للعاصمة الإيرانية طهران أخيراً.
وكانت وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية، أشارت إلى حضور شخصيتين إيرانيتين اجتماع مجلس خبراء القيادة، الأول أمني وهو وزير الاستخبارات حيدر مصلحي والثاني وهو الأهم عسكري وهو الفريق قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” المتهم بالتدخل في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا لصالح طهران.
وتقول مصادر صحافية إيرانية إن حضور سليماني مثل هذا الاجتماع يشكّل سابقة تدل على القلق المتزايد لدى المسؤولين الإيرانيين إزاء الربيع العربي، لاسيما تجاه التطورات على الساحة السورية التي لا يحمد عقباها بالنسبة لإيران.
وتضيف هذه المصادر أن سليماني جاء ليطمئن المجتمعين، أي نخبة رجال الدين الإيرانيين وكلهم ممن يحمل صفة آية الله التي تطلق عادة في المذهب الشيعي على من بلغ درجة الاجتهاد، بأن بلادهم لن تتأثر بالتطورات التي تهدد مستقبل النظام السوري، مؤكداً لهم أن النظام الإيراني يمتلك القوة الكافية للتعاطي مع فقده لحليف استراتيجي بالغ الأهمية كالنظام السوري.
من الفريق قاسم سليماني؟
كان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائداً للفرقة 41 “ثار الله”، وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري، إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائداً لفيلق القدس، وقام العام الجاري بترقيته إلى رتبة فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده، وكذلك في كل من العراق وأفغانستان ولبنان، واليوم يدور الحديث أيضاً حول تواجده في سوريا لدعم النظام السوري ضد المحتجين الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأمريكا.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض سلسلة من العقوبات الجديدة ضد النظام السوري استهدفت ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس إلى جانب قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري وطائب رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس.
وجاء هذا القرار بعد اتهام الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية بالتورّط في تقديم العتاد والعون لمساعدة النظام السوري على قمع المتظاهرين في سوريا.
حذف اسم سوريا من البيان الختامي للمجلس
وأشار الصحافي الخبير في الشأن الإيراني إيليا الجزائري في مقابلة مع لـ”العربية.نت” إلى حذف اسم سوريا من البيان الختامي لمجلس خبراء القيادة في إيران، وعزا ذلك إلى الخلافات بين أعضاء المجلس بخصوص الموقف من الوضع في سوريا، حيث دعا التيار المتطرف القريب من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى التنديد بما اعتبره تدخلاً أجنبياً لصالح المحتجين السوريين، وفي مقدمة المؤيدين لهذا الموقف آية الله دري نجف آبادي وآية الله أحمد خاتمي.
أما آية الله هاشمي شاهرودي الرئيس السابق للسلطة القضائية، وآية الله صادق لاريجاني الرئيس الحالي للسلطة القضائية فأصرّا على عدم الإشارة إلى سوريا، وعللا ذلك بكونهما عاشا في العراق فترات طويلة، وأنهما على معرفة بنبض الشارع العربي، لذا من الأفضل عدم بلورة الموقف الإيراني تجاه ما يجري على الساحة السورية في الوقت الراهن والتريث حتى معرفة الجهة التي ترجح وتثقل كفة الميزان.
وأضاف أن شاهرودي ومن خلال اتصالاته كان قد أطلع علي خامنئي على الأوضاع في سوريا، الأمر الذي أثار غضب المرشد الأعلى تجاه السفير الإيراني السابق في دمشق نتيجة للمعلومات الخاطئة التي كان يرسلها حول وضع النظام السوري فأمر بإقالته واستبداله بآخر.
رفسنجاني: ما يحدث في سوريا ثورة حقيقية
أما بالنسبة لهاشمي رفسنجاني الرئيس السابق في مجلس خبراء القيادة فكان موقفه مختلف تماماً، حيث اعتبر ما يحدث في هذا البلد العربي يشكل ثورة شعبية حقيقية تطالب بالحرية والديمقراطية وتريد التخلص من نظام قمعي، وطالب المجتمعين الإيرانيين باعتبار الثورة السورية جزءاً لا يتجزأ من الربيع العربي، لكن مثل هذا الموقف يصطدم بموقف المرشد الإيراني الأعلى الذي وصف الثورة السورية بالنسخة المزورة للثورات العربية والتي تقف وراءها كل من أمريكا وإسرائيل، حسب تعبيره.
ونتيجة لهذه المواقف المتضاربة من الأحداث في سوريا تجنب البيان الختامي لمجلس خبراء القيادة الإشارة إلى الوضع في سوريا واكتفى بالإشارة إلى البحرين فقط.
الإيرانيون يدخلون لبنان من دون تأشيرات
هذا وقررت الحكومة اللبنانية الجديدة إلغاء التأشيرة للإيرانيين لتسهيل خروج المتوجدين منهم في سوريا إلى لبنان في حالة بلوغ الأوضاع درجة تشكل خطراً عليهم، وجاء هذا القرار باقتراح من فادي عبود وزير الخارجية اللبناني من حركة أمل الشيعية.
وكان في السابق يصعب على المواطنين الإيرانيين الحصول على تأشيرة لبنانية وكان البعض منهم يحصل عليها بتوسط من حزب الله أو حركة امل.
بشار الأسد يزور طهران سراً
ومن ناحية أخرى تحدثت وسائل إعلام عربية، نقلاً عن “هآرتس” الإسرائيلية استناداً إلى مصادر دبلوماسية قولها إن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد زار سراً طهران قبل عدة أيام، حيث اجتمع بنظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد والزعيم الروحي الايراني علي خامنئي.
وقالت هذه المصادر لصحيفة “زمان” العراقية إن القيادة الإيرانية نصحت الأسد بعدم إغلاق الباب أمام المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا والتفاوض بصورة إيجابية مع الجامعة العربية.