الإيراني الذي يتحكم في أكثر من بلد عربي
دبي – سعود الزاهد
لم يتوقف الحديث منذ سقوط النظام العراقي السابق عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق وبعض بلدان المنطقة ولاسيما من خلال فيلقGhasem_Solaymani_350_x_263

“سليماني” اليد الطويلة الخفية للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا

القدس، الذراع السري لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية بقيادة العقيد قاسم سليماني، الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وفي نهاية الأسبوع الماضي نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية تقريرا بهذا الخصوص سلطت من خلاله الأضواء من جديد على تحركات قاسم سليماني في العراق والذي قالت الصحيفة إنه “يدير العراق بصورة غير مباشرة” وأصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس لدعم الرئيس بشار الأسد. وجاء في التقرير إن سليماني أرسل في مطلع عام 2008 رسالة إلى الجنرال بترايوس الذي كان حينها قائدا للقوات الأمريكية في العراق وكان حامل الرسالة مسؤول عراقي رفيع المستوى حيث جاء فيها: “أيها الجنرال بترايوس ينبغي أن تعلم أنني أنا قاسم سليماني وأطبق السياسة الإيرانية تجاه كل من العراق ولبنان وغزة وأفغانستان”. وتضيف الصحيفة إن القائد الأمريكي لم يكن بحاجة لسماع ذلك لأنه كان على معرفة بأن معظم الأعمال التخريبية في العراق تتم بإيعاز من سليماني والمليشيات المرتبطة بفيلق القدس. واليوم حيث يتهيأ بترايوس لإدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ”سي آي إيه” فإنه بكل تأكيد يتحضر للمزيد من الاشتباك (مع فيلق القدس).

من هو العقيد سليماني

كان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 “ثارالله” وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس وقام العام الحالي بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان، واليوم يدور الحديث أيضا حول تواجده في سوريا لدعم النظام السوري ضد المحتجين الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأمريكا.

وتقول صحيفة غارديان إن السمعة المخيفة لسليماني والتي شاع صيتها منذ ثلاثة أعوام لم تخف بل ازدادت سوءا سيما بعد أن أصبحت سوريا هي الأخرى مسرحا لتدخله ونفوذه أيضا.

أهم من أحمدي نجاد

وتؤكد الغارديان أن العلاقات بين سليماني وبعض المشرعين العراقيين هي علاقة قوية، الأمر الذي يثير تخوف البعض ويمتدحه البعض الآخر.

موفق الربيعي المستشار السابق لشؤون الأمن القومي العراقي صرح مؤخرا بالقول “مما لاشك فيه أن (سليماني) الرجل الأقوى في العراق… ولن يتم تفنيذ أي عمل دون موافقته عليه”.

ويقول مسؤول أمريكي إن سليماني يملي الشروط ثم تحدث الأمور بطريقة تجعل العراقيين في ظروف ينبغي عليهم لملمة ما لا دخل لهم في حدوثه”.

ويقول التقرير إن العراق شكل الساحة الرئيسية للحرب بين فيلق القدس والجيش الأمريكي خلال الأعوام الثمانية الماضية ويستند إلى صالح المطلك وهو سني علماني حيث يشغل منصب أحد نواب رئيس الوزراء الثلاثة الذي يؤكد أن الفريق قاسم سليماني يستمد قوته مباشرة من علي خامنئي حيث فيلق القدس وسليماني بالنسبة للمرشد أهم حتى من أحمدي نجاد.

ويستطرد المطلك بالقول: إن الأوامر التي يصدرها خامنئي عبر سليماني ينبغي على الجميع الخضوع لها وهذا هو سبب ذهاب كافة كبار المسؤولين الحكوميين العراقيين إلى اللقاء بهذا الشخص.

ويقول مشرع عراقي آخر قريب من نوري المالكي حيث قام بزيارة إيران مرارا للاجتماع بسليماني: “إنه يمتلك سلطة مطلقة حيث لا يستطيع أيا كان أن يتحداه”.

علاقات متشعبة

ويقول عضو برلماني شيعي عراقي :”إنه على علاقات منظمة بكافة المجموعات الشيعية وكان حاضرا العام الماضي في المؤتمر الذي عقد في دمشق لتشكيل الحكومة العراقية الحالية إلى جانب ممثلين لكل من سوريا وإيران وتركيا وحزب الله اللبناني حيث مارس الضغوط على الجميع للقبول بالمالكي رئيسا للوزراء لدورة ثانية”.

وخلال السنوات الخمس الماضية التي كان المالكي على رأس هرم السلطة في العراق كان سليماني يبدي اهتماما خاصا بكافة مستشاري رئيس الوزراء العراقي .
كما أن الرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني يلتقي أيضا بسليماني بصورة منتظمة.

وتقول الصحيفة إن السفير الأمريكي في العراق أكد في الصيف الماضي أنه إضافة للجنود الذين قتلوا في العام الماضي في العراق فإن القوى المرتبطة بالنظام الإيراني مسؤولة عن ربع الخسائر البشرية الأمريكية والتي بلغت 1100 قتيل وآلاف الجرحى.

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …