل ولذلك فإن مناضلينا دوما ما يوصون الشعب بوصاياهم.فكان حظنا وافرنا عندما خرج الينا مناضلنا الكبير منصور القضية ببرنامج حديث الاسبوع في تلفزيون الأهواز يوم 6 مارس-في بث مسجّل- قبل ساعات فقط,وساعات قليلة,من الجلطة الدماغية التي خطفته منّا يوم 12 مارس,

عندما ياتي الموت فجأة,فإنه لا يعطي الفرصة للإنسان بأن يوصي بوصاياه الأخيرة.وهكذا اتى الموت المفاجئ ليخطف منّا علم نضالنا الأستاذ منصور الأهوازي,الّا ان المناضلين الجسورين من امثاله,المؤمنين بقضاياهم يعلمون علم اليقين ان الموت قد يطرق بابهم اين ما ذهبوا واينما حطوا الرحال لكونهم يقارعون انظمة ديكتاتورية تخشى عقول هؤلاء المناضلين اكثر من المسدسات والقنابل ولذلك فإن مناضلينا دوما ما يوصون الشعب بوصاياهم.فكان حظنا وافرنا عندما خرج الينا مناضلنا الكبير منصور القضية ببرنامج حديث الاسبوع في تلفزيون الأهواز يوم 6 مارس-في بث مسجّل- قبل ساعات فقط,وساعات قليلة,من الجلطة الدماغية التي خطفته منّا يوم 12 مارس,كان الحظ حليفنا حيث تحدث المناضل الينا,الى عموم الشعب الأهوازي موصيا بوصاياه النضالية,داعيا الناس الى كسر هيبة النظام الايراني وقهر جنرالات اليأس والملل وكأنه يعلم بأن كف الموت ستغيّب جسده عنّا.هنا نص حديث السيد منصور الاهوازي في اطلالتها الاخيرة على الجماهير وباللهجة العامية الأهوازية,والتي ستبقى وصية نحفظها حتى وإن غاب قاهر جنرال اليأس والملل الكبير جدا “منصور الأهوازي”.

وقد قام الأخ ابو معاذ الأحوازي بكتابة نصها من تلفزيون الاهواز مشكورا وارسالها للمجلة للنشر مؤكدا ان منصور القضية هو فقيد الاهواز كلها وليس فقيد تيارا دون آخر.

واليكم نص حديث المناضل منصور الأهوازي:

مشاهدينا الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نود بهذا الاسبوع ان نتحدث عن بعض القضايا التي تتصل بشكل او بآخر بقضيتنا العادلة ومنها بعض المستجدات الهامة على الصعيد الدولي وعلى الساحة الداخلية في ايران مثل الانتخابات التشريعية المقبلة والحملة المسعورة التي يشنها هذه الايام النظام الايراني ضد ابناء شعبنا في الداخل وطبعا العقوبات الدولية الاخيرة ضد طهران.

ولكن قبل ذلك اود ان اقدم احر التعازي الى عوائل الشهداء الذين سقطوا من أجل الأهواز من اجل كرامة الأهواز,من اجل عزة الأهواز,من أجل حرية الأهواز,واقدم تحياتي الى اسرانا البواسل وعوائلهم الذين يعانون ما يعانون من اجل الأهواز ايضا من اجل رفع كلمة الأهواز من اجل شرف الأهواز من اجل أن يأخذ الأهواز مكانته التي يستحقها وان شاء الله كل الاهداف التي كان شهدائنا واسرانا وجميع مناضلينا يحاولون تحقيقها ان شاء الله راح تتحقق بإذن الله وبطبيعة الحال ترون ان الاوضاع تسير على ما يرام بالنسبة لقضيتنا والحمدلله.

صحيح يحز بأنفسنا اننا في هذه المرحلة غير قادرين ,ما نقدر ان نرد على النظام بالطريقة المناسبة ونوقفه عند حدة بهذه المرحلة هو قاعد يستفيد من بعض الظروف الدولية  يستفيد من نتائج لعبة المصالح بين الدول ويناور ويعربد ويهاجم ابنائنا حتى الناس حتى شبابنا اللي يشاركون في لعبة المحيبس ايضا ما يتحملهم.

ولكن هذه المرحلة سوف تمر.صحيح ان الاوضاع تسير ببطء ولكن تسير في الاتجاه الصحيح كما سمعتم الانباء,البرلمان الاوروبي قبل فترة ادان ممارسات ايران التعسفية في الاهواز,ادان اعدام الشهيد البريئ زامل الباوي وذكره بالإسم وحتى بعض الأحزاب التي لم تصوت لهذا القرار ايضا عادت واعتذرت للاهوازيين من خلال الرسالة التي بعثتها الى منظمة حقوق الانسان الأهوازية وكل ذلك يبشّر بالخير إن شاء الله واود أن اؤكد على نقطة “لا لليأس”.

للأسف هذه الاوضاع الصعبة سببت ان يصاب بعض الاخوة باليأس وبدئوا يتحدثون بحالة من الاحباط ما يحق لنا بصراحة ان نستسلم لليأس,دائما قلنا ان الجهل واليأس هما اكبر اعداء القضية الأهوازية الحمدلله الجهل الآن ضعف بشكل كبير بفضل التوعية التي اصبحت منتشرة في الأهواز ولكن اليأس ايضا لا يقل خطورة عن الجهل واذكر مرة كنّا في اجتماع مع المناضل الفلسطيني الكبير الشهيد ابوجهاد وكان ينصحنا ويوجه لنا بعض النصائح لاننا كنا نشتكي من بعض الظروف الدولية والاقليمية والعربية المعاكسة لقضيتنا كان يقول باننا في الثورة الفلسطينية لا نخشى اي جنرال اسرائيلي ولكن الجنرال الوحيد الذي نخشى منه هو جنرال الملل,جنرال اليأس هذا الجنرال هو الوحيد اللي يمكن يهزم الثورة الفلسطينية.

ولذلك نقول لا لليأس والأمور ان شاء الله تسير على ما يرام ونحن نحاول,ابنائكم بالخارج بصفة عامة بغض النظر عن تنظيماتهم او توجهاتهم السياسية وما الى ذلك,كلنا جميعا نحاول ان نؤثر على الوضع الدولي حتى الامور تتسارع بشكل أكبر وان شاء الله يوفقنا لما نسعى اليه ولكن اود ان اقول بأنه النظام كما ترون بدأ يشن هجوم عنيف على ابنائنا في الداخل في اطار حملة لا يمكن وصفها الا انها حملة مسعورة بدأ يهاجم الجميع وبدا يعتقل حتى الناس اللي ما يستخدمون العنف ويحاولون ان يعبروا عن اعتراضهم واحتجاجهم بطريقة سلمية,لماذا؟؟

لان النظام لم يعد يتحمل اي نوع اعتراض بالداخل لأنه الان اصبح في مرحلة استعادة هيبته. الانظمة الديكتاتورية القمعية عندما تفقد شرعيتها الدينية او شرعيتها السياسية او شرعيتها الشعبية كما حصل بالنسبة للنظام الايراني تحاول ان تحكم فقط من خلال هيبتها والنظام الايراني الان بعد ما خسر هيبته الدينية بسبب ولاية الفقيه لأنه معظم رجال الدين الشيعة الكبار حتى يعارضون هذه البدعة وبسبب فشل معظم مشاريعه السياسية في الداخل بسبب الازمات السياسية التي تحصل,الصراع على السلطة ,الازمات الاجتماعية والازمات الثقافية اللي موجودة بالبلد ومنتشرة بشكل كبير والازمات الاقتصادية والمعيشية كل ذلك يثبت ان النظام فشل فشلا ذريعا ولذلك لم يبقى له الا ان يحافظ على هيبته.

سقوط هيبة النظام يعني سقوط النظام بأسره ولذلك هو يحاول فقط من خلال استعراض عضلاته ومن خلال استخدام اعنف الوسائل والاساليب ان يستعيد هيبته ومن هنا نحن كنا ندعوا الى النضال السلمي حتى لا نعطي النظام اي ذريعة حتى يستعرض عضلاته لأن في النضال السلمي حتى الطفل الصغير الطفل اللي يدرس بالابتدائية يستطيع ان يؤثر على هيبة النظام لأنه عندما يروح بالشارع ويصيح الموت لخامنئي الموت لرفسنجاني الموت لاحمدي نجاد بذلك هو يكسّر هيبة النظام وعندما تتكسر هيبة اي نظام ديكتاتوري لن يبقى له شئ ولابد ان يسقط وعندنا بالتاريخ امثلة كثيرة جدا ولذلك في هذه المرحلة يجب ان لا نمنح اي ذريعة للنظام بان يستخدم العنف ضد جماهيرنا خاصة وانه احنا ما عدنا الامكانيات و الادوات الضرورية لمواجهته في هذه المرحلة الوضع الطبيعي في الاهواز والاوضاع الجغرافية ما تسمح لنا ايضا لا عدنا جبال ولا عدنا غابات نتخبى فيها ولا عدنا دولة اجنبية تدعمنا او دولة مجاورة. شفتوا العراق سقط الآن في يد النظام الايراني عمليا يعني اصبحنا بين فكّي كماشة احنا ,حتى العمق الاستراتيجي لنا وهو العراق وقع بيد النظام الايراني وفي هذه المرحلة يجب ان نتوخى الحذر الشديد بأن ما نمنح اي فرصة او اي ذريعة للنظام الايراني ان يواجه بالعنف جماهيرنا في الداخل ولذلك نؤكد مرة اخرى على ان النضال السلمي هو انجح الطرق لكسر هيبة النظام.

نظام الشاه لم يسقطه الكفاح المسلح اللي اسقط نظام الشاه عاملين اولا العامل الدولي اللي كان مهيأ بان يتغير نظام الشاه ثانيا سقوط هيبته بحيث صار الطفل الصغير يصيح “مرك بر شاه” ولذلك عندما سقطت هيبته سقط النظام بالرغم الذي كان النظام يحتفظ باقوى جيش في تلك المرحلة ولكن ما قدر يستخدم هذا الجيش لان لا الوضع الدولي كان يسمحله ولا كان يستطيع ان يستعيد هيبته عند الجماهير الايرانية بصفة عامة ولذلك احنا ندعوا الى توحيد جميع الشعوب غير الفارسية جميع المعارضين للنظام حتى نتمكن من اسقاط هذا النظام واسقاط هذا النظام هو سقوط الدولة وسقوط الدولة يمنح الفرصة للشعوب الايرانية ان تقرر مصيرها بنفسها تقرر هل تريد ان تبقى مع ايران او ما تبقى هي حرة بتلك المرحلة هي (الشعوب) تستطيع ان تقرر ولذلك من المهم جدا ان نواصل كسر هيبة النظام وهيبة النظام هي الوسيلة الوحيدة المتبقية له يجب تكسير هذه الهيبة حتى يسقط بأسرع وقت ممكن.

بخصوص المستجدات الدولية أو اهم المستجدات الدولية التي حصلت مؤخرا صوّت مجلس الامن الدولي باغلبية 14 صوتا وامتناع دولة واحدة وهي اندونيسيا على مشروع لتوسيع دائرة العقوبات على النظام الايراني بسبب اصراره على مواصلة عملية تخصيب اليورانيوم وقرر مجلس الامن ان يجمّد ارصدة 12 شركة ايرانية و16 شخصية ممن يعملون في برنامج ايران النووي ويفرض ايضا تفتيش على الطائرات والسفن الداخلة والخارجة من ايران وحظرالسفر على بعض من المسئولين الايرانيين والقرار هذا ان دل على شئ  فإنه يدل على فشل سياسية احمدي نجاد الخارجية وهم قبل اصدار هذا القرار هيئوا انفسهم بأن يحتفلوا بانتصار كبير وخامنئي شخصيا دعم بقوة سياسة احمدي نجاد الخارجية على إنها سياسة خارجية ناجحة وما الى ذلك ولكن اثبتت الايام انها سياسة فاشلة ولا يمكنها ان تنتشل النظام الايراني من الازمة الدولية التي اخذت تتفاقم بشكل اكبر واكبر وايران طبعا دائما ظلت تستغل الاوضاع الدولية لمصالحها الخاصة على سبيل المثال استغلت الاوضاع الدولية التي كانت سائدة بداية القرن العشرين وضمت الاهواز الى سيادتها وجعلت العالم باسره وحتى العالم العربي ان يلتزم الصمت ازاء ما تفعله بالاهواز سواء في عهد الشاه المقبور او في عهد الملالي.

ولكن ولله الحمد الاوضاع بدأت تتغير لصالحنا وان شاء الله المرحلة اللي راح تجي  نستطيع من خلالها ان نحقق كل اهدافنا الوطنية وعلى رأسها حق تقرير المصير.السياسة الخارجية الايرانية ترتبط بشكل مباشر بما يجري في داخل ايران هم حاولوا ان يتفاهمون مع الغرب حتى يواصلوا عمليات القمع التي يمارسونها ضد الشعوب في ايران ولكن هذه السياسة ايضا فشلت لان معظم المؤسسات الدولية المعنية بحقوق انسان بدأت تدين ايران وان سياسات ايران وخططها خاصة في ما يخص تشكيل لوبيات ايرانية في اوروبا لحد الان اثبتت فشلها.

اللوبيات الايرانية تتمتع بامتيازات كبيرة من قبل النظام الايراني ,تتلقى الرشاوى, تعمل في البرلمانات الاوروبية وفي المؤسسات الاوربية, تعرقل كل الجهود التي تبذل لفضح هذا النظام وفرض المزيد من العقوبات عليه ولكن لحد الان لم تتمكن من انقاذ النظام الايراني من المصير المحتوم الذي ينتظره ان شاء الله وهي ستكون ساعة الصفر لكل الشعوب الايرانية هذا النظام لابد ان يسقط بفعل عامل خارجي او عامل داخلي ونتمنى ان يكون هذا العامل داخلي ان تتوحد الشعوب الايرانية وتستطيع ان تسقط هذا النظام و على الاقل الان مافي العامل اللي كان يدعم هذا النظام وهو عامل الغطاء الغربي .النظام الايراني حتى في عهد الخميني ظل يتمتع بهذا الغطاء لان  ايران كانت تتمتع بموقع استراتيجي فريد على اساس انها السد المنيع امام التسلل الشيوعي الى المنطقة حتى في عهد الخميني ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة تغيّرت الاوضاع لصالح الشعوب وعلى حساب النظام الايراني.

وايضا من تأثيرات هذه السياسة الخارحية انها ساهمت في تصعيد الصراع على السلطة وكما تعلمون ان الدكتور حسن روحاني وجّه انتقادا شديدا لسياسات احمدي  نجاد الخارجية وذلك بعد ساعات من تصريحات المرشد الاعلى خامنئي  الذي مدح هذه السياسة وتصريحات روحاني تدل على جود صراع داخلي شديد في المؤسسة الحاكمة في ايران وان هذا الصراع هو جزء من طبيعة هذا  النظام لان زعماء النظام ما يتصارعون من اجل الدين او العقيدة وانما يتصارعون من اجل مصالح ذاتية لا تمت باي صلة الى الدين والعقيدة والمبادئ وانما يتصارعون من اجل النفوذ والسيطرة على مراكز صنع القرار,السيطرة على المؤسسات المالية مثل مؤسسة المستضعفين ومؤسسات الاستانه في مشهد ومؤسسة الزهراء وما الى ذلك وهذا الصراع سيعجّل بالتاكيد نهاية هذا النظام.

وفي ختام هذا الحديث اود ان اؤكد لكم باننا سنبذل كل ما بوسعنا لتطوير عملنا الاعلامي والسياسي في الخارج حتى نتمكن من تحقيق المزيد من الانجازات لصالح قضيتنا العادلة واذا ما تمكنا خلال هذه الفترة ن نوصل الانجازات الى المستوى اللي تطمحون فيه هذا بسبب ان الظروف الدولية والاقليمية المعاكسة لازالت تؤثر علينا وان شاء الله تتغير حتى نستطيع ان نحقق المزيد من الانجازات لقضيتنا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منصور الأهوازي