نصر الله: لا يتضمن دليلاً مباشراً ونشرت مضمونه "السياسة" سابقا
ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت (ا. ف. ب)Lebanon_tror_against_hariri

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تكشف تفاصيل القرار الاتهامي في اغتيال الحريري

بدر الدين مشرف عام وعياش منسق المنفذين وعنيسي وصبرا معدا الشريط المزور
بيروت – وكالات: 17 يوليو 2011 تاريخ مفصلي جديد في مسار عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع رفع قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين السرية عن القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتصبح تفاصيل الجريمة ملكاً للرأي العام اللبناني والدولي, وإن بتحفظ على بعض أجزاء, حرصت المحكمة على سريتها لتأثيرها على مجرى التحقيق, على أن تعلن كاملة في قاعة المحكمة. (راجع ص 44 و45)
ورأى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين أن “المدعي العام قدم أدلة كافية بصورة أولية للانتقال الى مرحلة المحاكمة”, فيما أكد المدعي العام دانيال بلمار “أن الستار لن يرفع عن القصة الكاملة إلا في قاعة المحكمة حيث تعقد محاكمة مفتوحة وعلنية وعادلة وشفافة تصدر حكماً نهائياً”.
والمتهمون بحسب القرار هم: سليم جميل عياش, ومصطفى أمين بدر الدين (المعروف أيضاً بالأسماء سامي عيسى ومصطفى يوسف بدر الدين, وإلياس فؤاد صعب), وحسين حسن عنيسي (المعروف أيضاً باسم حسين حسن عيسى), وأسد حسن صبرا”.
وصدرت بحقهم جميعاً مذكرات توقيف غيابية في 30 يونيو الماضي, وهم بحسب القرار الاتهامي “مناصرون لحزب الله” الذي “تورط جناحه العسكري في الماضي في عمليات ارهابية”.
وجاء في القرار ان “الاشخاص الذين دربهم الجناح العسكري (لحزب الله) لديهم القدرة على تنفيذ اعتداء إرهابي بغض النظر عما إذا كان هذا الاعتداء لحسابه أم لا”.
وأشار القرار إلى أن بدر الدين كان دين في الكويت بتهمة ارتكاب سلسلة من الأعمال الإرهابية وحكم عليه بالإعدام, إلا أنه فر من السجن عند غزو العراق للكويت في العام 1990.
وأوجز القرار الاتهامي دور كل من المتهمين في العملية, فاتهم بدر الدين بأنه “المشرف العام على الاعتداء”, وعياش بالقيام ب¯”تنسيق مجموعة الاغتيال المسؤولة عن التنفيذ الفعلي”, وحسن عنيسي وأسد صبرا ب¯”إعداد وتسليم شريط الفيديو الذي أعلنت فيه المسؤولية زوراً بهدف توجيه التحقيق الى اشخاص لا علاقة لهم بالاعتداء وذلك حماية للمتآمرين من الملاحقة القضائية”.
ووجهت إلى المتهمين الأربعة تهمة “الاشتراك في مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي”, كما اتهم عياش وبدر الدين أيضاً “بارتكاب عمل إرهابي واستعمال أداة متفجرة والقتل عمداً ومحاولة القتل عمداً باستعمال مواد متفجرة”, فيما اتهم عنيسي وصبرا “بالتدخل في جرائم اخرى”.
وارتكز القرار الاتهامي على بيانات الاتصالات الهاتفية التي اشارت الى جود “شبكات سرية” أي أرقام هاتف خلوي لا يتصل أعضاؤها إلا ببعضهم, و”شبكات مفتوحة” يتصل أعضاؤها أحياناً بآخرين من خارج مجموعتهم.
وتحدث القرار عن “شبكة حمراء” استخدمتها المجموعة التي نفذت الاغتيال, و”شبكة خضراء” استخدمت “للإشراف على الاعتداء وتنسيقه” وتوقف استخدام خطوط هذه الشبكة يوم تنفيذ الاغتيال, و”شبكة زرقاء” استخدمت للتحضير والمراقبة, و”شبكة أرجوانية” استخدمت للإعلان “زوراً عن المسؤولية عن الاعتداء”, و”شبكة صفراء” استخدمت حتى السابع من يناير 2005 الذي سبق عملية الاغتيال في الرابع عشر من الشهر نفسه.
وفي أول رد فعل على نشر القرار الاتهامي, أعلن رئيس الحكومة السابق زعيم المعارضة سعد رفيق الحريري, أنه يتطلع “بكل صدق وأمانة إلى موقف تاريخي من قيادة “حزب الله”, ومن (الأمين العام للحزب) السيد حسن نصرالله خصوصاً, لوضع حد لسياسات الهروب الى الأمام, والإعلان عن التعاون التام مع المحكمة الدولية بما يؤدي الى تسليم المتهمين والمباشرة في إجراء محاكمة عادلة”.
وقال الحريري في بيان “ما هو مطلوب من قيادة “حزب الله” يعني بكل بساطة, الاعلان عن فك الارتباط بينها وبين المتهمين, وهذا موقف سيسجله التاريخ والعرب وكل اللبنانيين للحزب وقيادته, بمثل ما يمكن أن يسجل خلاف ذلك, إذا أرادوا الذهاب بعيداً في المجاهرة بحماية المتهمين”.
وإذ أكد, في كلام موجه إلى “حزب الله” أنه “لا موجب بعد الآن لأي نوع من أنواع الصراخ السياسي والإعلامي”, شدد الحريري إلى التأكيد على أن “القرار الاتهامي بكل ما تضمنه من أدلة ووثائق وشهادات, يرسم الخط المستقيم لهذه الحقيقة, والعدالة آتية”.
في المقابل, اعتبر نصر الله, في كلمة متلفزة, مساء أمس, أن القرار الاتهامي لايوجد فيه أي “دليل مباشر”, بل يستند إلى “الاتصالات الهاتفية وبعض التحليلات والاستنتاجات لا إلى شيء قضائي”, مشيراً إلى أن اسرائيل اخترقت قطاع الاتصالات اللبناني وقادرة على التلاعب بالداتا وتركيب أرقام هواتف واختراع اتصالات وهمية أو استخدام أرقام أشخاص من دون علمهم و”هذا كاف للطعن بدليل الاتصالات”.
وأضاف ان “ما ذكر لا يكفي لكي يكون دليلاً, وهذا رأي قضاة كبار ومتخصصين في هذا المجال”, لأنه “يستند إلى الاستنتاج والتحليل وليس إلى الادلة المباشرة وليس إلى دليل قطعي بل إلى دليل ظرفي”.
وإذ أشار إلى أن مضمون الاتهام سبق وأن نشر في وسائل إعلام عالمية وعربية وفي مقدمها جريدة “السياسة”, وصف نصر الله المتهمين ب¯”المقاومين الشرفاء والمظلومين والمفترى عليهم”.

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …