الميدانية داخلها، تعزيزا لما حققوه في الأيام القليلة الماضية من تطورات لافتة في محيط طرابلس بالاستيلاء على عدد من مدنها المجاورة إلى جانب بسط سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية شرقي البلاد.
وقالت وكالة أنباء التضامن الليبية إن الثوار في مدينة طرابلس استولوا على مخزن للأسلحة الخفيفة، وقال شهود عيان إن الثوار تمكنوا من إحراق العديد من المباني الإدارية والأمنية الحكومية.
كما أفادت بعض الأنباء بأن ثوار المدينة اشتبكوا مع الكتائب التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في شارع النصر وتواترت أنباء عن اقتحامهم أحد الفنادق الرئيسية.
وفي محاولة لصد تقدم الثوار ذكرت مصادر متطابقة في طرابلس أن الكتائب التابعة للقذافي وضعت حواجز أمنية في مختلف مناطق العاصمة، وواصلت تنفيذ حملات اعتقال واسعة وعززت انتشار عناصرها في مختلف أنحاء المدينة.
بالتزامن مع تلك التطورات قصفت طائرات ومروحيات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقار أمنية ومراكز قيادة للكتائب التابعة للقذافي في مناطق مختلفة من العاصمة.
وكان التلفزيون الليبي قد أظهر مواقع قال إن طائرات الناتو قامت بقصفها وأحد تلك المواقع يقع في منطقة بوسليم حيث يوجد أحد المراكز الأمنية والسجن السياسي المشهور باسم بوسليم.
وذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن “بوسليم” بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن, وأن اشتباكات مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء.
وكانت طائرات تابعة للناتو قد قصفت أمس أهدافا في طرابلس بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي وهو صهر العقيد القذافي. وتحدث مصدر بالناتو الليلة الماضية عن مقتل السنوسي, لكن الحلف تراجع لاحقا عن هذا الإعلان.
ووفقا لمواقع معارضة, فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى طرابلس من الجبل الغربي, ومن المدن المحررة حديثا مثل الزاوية وصرمان وصبراتة. وحسب المصادر نفسها, فإن مجموعات من الثوار بلغت منطقة العزيزية (30 كيلومترا جنوب طرابلس).
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد تحدث قبل أيام عن ثوار يوجدون داخل العاصمة، ويتخذون الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية ساعة الحسم، لكنه حذر أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها.
الثوار بسطوا سيطرتهم على البريقة بعد قتال طويل مع كتائب القذافي (الجزيرة)
السيطرة على البريقة
في غضون ذلك أعلن الثوار اليوم أنهم بسطوا السيطرة الكاملة على مدينة البريقة النفطية (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي) ومرفئها ومنشآتها النفطية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي العقيد أحمد باني أن الثوار سيطروا على المرفأ النفطي والمصافي.
وقال الثوار إنهم سيطروا في الأيام الماضية على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي الذي يضم مصفاة ومصانع تنتج مشتقات نفطية مختلفة.
وباستعادتهم البريقة, يكون الثوار قد قطعوا كل إمدادات الوقود عن القوات التي لا تزال تقاتل مع القذافي.
استيلاء الثوار على الزاوية كان خطوة جبارة في طريقهم نحو العاصمة طرابلس (الجزيرة)
مكاسب إستراتيجية
وفي الطريق إلى طرابلس تمكن الثوار في الجبهة الغربية في الأيام القليلة الماضية من إحكام السيطرة على مدن إستراتيجية كالزاوية (50 كيلومترا غرب طرابلس) وصرمان وصبراتة على الطريق الساحلي بين العاصمة الليبية ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس.
وسيطر الثوار كذلك قبل أيام على مدينة غريان (100 كيلومتر جنوب طرابلس), وأول أمس على زليتن (160 كيلومترا شرق العاصمة الليبية).
وأحبط الثوار أمس هجوما لكتائب القذافي على الزاوية التي سيطروا في وقت سابق على معظم أرجائها بعد معارك قتل فيها العشرات من الطرفين.
وسيطر الثوار أمس بعد معارك عنيفة على ميدان الشهداء في الزاوية بعدما سيطروا في وقت سابق على المصفاة النفطية في المدينة. وتحدث أمس عضو في مجلس مدينة مصراتة للجزيرة من وسط زليتن التي دخلها الثوار مساء أول أمس عقب اشتباكات ضارية مع قوات القذافي.
وقتل ما لا يقل عن 33 من الثوار في معركة زليتن التي تقع على مسافة خمسين كيلومترا تقريبا إلى الغرب من مصراتة.