الاستراتيجي في المنطقة، ويعبرون عن خشية من أن تشهد المنطقة الشرقيّة في السعوديّة وكذلك البحرين تصعيدًا خلال الفترة المقبلة.
مشهد عام للعاصمة السعودية الرياض
جدة: يعتقد محللون بان المواجهات في بلدة العوامية الشيعية السعودية تحمل رسالة إيرانية واضحة إلى الدول الخليجية، تؤكد أنَّ طهران لن تقف مكتوفة الأيدي مع “فشلها” في البحرين واحتمال “خسارتها حليفتها الاستراتيجية” سوريا.
رسالة إيرانيّة: لن نسكت على خسارة سوريا
في هذا الصدد، يقول عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث إن ما حدث “رسالة من ايران لدول الخليج فحواها انها لن تسكت على خسارة حليف استراتيجي هو سوريا وانها سترد. لذا، سنرى تصعيدا في البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية”. ويرى أنّ “الحادثة ليست عرضية انما مرتبطة بغيرها من الاحداث الاخرى. هناك توجيه وتدريب خارجي واضح، من الاسلحة النارية المستخدمة الى الاعلام المساند، فالمسالة عبارة عن فكر تنظيمي وليس تلقائي”.
تورط طهران… ليس للمرة الأولى!
واوقعت مواجهات في بلدة العوامية الشيعية مساء الاثنين 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة في حين اتهمت وزارة الداخلية دولة خارجيّة بالتحريض على العنف، داعية المحتجين الى “تحديد ولائهم إما للمملكة او لتلك الدولة ومرجعيتها”. ويشير بن صقر الى “رصد مكالمات هاتفية من ايران”، مؤكدا ان “السعودية لديها دلائل دامغة تثبت تورط طهران لكنها دائما تنتهج الصبر، واعتقد انه اذا اصرت ايران على اسلوبها العدواني فان المملكة ستكشف كل ما لديها وليس ما يخص هذه العملية فقط، انما عمليات سابقة حدثت ولم تكشف المملكة عنها رغبة منها في عدم التصعيد”.
ويلفت بن صقر إلى أن “تحرك اكثر من سبعين دراجة نارية ليس امرا تلقائيا وهو كانك استقدمت خلية لحزب الله الى العوامية”، في اشارة الى طريقة تحرك حزب الله الشيعي ابان الاحداث الامنية في بيروت. ويتابع ان “قوات الامن كانت تداهم منطقة لاعتقال شخص مطلوب امنيا ومهم ولم يكونوا مستعدين للمواجهة، لذلك فوجئوا باعمال شغب منظمة”.
ويؤكد بن صقر ان “المطلوب من السعودية اليوم هو كشف الادلة التي بحوزتها لثلاثة اسباب اولها كسب الشارع الذي لا بد ان يعرف ان هناك تدخلا خارجيا سافرا في شؤونه الداخلية من ايران، ثم لاثبات الامر لدول الخليج الاخرى مما يحتم ان يكون الرد مشتركا، وثالثها تحجيم التصريحات الاوروبية او الاميركية”.
شغب منظم وتوقيت مشبوه
من جهته، يرى انور عشقي رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط الاستراتيجية ان “الحدث في جوهره نوع من تصدير المشاكل للخارج، مشاكل ايران الداخلية، والانتقام من عملية البحرين، وتخفيف الضغط عن سوريا”.
يضيف ان “العملية فاشلة من اساسها، لانها شغب منظم عبر اصوات تدل على تدخل ايران وانها من يقف ورءا ذلك”. ويتابع “لا بد من الاشارة الى ان الاحداث تتزامن مع قيام السعودية بالتحقيق مع جماعة ارهابية جاءت عن طريق ايران لتنفيذ عمليات اغتيال شخصيات ومرجعيات دينية شيعية في المنطقة الشرقية لكن السلطات احبطتها”.
وكشفت اعادة محاكمة 17 متهما هم 16 سعوديا ويمنيا، قبل يومين ان “مجموعة ارهابية كانت تخطط لاغتيال شخصية دينية شيعية في المنطقة الشرقية بهدف اثارة الفتنة الطائفية، فضلا عن عمليات تخريب منشآت نفطية في ابقيق”. ويرجع رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط الاستراتيجية السب إلى “لفت الانظار عن القضية لانه ثبت ان ايران دفعتهم كارهابيين بالاتفاق مع (زعيم القاعدة ايمن) الظواهري لاثارة الشارع الشيعي في المملكة”.
بدوره، يقول صدقة فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إنَّ “اهداف إيران التوسعية في المنطقة معروفة وتدخلاتها بادية للعيان في العراق وسوريا ولبنان والبحرين”. يضيف “بالرغم من ان السعودية حريصة على علاقات حسن جوار، يبدو ان هناك جهات في ايران تعتقد ان التدخل في الشؤون الداخلية هو الطريقة المناسبة لبسط النفوذ في المنطقة”.
الى ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة ردود فعل “غاضبة ورافضة للتدخلات الايرانية في الشان السعودي” من كافة الشرائح واعتبروا “القلائل الذين تلقوا تعليمات من طهران لا يمثلون الطائفة الشيعية التي تدين بولائها لله ثم للملك والوطن”.