كاميرون: الأسد لا يختلف عن القذافي
عواصم – وكالات: طالبت الحشود البشرية التي خرجت إلى شوارع سورية, في جمعة “الموت ولا المذلة” أمس, بحماية دولية من بطش النظام الذي لم تنجح الضغوط المتصاعدة في ثنيه عن مواصلة القمع الدامي, حيث قتلت كتائبه من العسكر والأمن والشبيحة والقناصة 22 شخصاً على الأقل وأصابت عشرات آخرين, غالبيتهم في ريف دمشق وحمص. (راجع ص 20 و21)
وإلى الأعداد الضخمة التي تظاهرت في جميع مدن ومناطق سورية من شمالها إلى جنوبها, كان لافتاً تصاعد الدعوات إلى الدول العربية والإسلامية والغربية للتدخل الفوري وحماية المدنيين من القمع الدامي, في ظل إصرار المتظاهرين على إسقاط النظام من خلال الثورة السلمية, ورفضهم الانجرار إلى التسلح الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية, تدفع جماعة الأسد باتجاهها في محاولة يائسة للبقاء في السلطة من خلال لعب دور الإطفائي والضامن الوحيد لإعادة الاستقرار.
ووفقاً لمنظمات حقوقية واتحاد تنسيقيات الثورة, قتل 22 شخصاً خلال التظاهرات, بينهم 8 في مدن ريف دمشق, و3 في حمص و3 في دير الزور.
ورغم أن قوات الأمن عمدت إلى محاصرة المساجد في العاصمة, إلا أن المئات خرجوا في تظاهرات سيما في القابون وحي ركن الدين وحي الميدان والحجر الأسود وكفر سوسة, كما خرجت تظاهرة ضخمة في ريف دمشق, رغم اقتحام آليات عسكرية محملة بجنود مدججين بالسلاح مدينتي حرستا وسقبا.
ومساء أمس, اقتحمت قوات الأمن مستشفى الرجاء في عربين بريف دمشق واعتقلت مديره بشير جمعة وعمدت إلى توقيف عدد من الجرحى أحدهم كان داخل غرفة العناية المركزية.
وفي حمص التي شهدت تظاهرات ضخمة, عمدت قوات الأمن إلى إطلاق النار في حي باب السباع على كل من يتحرك أو يخرج من منزله, فيما انتشر القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية في عدد من الأحياء.
إلى ذلك, خرج عشرات الآلاف في دير الزور ودرعا وحماة مطالبين بإسقاط النظام, كما شهدت حلب تظاهرات كبيرة سيما في حي الصاخور رغم حملة الاعتقالات التي يشهدها منذ 3 أيام.
وفي توصيف للوضع في حلب, قال أحد الناشطين “عندما تخرج من مسجد تشعر وكأنك في ثكنة عسكرية, وكأن من يكون في المسجد هم صهاينة”, في إشارة إلى الحصار الأمني على المساجد.
وأظهرت أشرطة فيديو, بثتها مواقع إلكترونية معارضة, آلاف المتظاهرين وهم يحملون في أغلب المدن لافتات باللغة الانكليزية تناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف العنف وتطالب الأسد بالرحيل.
في غضون ذلك, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, أمس, أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين سورية وليبيا, موضحاً أن المشكلة تتمثل في غياب المستوى نفسه من الدعم العربي والدولي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد نظام الأسد.
وقال كاميرون “هناك ديكتاتور في سورية مثل ليبيا يفعل أشياء مروعة لشعبه, لكن المشكلة هي عدم وجود التأييد نفسه في جامعة الدولة العربية ودولياً حيال سورية كما هو عليه الحال إزاء ليبيا, ولدينا مشكلات أيضاً في الأمم المتحدة في الحصول على قرار قوي لتشديد العقوبات وفرض حظر سفر وتجميد الأصول وجميع الإجراءات التي اتفقنا على اتخاذها ضد النظام السوري”.
من جهته, أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن بلاده تريد “تطوير” اتصالاتها مع المعارضة السورية وتنوي مواصلة جهودها لإجبار نظام الأسد على وقف القمع, فيما دعت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون المجتمع الدولي إلى زيادة ضغطه على الرئيس السوري لحمله على التنحي.
وكما كان متوقعاً, أقر الاتحاد الأوروبي, أمس, حظراً على واردات النفط من سورية, موضحاً أنه “يشمل شراء واستيراد ونقل النفط ومواد نفطية أخرى مصدرها سورية”.
ووسع الاتحاد أيضاً عقوباته في مجال تجميد الأرصدة وحظر منح تأشيرات لتشمل أربعة اشخاص وثلاث شركات, لافتاً الى أن قرار حظر الاسلحة المطبق منذ التاسع من مايو الماضي لا يزال سارياً.
وأكد وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال ان هذه العقوبات “ستضرب سورية في الصميم”, فيما اعتبر نظيره السويدي كارل بيلت ان الاجراء “سيكون له تأثير فعلي”.
وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات أكيدة على النظام, فالاتحاد الأوروبي يشتري 95 في المئة من النفط الذي تصدره سورية ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد.
في المقابل, فإن تأثير القرار على دول الاتحاد الاوروبي سيكون محدوداً, إذ أن أرقام المفوضية الاوروبية تفيد أن الاتحاد كان يستورد 7,8 مليون طن من النفط الخام شهرياً من سورية العام 2010, ما يوازي 1,5 في المئة من وارداته النفطية.
شاهد أيضاً
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …