12345
صحيفة الوطن البحرينية - بقلم الكاتب علي الاهوازي - الغزو ليس اجتياح دولة بقوات عسكرية والسيطرة عليها واحتلالها فقط، بل هناك أنواع وأشكال كثيرة منها الغزو الثقافي، وهو أشد وأخطر أنواع الغزو لأن الغزو العسكري يزول بخروج القوات الغازية لكن الغزو الثقافي يتغلغل داخل كل مرافق الحياة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية ويؤثر على العادات والتقاليد ويزلزل أسس المجتمع ويهدم ثقافتة الأصيلة النابعة من بيئته وحضارته.

الغزو الثقافي‮ ‬الإيراني‮ … ‬آت ‏

في هذا المقال نسلط الضوء على محاولات النظام الإيراني القومي والأيدلوجي والراديكالي لبسط نفوذه في العالم العربي بشتى الطرق والأساليب ونجح في كثير من الأحيان ولابد هنا أن نشير إلى تلك النجاحات والاختراقات للبلدان العربية. في لبنان استطاع النظام الإيراني أن يختطف الدولة اللبنانية عبر حزب الله ويرهن أمنها بسياسته المتطرفة وتكون له اليد الطولى في كل زاوية في البلد ومستقبله، في سورية استطاعت إيران أن تمد نفوذها بشكل كبير وخطير وأصبحت عائلة الأسد تخدم السياسة الإيرانية وأداة للغزو الثقافي الإيراني في البلاد العربية، ووصل الحال بذلك النظام الذي يدعي تبني القومية العربية والأمة الواحدة إلى تسليم لاجئين من عرب الأحواز هم وأسرهم وأطفالهم إلى النظام الإيراني وبدم بارد دون خجل وحياء. وما يفعله الآن بالشعب السوري الأبي من مجازر ليست غريبة على ربيب الدولة الفارسية. في العراق الكل يعرف مدى التدخل والنفوذ الإيراني والتعاون الأمريكي الإيراني في العراق وأفغانستان باعتراف النظام الإيراني نفسه، فقد بلغ أوجه في التنسيق والتخابر بين الطرفين وإيران استطاعت أن تغزو العراق غزواً ثقافياً وأن تتمدد في كل مفاصل الدولة العراقية ووصل الحال ببعض النواب ورؤساء الأحزاب الإيرانية الولادة والترعرع أن تطالب باعتبار اللغة الفارسية اللغة الرسمية في بعض المحافظات بعد اللغة العربية واللغة الكردية، أيضاً ذلك الغزو لم يستثن الرياضة وتم استيراد رياضة الزورخانة وهي رياضة قومية إيرانية قديمة أصبحنا نسمعها في الرياضة العراقية وهنالك تصدير الكتب ودعم الأدب واللغة الفارسية وتفريس ما يمكن تفريسه. وأيضاً محاولات التسلل الإيراني إلى مصر والسودان والقرن الأفريقي عبر إريتريا وشراء عدة جزر للاستخدام اللوجستي لمد الحوثيين بالدعم وتهديد أمن المملكة العربية السعودية. وبعد إحباط المخطط الإيراني للسيطرة على البحرين وإسقاط نظامها الشرعي عبر يقظة المملكة العربية السعودية وأشقائها في دول مجلس التعاون وأيضاً يقظة رجال الأمن في دولة الكويت وإحباط أكبر شبكة جاسوسية إيرانية أصبح النظام الإيراني يتخبط وتم إقالة وزير الاستخبارات من قبل نجاد مما سبب اصطداماً بين المرشد ونجاد واعتكف نجاد في بيته لمدة عشرة أيام بسبب إصرار المرشد على عودة مصلحي إلى الاستخبارات وبدأ التصدع في جدار النظام واضح للعيان، النظام الإيراني كما ذكرنا سابقاً يستعمل كل الطرق لمد نفوذه وبسط سيطرته وعندما تفشل إحدى الطرق تستعمل الأخرى أو تستعمل الكل في آن واحد. هنا لابد للإشارة إلى ما تفضل به النائب د.وليد الطبطبائي إذ كشف أنه حصل على معلومات تفيد بأن إحدى شركات الإنتاج في الكويت قامت أخيراً بدبلجة ثلاثين مسلسلاً إيرانياً باللهجة الكويتية وستقوم بتوزيعها مجاناً على القنوات الفضائية. وتساءل الطبطبائي من خلال حسابه على تويتر من الممول لعملية إنتاج بهذا الحجم؟ إذن إيران إذا لم تنجح بغزو عسكري أو استخباراتي تستعمل الغزو الثقافي الذي يدخل كل البيوت بطرق الدراما والفن عبر الفضائيات العربية وبأداة عربية وبخبث تدس السم في العسل ونحن غافلون ويا غافلين لكم الله!!!

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …