tazahorat-
بقلم داود البصري- الاختلاط الكبير القائم حاليا في المشهد الاقليمي المتوتر على إثر تصاعد نيران الثورة الشعبية السورية الكبرى ونتائجها على الصعيد الإقليمي, وتهديد النظام الإيراني بتوسيع مساحات الدعم المفتوح للنظام الفاشي مع ما يرافق ذلك التهديد من احتمالات تصعيدية لملفات اقليمية مهمة

في تفعيل الملف الأحوازي انتصار للثورة السورية‏

, تفرض على صانع القرار العربي, والخليجي تحديدا, التحرك وفق آليات ومناهج سياسية تدعم عمليات التغيير الكبرى في الوضع الاقليمي, وتشير الى منعطفات مهمة وحاسمة, ولعل أكبر وأعظم وأدق ملف خطير وقوي بيد الجانب العربي والخليجي لم يتم استعماله بعد, بل أنه مهمل للغاية وبشكل مفجع, هو ملف حرية الأحواز الذي يشهد جمودا قاتلا ومريبا رغم أهميته الستراتيجية الكبرى في إختراق المنظومة الأمنية المركزية للنظام الإيراني, فمن الأحواز تدار كل عمليات التسلل والتخريب للعالم العربي, ومن قواعد الحرس الثوري في مدينة عبادان تطلق الميليشيات الطائفية العراقية صواريخها على الجزر الكويتية وتنفذ تلك الميليشيات عمليات التخريب المستقبلية المخطط لها إيرانيا في حالة إنهيار النظام السوري بالكامل.

لقد اتضح جليا حجم التآمر والتعاون الإيراني- الاستخباري السوري في تطويق الثورة الشعبية الأحوازية, وفي محاصرة حركة التحرر الوطني الأحوازية من خلال عمليات إعتقال وتسفير المناضلين الأحوازيين من الشام وتسليمهم للسلطات الأمنية الإيرانية, وهو تنسيق أمني يشكل سابقة فريدة في سلوك وممارسات عصابة سلطوية حاكمة في الشام ترتدي ظاهريا إطارا قوميا فضفاضا بينما هي منخرطة في سياسة طائفية شعوبية خرقاء معادية للعروبة والإنسانية ولكل قيم النضال والتحرر!

لو كان بعثيو الشام يمتلكون ذرة بسيطة من الكرامة وشرف الإنتماء القومي لتحركوا هم قبل غيرهم لمحاسبة نظامهم و أمينهم القطري والقومي قاتل الأطفال وفاتح أبواب الشام العظيمة للغزو الصفوي الشعوبي الحاقد, ولكن حزب البعث السوري قد مات وشبع موتاً, وتحول خرقة بالية يمسح بها غلمان الولي الإيراني الفقيه أقدامهم ولم يعد هذا الحزب الميت يمثل سوى مجاميع »الشبيحة« والقتلة المأجورين والمجرمين وخلايا الرعب والموت والدمار بعد أن سمحوا لغلمان ومماليك الوراثة بالتلاعب بهم وبتحويلهم لمجاميع من »الطراطير«.

المهم إن المعركة التحررية في الشام قد فتحت جميع الملفات العالقة دفعة واحدة,  وأبانت عن قدر عظيم من ملفات الحسم التاريخية التي ستنجزها الثورة السورية وهي تتصاعد رغم الخسائر الشعبية الفادحة لتدخل في مرحلة اللاعودة, ولتضع النظام المجرم في مواجهة استحقاقات جرائمه على يد الشعب السوري الحر الثائر, من جانب آخر فإن النظام الإيراني من الناحية الواقعية لا يمتلك أبدا أن يغير من مسارات الأحداث في الشام, فهو لا يعتمد سوى على حملات التخويف والرعب النفسية وإثارة الخوف لدى دول المنطقة, رغم أنه نظام خاو ومنخور من الداخل ولايستطيع القيام بأي خطوة جنونية لأن الشعوب الإيرانية متربصة به أيضا وهي تنتظر الفرصة المناسبة لإعادة إحياء ربيع طهران وإشعال الانتفاضة الجماهيرية العارمة التي ستلقيه, وتجمعه برقيقه وحليفه النظام السوري في مزبلة التاريخ الواسعة جدا لتضم رفات ورمم الفاشيين والقتلة والجلادين والضباع والوحوش والأسود المستنعجة.. النظام الإيراني لم يعد يتصرف ب¯(تقية) ولا مجاملة بل بات يبعث علنا برسائله العدوانية لشعوب المنطقة ويتطاول علنا على السعودية وعلى دول الخليج العربي ويحرك أذنابه وعملاءه وأقزامه في العراق ولبنان لإثارة مشكلات داخلية في دول الخليج العربي, ويحرص على إبراز رسائل ارهابية اقليمية, ويظهر العداء الصريح والوقح ضد الثورة الشعبية السورية ويدس أنفه الطويل في خيارات الشعوب الحرة, وهي سياسات تدخل فظ ينبغي أن تواجه بما يقابلها من الطرف الآخر, وقد وفر الشعب العربي الأحوازي في الاقليم العربي المحتل والمغتصب فرصة تاريخية لن تتكرر لأشقائه العرب في الدعم والاحتضان والمساندة, وتبني نشاطات قوى الحرية الأحوازية, بل وتفعيل كفاح الشعوب الإيرانية غير الفارسية ضد الاحتلال كالشعب الآذري والبلوشي و الكردي والعربي في إيران, وإفهام أباطرة البويهيين والصفويين الجدد بأن الدم العربي المسلم خط أحمر ينبغي أن لا يتجاوزه, وإن حلف الطغاة والمجرمين إلى سعير مؤكد, وبأن طاقات ودماء الشعوب هي أقوى من كل سيوف ومدافع الجلادين الذليلة.

في تفعيل الملف التحرري الأحوازي هزيمة ستراتيجية كبرى لكل مشاريع الحلف العدواني الإيراني وإضافة حقيقية لمساحات وأطر القوة العربية الكامنة والمهملة وترسيخ حقيقي لكفاح الشعوب الحرة وحقها في تقرير المصير, ورغم صعوبة التحرك العربي الشامل لتفعيل ذلك الملف بسبب الأوضاع العربية المعروفة والمهلهلة إلا أن دول الخليج العربي متماسكة وتمتلك زمام المبادرة خصوصا بعد إجهاض المؤامرة الإيرانية في البحرين التي كانت تستهدف الخليج العربي بأسره.

لا معنى أبدا للتردد والانحسار والخوف, فوالله الذي لا إله إلا هو فإن الحرس الثوري سيكون على أبواب منازلنا وسيهتك حرماتنا ما لم نتداع لمجابهة الخطر.

لقد سقط العراق بكل ثقله التاريخي تحت سنابك الاحتلال الإيراني المعلن والصريح من خلال المجاميع الطائفية المتخلفة الحاكمة, وسوف لن يختلف مصير باقي دول الخليج العربي عن الحال العراقية فيما لو لم يتم تدارك الموقف والتخلي عن السلبية, فما غزى قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.

نصرة عرب الأحواز انعطافة مهمة في تاريخ وإطار الصراع الاقليمي, وإنطلاقة الثورة الشعبية الأحوازية هي بمثابة دعم أصيل و منهجي للثورة السورية الكبرى التي ستنتصر مهما بلغت التضحيات.. ولا عاصم اليوم من أمر الله.

نقلا عن صحيفة القبس الكويتية

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …