وأثبت ذلك عندما تم الانسحاب البريطاني من المنطقة، وصوت شعب البحرين آنذاك لصالح إقامة دولة البحرين العربية. إن البحرين لم تكن يوماً من الأيام تابعة لإيران، وإن الكثير من قبائل البحرين هم من قبائل هاجرت من الجزيرة العربية ومن المحمرة وعربستان والكل يعرف أن إمارة المحمرة عربية وليومنا هذا هناك أكثر من ثمانية ملايين عربي هم سكان عربستان (المحمرة) الأصليين، حيث احتلت إمارتهم عام 1925م وتم أسر أميرها الشيخ خزعل واقتيد إلى غياهب السجون في طهران، حيث أعدم عام 1936م. وليومنا هذا شعب الأحواز يعاني من الاضطهاد والظلم والجور الفارسي في العهد الملكي والإسلامي، مع أن غالبية الشعب الأحوازي من الشيعة فإن ذلك لم يكن مانعاً وحائلاً دون ظلمهم واضطهادهم، حيث يمنع الأحوازيون حتى من تسمية أبنائهم بأسماء عربية، وكذلك تم تغيير أسماء المدن العربية إلى أسماء فارسية دخيلة بغية تفريسها وإخفاء معالمها العربية، وغير ذلك من مصادرة الأراضي بالترهيب والترغيب، والإعدامات العلنية والسرية بحق ثوار الأحواز الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة والعادلة، وهي تطبيق المادة 15 من الدستور الإيراني الخاص بالتدريس باللغة الأم للشعوب غير الفارسية، وهو ما لم يطبق لا في العهد الملكي ولا الإسلامي. وهناك الكثير من المآسي والمعانات لا مجال لذكرها في هذه العجالة. لكن في هذه المقدمة أود أن أبين لإخواننا شيعة البحرين الأعزاء ألا يراهنوا على إيران، لأن ما قامت به إيران وتقوم به تجاه عرب الأحواز خير دليل على النفاق الإيراني، وأن الأمن القومي الإيراني فوق كل مذهب ودين، وأن الشعارات الرنانة ما هي إلا لخداع الشعوب والضحك على الذقون. إن التعاون الإيراني مع الشيطان الأكبر جلي وواضح للعيان في أفغانستان والعراق، وإن ما يحصل من أعمال إرهابية بحق العراقيين ليس بعيداً عن فيلق القدس ومخابرات وجهاز الأمن الإيراني، لذلك أيها الإخوة البحرينيون لا تكونوا حصان طروادة للأطماع والتوسع الخارجي على حساب وطنكم وأرضكم الطيبة، وإن من لم يرحم أشقاءكم في الأحواز أكيد لن يكون رحيماً بكم، ومن جرب المجرب حلت به الندامة وحينها لا ينفع الندم. إن التدخل الإيراني في شؤون البحرين الداخلية أمر غير مشروع بتاتاً، لأن من يطالب بحقوق الشعب البحريني يجب عليه أن يعطي شعوبه حقوقها، وأن لا يقمع المظاهرات السلمية ويصدر أحكام الإعدام بالجملة، والكل يعرف ما حدث بعد تزوير الانتخابات في إيران، وكيف تم قمع المتظاهرين بالرصاص الحي، فمن كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجر. لذلك إخواني ”شيعة وسنة البحرين” مع أني لا أحب استعمال الكلمات التي تدل على الطائفية، لأننا نحن كلنا مسلمون، والاختلاف في بعض الفروع لا يفسد للود قضية، عليكم أن تفوتوا الفرصة على من يريدكم أن تصبحوا غارقين بالطائفية كما يحصل في العراق ولبنان واليمن، وأن تكونوا على قدر كبير من اليقظة والصحوة لكل ما يحاك ضدكم، وألا تتفرقوا فتذهب ريحكم، وإن ولاءكم أولاً وأخيراً لوطنكم البحرين وقيادته ولاشك أنتم كذلك، وأن الحوار هو الطريق القويم للوصول إلى الحلول الناجعة لقضايا الوطن والأمة. إن ما يحدث في الأحواز وانتفاضة 15 أبريل المباركة والتعامل الإيراني الوحشي مع عرب الأحواز أزاح ورقة التوت التي تستر بها النظام لخداع العالم العربي والإسلامي، وإن كان هناك ذرة عقل لديه فيجب أن يعطي حقوق الأحوازيين العادلة، وإلا مصيره سيكون في مزبلة التاريخ.