في‮ ‬قراءة حول‮ »‬فائض القوة ونقص القدرة‮«..:
أكد المفكر والمحلل السياسي‮ ‬العراقي‮ ‬نزار السامرائي‮ ‬أن دعوة الولي‮ ‬الفقيه لضم البحرين لإيران تشكيك بالهويات وتناسٍ‮ ‬لعروبة المملكة،‮ ‬hezbollah_parade__Lbanon

السامرائي‮:‬لبوس الدين والتعصب المذهبي‮ ‬قوة دفع لعجلة الولي‮ ‬الفقيه

مشيراً‮ ‬إلى أن عجلة الولي‮ ‬الفقيه تأخذ قوة دفع أكبر حينما ترتدي‮ ‬لبوس الدين والتعصب المذهبي،‮ ‬ثم لا‮ ‬يتردد معمم معروف الأصل والنوع

بسيماه ومن لحن القول ولا‮ ‬ينتمي‮ ‬للأصل الآرامي‮ ‬عن الدعوة لضم البحرين لتكون المحافظة ‮٦١ ‬في‮ ‬إمبراطورية كسرى الجديد،‮ ‬ويتجاهل أن البحرين كانت لأمد طويل تابعة لمركز الخلافة في‮ ‬المدينة وبعدها في‮ ‬الشام ومن ثم بغداد،‮ ‬على الرغم من أنه ليس من حق أحد أن‮ ‬يحاول إثبات عروبة البحرين لأنها حقيقة واضحة وضوح الشمس وغير قابلة للتشكيك أصلاً‮.‬ جاء ذلك في‮ ‬قراءة للمحلل السياسي‮ ‬العراقي‮ ‬نزار السامرائي‮ ‬

حول‮ ”‬فائض القوة ونقص القدرة‮”‬،‮ ‬حيث قال إن‮ ”‬أزمة الهوية ليست طلقة طائشة تبحث عن قلب عربي‮ ‬لتستقر به وتتوقف عند هذا الحد وليست خنجر أبي‮ ‬لؤلؤة ليطعن خاصرة ويمضي‮ ‬ليكون قصة محنة تتجدد على مر الدهور‮”.‬ وتساءل نزار السامرائي‮ ‬عن إن كانت العولمة الرأسمالية قد نجحت من حيث فشلت الأممية الشيوعية في‮ ‬ضرب مرتكزات الهوية الوطنية في‮ ‬مجتمعات العالم الثالث والرابع،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن دعاوى السوء الفارسية لا زالت تطرح سؤالاً‮ ‬مريراً‮ ‬كيف تمكن العرب من تدمير امبراطورية فارس من دون أن تجد له جواباً‮ ‬مقنعاً،‮ ‬موضحاً‮ ‬

أنها لما عجزت عن إقناع نفسها بتفسير أسباب سقوط حضارة فارس على‮ ‬يد قوم من الحفاة،‮ ‬ذهبت إلى الأساليب التي‮ ‬اعتمدها اليهود عبر التاريخ ذات الخلفية المستلة من الأساطير التلمودية العدوانية لكل ما هو‮ ‬غير‮ ‬يهودي،‮ ‬فإذا ما دخلت هذه المسلمة القاطعة في‮ ‬مجال التأويل والشك فإن جميع الهياكل الأخرى ستكون عرضة للتساؤل من تلقاء نفسها ومع ذلك فمن المنطقي‮ ‬أن نسأل سؤالاً‮ ‬مجرداً‮ ‬عن الناصب والجازم

والغرض،‮ ‬لماذا لم‮ ‬ينزل القرآن الكريم باللغة الآرامية على العرب المستعربة إن صدقت دعاوى مزوري‮ ‬التاريخ‮.‬ وفيما‮ ‬يلي‮ ‬نص القراءة التي‮ ‬كتبها المحلل السياسي‮ ‬العراقي‮ ‬الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية نزار السامرائي‮:‬ هل هي‮ ‬أزمة انتماء الأمة إلى نفسها أم أن الأزمة بانتماء بلد إلى أمة‮ ‬يزعم الانتساب إليها أم هي‮ ‬أزمة‮ ‬يضيق صدرها وأفقها كثيراً‮ ‬حتى تصبح أزمة انتماء الإنسان إلى نفسه وأصله

ووطنه وأمته أو هي‮ ‬أزمة هوية حقيقية‮ ‬يعيشها الأفراد والجماعات على مستوى الأمة أو عابرة‮ ‬يمكن أن تجد لنفسها حلاً‮ ‬عاجلاً‮ ‬بتشريع قانوني الأمر على ما‮ ‬يبدو لم‮ ‬يعد مرتبطاً‮ ‬بأفراد‮ ‬يراد تفريغهم من مضمونهم الفكري‮ ‬وانتمائهم العرقي‮ ‬وخيارهم السياسي‮ ‬وامتدادهم الإنساني‮ ‬تمهيداً‮ ‬لإلغاء دورهم وتأثيرهم في‮ ‬ساحتهم،‮ ‬بل انتقل من الأفراد إلى الأحزاب وأخيراً‮ ‬وصل إلى الأوطان‮.‬ هل العراق عربي‮ ‬حقاً‮ ‬شكلاً‮ ‬ومضمونا أم أنه عربي‮ ‬من حيث الشكل واللسان ويبقى المضمون شيئاً‮ ‬آخر لا صلة له لا بالتاريخ ولا باللسان ولا بالإطار الدستوري‮ ‬العام المعلن لأغراض الاستهلاك السياسي‮.‬ تأسيساً‮ ‬على هذا،‮ ‬يمكن أن نطرح سلسلة من الأسئلة المماثلة،‮ ‬هل السودان عربي‮ ‬وهو سؤال قديم جديد ويطرح بصيغ‮ ‬تناسب الظرف السياسي‮ ‬وهل البحرين عربية وهذا السؤال مغرض أيضاً،‮ ‬وتجرنا السلسلة إلى بلاد المغرب العربي،‮ ‬لا نستثني‮ ‬فيها أحداً،‮ ‬وتتدافع الأجوبة بغير انتظام لا أحد عربياً‮ ‬اليوم على وفق مناهج البحث العلمي‮ ‬للأصول والأجناس والوراثة‮.‬ حسناً‮ ‬هل نجحت العولمة الرأسمالية من حيث فشلت الأممية الشيوعية في‮ ‬ضرب مرتكزات الهوية الوطنية في‮ ‬مجتمعات العالم الثالث والرابع هذه الأسئلة كلها قد لا تكون وردت في‮ ‬امتحان واحد،‮ ‬وربما لم تكن مطروحة على مستوى الإعلام أو مراكز البحوث والدراسات حتى وقت قريب،‮ ‬ولكنها قطعا بحثت بآليات ما في‮ ‬الدهاليز الخلفية لدوائر السياسات الاستراتيجية لمراكز الاستقطاب الرئيسة في‮ ‬عالم اليوم والباحثة لها عن مواطئ قدم في‮ ‬الأراضي‮ ‬البكر أو الرمادية‮.‬ وعلى ذلك فيكون من حقنا في‮ ‬وقت ما ومن واجبنا في‮ ‬كثير من الأوقات طرحها،‮ ‬وعلى أكثرها إلحاحاً‮ ‬حينما تسللت بعض من هذه التساؤلات لتدخل في‮ ‬أرض محرمة على المتسللين،‮ ‬ولها قدسيتها الخاصة ولا‮ ‬يدخلها إلا من خلع نعليه،‮ ‬لأنها باتت تعرّض بالدوحة النبوية الشريفة،‮ ‬فحينما تتعهد جهة تحركها دوائر الولي‮ ‬الفقيه في‮ ‬إيران للتشكيك في‮ ‬الأصل العربي‮ ‬للنبي‮ ‬الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،‮ ‬وتقدم فرضيات خبيثة ومطعونة وذات أهداف سياسية بالدرجة الأساس،‮ ‬بأن النبي‮ ‬الكريم ليس عربياً‮ ‬لأنه من نسل إسماعيل أي‮ ‬أنه من العرب المستعربة وليس من العرب العاربة فإنها تسعى لتسويق ولاية الفقيه بعد أن وصل مشروعها إلى طريق مسدود،‮ ‬لقد تجاوز مكتب الولي‮ ‬الفقيه حدوده الأخلاقية ودخل إلى منطقة حمراء عند كل عربي‮ ‬ومسلم،‮ ‬وأراد نسف القناعات والحقائق الثابتة والتي‮ ‬لها قدسية لم‮ ‬يجرؤ أحد على

التقرب من أسوارها في‮ ‬الماضي‮ ‬ولا في‮ ‬الحاضر،‮ ‬ومع تهاوي‮ ‬هذه الأفكار المقتبسة من الفكر اليهودي‮ ‬والإسرائيليات التي‮ ‬تسعى إلى قلب الحقائق رأساً‮ ‬على عقب،‮ ‬فإن القرآن الكريم صدح بالحق قبل أربعة عشر قرناً‮ ‬حينما قال‮: (‬وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‮)‬،‮ ‬وأكد‮ ‬غير مرة لغة القرآن العربية‮ (‬إنا أنزلناه قرآنا عربياً‮) ‬ليؤكد الأصل العربي‮ ‬للنبي‮ ‬الكريم الذي‮ ‬أرسل رحمة للعالمين ولكن بلسان قومه العرب ليحملوا شرف الرسالة إلى الأرجاء كافة،‮ ‬هذه الحقيقة الداحضة لكل دعاوى السوء الفارسية التي‮ ‬ما زالت تطرح سؤالاً‮ ‬مريراً‮ ‬كيف تمكن العرب من تدمير

إمبراطورية فارس من دون أن تجد له جواباً‮ ‬مقنعاً،‮ ‬ولما عجزت عن إقناع نفسها بتفسير أسباب سقوط حضارة فارس على‮ ‬يد قوم من الحفاة،‮ ‬ذهبت إلى الأساليب التي‮ ‬اعتمدها اليهود عبر التاريخ ذات الخلفية المستلة من الأساطير التلمودية العدوانية لكل ما هو‮ ‬غير‮ ‬يهودي،‮ ‬فإذا ما دخلت هذه المسلمة القاطعة في‮ ‬مجال التأويل والشك فإن جميع الهياكل الأخرى ستكون عرضة للتساؤل من تلقاء نفسها ومع ذلك فمن المنطقي‮ ‬أن نسأل سؤالاً‮ ‬مجرداً‮ ‬عن الناصب والجازم والغرض،‮ ‬لماذا لم‮ ‬ينزل القرآن الكريم باللغة الآرامية على العرب المستعربة إن صدقت دعاوى مزوري‮ ‬التاريخ‮.‬ لن‮ ‬يكون هناك مسوغ‮ ‬للتساؤل عن اسم الخليج هل هو عربي‮ ‬أم فارسي‮ ‬وقد تتنازل إيران وتطلق عليه اسم الخليج الآرامي‮ ‬لأن الولي‮ ‬الفقيه من هذا الأصل على حد ما تزعم روايتهم التي‮ ‬نفدت من الأسواق فور صدور طبعتها الأولى،‮ ‬وسيكون التشكيك بعروبة العراق أمراً‮ ‬ميسوراً‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن التحاقه بالولي‮ ‬الفقيه لن‮ ‬يفقده شيئاً‮ ‬من تميزه القومي‮ ‬وكرامته وسيادته طالما كانت الآرامية هي‮ ‬الصلة المشتركة بين الولي‮ ‬الفقيه وشعب العراق،‮ ‬ولكن في‮ ‬غمرة الكرنفالات التي‮ ‬أقامتها شلة الولي‮ ‬الفقيه بالكشف التاريخي‮ ‬الجديد‮ ‬يبدو أنهم نسوا أو تناسوا تماماً‮ ‬أن الشعب الفارسي‮ ‬لا‮ ‬يمت بصلة للأصل السامي‮ ‬والآرامي‮ ‬وفق نظريات الأجناس المعتمدة،‮ ‬وتأخذ عجلة التشكيك بالهويات قوة دفع أكبر حينما ترتدي‮ ‬لبوس الدين والتعصب المذهبي،‮ ‬ثم لا‮ ‬يتردد معمم معروف الأصل والنوع بسيماه ومن لحن القول ولا‮ ‬ينتمي‮ ‬للأصل الآرامي‮ ‬عن الدعوة لضم البحرين لتكون المحافظة ‮٦١ ‬في‮ ‬إمبراطورية كسرى الجديد،‮ ‬ويتجاهل أن البحرين كانت لأمد طويل تابعة لمركز الخلافة في‮ ‬المدينة وبعدها في‮ ‬الشام ومن ثم بغداد،‮ ‬على الرغم من أنه ليس من حق أحد أن‮ ‬يحاول إثبات عروبة البحرين لأنها حقيقة واضحة وضوح الشمس وغير قابلة للتشكيك أصلاً،‮ ‬ومن‮ ‬يفتري‮ ‬على تاريخ خاتم النبيين لا‮ ‬يتورع عن ركوب الموجة الصهيونية ويقول في‮ ‬البحرين ما قاله اليهود في‮ ‬فلسطين،

‮ ‬فأصل الطامعين واحد من قورش وقارون والسامري‮ ‬وحتى اليوم،‮ ‬وأصل الضحايا واحد،‮ ‬وتسعى لتحويل البحرين إلى محمرة جديدة والعراق إلى سودان ثانٍ‮ ‬ولن تقف خطة سايكس بيكو الجديدة عن حدود المشرق العربي،‮ ‬بل ستصل صيحاتها إلى شواطئ المحيط الأطلسي‮ ‬لتتردد بدلاً‮ ‬من الأذان خمس مرات في‮ ‬اليوم‮.‬ رمضان قرب خط الاستواء أزمة الهوية ليست طلقة طائشة تبحث عن قلب عربي‮ ‬لتستقر به وتتوقف عند هذا الحد وليست خنجر أبي‮ ‬لؤلؤة ليطعن خاصرة ويمضي‮ ‬ليكون قصة محنة تتجدد على مر الدهور،‮ ‬الأمر‮ ‬يتعدى ذلك إلى البعيد من الآفاق العربية،‮ ‬ولكن الأمم الأخرى وجدت حلولها بنفسها وذابت في‮ ‬الهوية الوطنية متخطية العصبيات والهويات الصغيرة كلها دينياً‮ ‬ومذهبياً‮ ‬وعرقياً،‮ ‬وبقدر ما كان من سوء حظ العراق والخليج العربي‮ ‬وجود إيران على تخومه وبواباته،‮ ‬فإن من حسن حظ الآخرين أن إيران بعيدة عنهم جغرافياً‮ ‬ونفسياً‮ ‬وفي‮ ‬كل شيء،‮ ‬لكن إيران حينما وجدت أن مشروعها الإمبراطوري‮ ‬الفارسي‮ ‬التحديثي،‮ ‬يصطدم بحاجز الموروث الثقافي‮ ‬والقيمي‮ ‬العربي‮ ‬الثري‮ ‬والعميق الجذور،‮ ‬كان لا بد من إعادة إنتاج المشروع بنكهة جديدة ولها قوة إغراء ترتبط بعوامل التربية،‮ ‬فلم‮ ‬يجد محفل‮ ‬يزد الماسو‮ – ‬صهيوني‮ ‬أفضل من خلع القبعة الغربية وارتداء العمامة العربية ووضعها فوق معبد النار،‮ ‬وكانت هذه أهم خطوة اتخذت في‮ ‬النصف الثاني‮ ‬من القرن الماضي‮ ‬فكان أن قرر المحفل خلع شاه وجاء بمعمم،‮ ‬فتململت دول كثيرة وبدأ حسيس النيران المجوسية‮ ‬يسمع على مداخلها،‮ ‬ولم‮ ‬يطل ذلك كثيراً‮ ‬

حتى بات ذلك أكثر وضوحاً‮ ‬في‮ ‬الدواخل،‮ ‬ولعل في‮ ‬تجربة ماليزيا اليوم ما‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يبعث برسائل إلى القريبين بعد أن عبرت خطط إيران الحدود والبحار‮.‬ في‮ ‬أول‮ ‬يوم من شهر رمضان الماضي‮ ‬والذي‮ ‬تصادف‮ ‬يوم ‮١١ ‬أب‮/ ‬أغسطس ‮٠١٠٢‬،‮ ‬كنت في‮ ‬زيارة لماليزيا كان من فقرات برنامجها اللقاء مع الدكتور محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق في‮ ‬العاصمة السياسية الجديدة للبلاد وهي‮ ‬مدينة بترو جايا،‮ ‬ومحاضير‮ ‬يطلق عليه

الماليزيون لقب باني‮ ‬ماليزيا الجديدة،‮ ‬وهو‮ ‬يحكم عندما‮ ‬يكون في‮ ‬الحكم وهو‮ ‬يحكم عندما‮ ‬يغادر مقر الحكومة بقوة التاريخ وسداد الرأي‮ ‬والحكمة البالغة،‮ ‬كان الدكتور محاضير‮ ‬يتحدث عن العراق ويقرنه بماليزيا البلد المتعدد الأعراق والديانات ولكنه‮ ‬يمتلك هوية واحدة ولم‮ ‬يصبه القنوط من هذه التعددية،‮ ‬وكان‮ ‬يرى أن التحدي‮ ‬الجديد في‮ ‬الهوية‮ ‬يتطلب وعياً‮ ‬عالياً‮ ‬بالمسؤولية عند الأفراد والأحزاب التي‮ ‬تريد الحفاظ على هوية العراق،‮ ‬لم نشعر بالوقت مع رجل انتشل ماليزيا من القرون الوسطى ووضعها في‮ ‬القرن العشرين على مشارف القرن الذي‮ ‬يليه‮.‬ وتعددت

حواراتي‮ ‬مع سياسيين وبرلمانيين وصحفيين،‮ ‬في‮ ‬أكثر من لقاء مع عدد من أعضاء المجلس النيابي‮ ‬الماليزي‮ ‬أعرب أكثر من واحد منهم عن قلق مشروع حول الدور الإيراني‮ ‬في‮ ‬بلادهم،‮ ‬وتساءلوا عن تأثير إيران في‮ ‬محيطها الجغرافي‮ ‬إذا كانت تريد التمدد على محيط الأرض قال أحد الصحفيين‮: (‬لا نعرف لماذا لا تركز إيران جهودها على الدعوة إلى الإسلام في‮ ‬المجتمعات المسيحية أو الوثنية‮) ‬قلت له‮: ‬إنها تريد أن تتحول إلى لص‮ ‬يسطو على جهود الآخرين من الدعاة المسلمين،‮ ‬فتبدأ بإثارة الأزمات الداخلية للدول الإسلامية ولتتضافر مع مساعي‮ ‬حركات التبشير للمسيحية والتي‮ ‬تتم بدعم كامل لمشاريعها من مجلس الكنائس العالمي‮ ‬والمنظمات المتخصصة،‮ ‬المهم إنهم وجدوا أن التبشير خرج من نطاقه الديني‮ ‬ليتحكم بالخيارات الوطنية للشعوب،‮ ‬وضربوا مثلاً‮ ‬على ذلك بما جرى من تحول في‮ ‬تيمور الشرقية التي‮ ‬انسلخت من إندونيسيا بعد أن حولت حركات التبشير عشرات الآلاف من الأيتام المسلمين الفقراء إلى الديانة المسيحية،‮ ‬وعجزت الدول المعنية في‮ ‬آسيا وأفريقيا عن إنقاذ مجتمعاتها من حالة البؤس والفقر التي‮ ‬تعيشها وعجزت الدول الإسلامية عن الارتقاء إلى مستوى فعل ملياردير‮ ‬غربي‮ ‬واحد ومد‮ ‬يد العون لهم،‮ ‬

ووقفت منظمة المؤتمر الإسلامي‮ ‬موقفاً‮ ‬يثير الغضب والتساؤل‮.‬ جدل الأممية والعولمة والهوية الوطنية تبدأ خطة التبشير بتوفير مظلة الحماية الدولية لحركات التبشير للمسيحية السياسية والتي‮ ‬تحمل أهدافا ترتبط بزرع الفتن الداخلية في‮ ‬بلاد المسلمين وتحويلها إلى أدوات ضغط وابتزاز لكل من لا‮ ‬يقبل تذويب نفسه في‮ ‬المياه الدولية،‮ ‬وشن حملة كراهية ضد من‮ ‬يتصدى لها،‮ ‬تحت لافتة حق الإنسان في‮ ‬حرية التعبد،‮ ‬وترافق ذلك

بيانات تصدر بتزامن واحد من هيومن رايتس ووتش ومنظمات العفو وغيرها والتي‮ ‬تنصف العرب والمسلمين في‮ ‬سطر واحد،‮ ‬وتدينهم وتحرض عليهم بآلاف البيانات والندوات والمؤتمرات لوقوفهم ضد عمليات التبشير البعيدة عن أي‮ ‬غرض أو هدف سياسي‮ ‬على ما تزعم،‮ ‬حتى إذا تحقق جزء من برنامج تلك البعثات وأقامت نواة في‮ ‬أول محمية لها،‮ ‬بدأ الحديث‮ ‬يرتفع عن حقوق الأقليات القومية والدينية التي‮ ‬يجب أن تتمتع بحق تقرير المصير عبر استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي‮ ‬بما في‮ ‬ذلك حق الاستقلال كما حصل لتيمور الشرقية في‮ ‬أندونيسيا،‮ ‬وقد‮ ‬يتكرر فيها مرة أخرى وكما حصل في‮ ‬السودان أخيراً،‮ ‬وقد‮ ‬يحصل أكثر من مرة كما تتهدد وحدة العراق بأكثر من عامل قومي‮ ‬وديني‮ ‬ومذهبي‮ ‬ومن‮ ‬يدري‮ ‬فبلاد المغرب العربي‮ ‬تعيش قضايا عرقية مماثلة،‮ ‬فيتم تقطيع أوصال العالم الإسلامي‮ ‬إلى جزر مبعثرة وسط محيطات هائلة من حيتان الكراهية،‮ ‬لماذا تذهب إيران لإثارة أسباب الانقسام بين المسلمين وكأنها تريد دعم موقف حركات التبشير المسيحي‮ ‬التي‮ ‬تركز على زعم أن الإسلام دين فرقة واختلاف واقتتال ودم،‮ ‬مما‮ ‬يدعم تلك الحجة والبدء بممارسات مستوردة وغريبة على المجتمعات الجديدة ولا تمت إلى الإسلام بصلة،‮ ‬يستشهد من التقيته من السياسيين والصحفيين الماليزيين على ذلك أن إيران أرسلت الآلاف من الطلبة ورجال الأعمال والعمال للإقامة في‮ ‬ماليزيا،‮ ‬بهدف تحويل المسلمين إلى التشيع السياسي،‮ ‬مما ترك ردود فعل متباينة هناك،‮ ‬كما أن الإيرانيين أكثروا من ممارساتهم التقليدية بنصب قدور الهريسة والقيمة التي‮ ‬تقام في‮ ‬عاشوراء وقالوا‮: (‬من قال لهم إن في‮ ‬ماليزيا جياع ويحتاجون إلى مساعدة إيرانية ألم‮ ‬يكن من الأفضل لهم لو أنهم وزعوا هذه المواد على شعبهم‮) ‬لقد تركت هذه الممارسات قلقاً‮ ‬مشروعاً‮ ‬على مستوى الشارع الماليزي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يعرف مثل هذه الممارسات المستحدثة،‮ ‬وتم في‮ ‬الأعوام الأخيرة قطع الطرق البرية لسد الطريق أمام المصادمات،‮ ‬وتطور الموقف

أكثر فتم تسفير الكثير من الرعايا الإيرانيين واللبنانيين الناشطين في‮ ‬غير أغراض الدراسة أو التجارة‮. ‬يقولون‮: ‬إن إيران سواء كانت تريد أو لا تريد وغالب الظن أنها تريد،‮ ‬فإنها تدعم مشاريع التبشير للمسيحية التي‮ ‬تنشط في‮ ‬كثير من المجتمعات الإسلامية،‮ ‬لأن ما تطرحه من تميز لمنهاجها الفقهي‮ ‬على أسس سياسية‮ ‬يقود إلى سلوك انقسامي‮ ‬على مستوى المفاهيم والأصول ويعطي‮ ‬الحجة لأعداء الإسلام بأن هذا الدين ليس واحداً،‮ ‬وأن الخروج منه خير من البقاء فيه تجنباً‮ ‬للاقتتال والتناحر ومناظر الدم والهياكل العظمية وملاحقات المحاكم الجنائية،‮ ‬ويؤكد أكثر من مسؤول أن ماليزيا تعيش أزمة هوية بسبب التعددية العرقية فيها،‮ ‬هناك من هم السكان الأصليون وهم من‮ (‬الملايو‮) ‬وهناك الصينيون وهناك الهنود وكل طرف جاء معه بميراثه الديني‮ ‬والثقافي‮ ‬وكل‮ ‬يمسك بمفاتيح مدعومة من البلد الأم،‮ ‬وماليزيا باختصار شديد لا تحتمل استيراد عامل جديد للانقسام من صنع إيراني‮ ‬تحت لافتة تصدير الثورة الإسلامية ونشر نظرية الولي‮ ‬الفقيه،‮ ‬طبعا ليست إيران وحدها التي‮ ‬تنفذ هذه الخطة،‮ ‬فقد أكد الجميع أن حزب الله اللبناني‮ ‬يعمل بنشاط لتنفيذ هذا المخطط بما‮ ‬يفوق جهد الإيرانيين تجنباً‮ ‬لإحراج الدولة الإيرانية بمشكلات مباشرة مع دولة أخرى‮. ‬فهل عند حزب الله فائض من القوة وهل هو قادر على نقل المعركة إلى أرض العدو ومن هو هذا العدو‮. ‬لنفترض أن حزب الله‮ ‬يمتلك فائض قوة مادية ومعنوية،‮ ‬أما كان الأجدر به الذهاب إلى مناطق أفريقيا الوثنية من أجل كسبها للإسلام لا سيما وأنه‮ ‬يتحرك بقدرات إيران المالية وثقل لبنان الرسمي‮ ‬والشعبي‮ ‬التقليدي‮ ‬في‮ ‬الكثير من أنحاء أفريقيا،‮ ‬أم أنه‮ ‬ينتظر نجاح السعودية ودول الخليج العربي‮ ‬ومصر في‮ ‬تحويل أتباع الديانات الوثنية هناك إلى الإسلام كي‮ ‬يتحرك عليهم اقتناصاً‮ ‬للفرصة السانحة ويبدأ بطرح شعاراته الجوفاء وما فيها من بدع وضلالة الجاهلية أم أن علينا أن ننتظر سوداناً‮ ‬جديداً‮ ‬ينمو في‮ ‬رحم أكثر من بلد عربي‮ ‬وإسلامي،‮ ‬تحت ستار التبشير في‮ ‬دول إسلامية فقيرة تضطر العائلات فيها لإرسال أبنائها إلى مدارس بالمجان وتذهب بمرضاها إلى مستشفيات بالمجان،‮ ‬ولا‮ ‬يتحرك أحد أثرياء العرب والمسلمين لصد هذه الحملة الصليبية الجديدة التي‮ ‬تريد قتل صلاح الدين من دون سيف وربما بسيف العلاج الطبي‮ ‬المجاني‮ ‬أو بخنجر التعليم المسموم،‮ ‬ولعلها ستقيم الحد على قتيبة بن مسلم الباهلي‮ ‬لأنه تخطى الخطوط الحمر وحمل سيفه من دون استئذان من الدول الكبرى وأطلق العنان لجواده حتى وصل سور الصين،‮ ‬ولعله أراد أن‮ ‬يخوض في‮ ‬بحار الشرق كما فعل عقبة بن نافع الفهري‮ ‬حينما خاطب في‮ ‬الغرب بحر الظلمات وأوشك لو فعل أن‮ ‬يكتشف العالم الجديد‮. ‬في‮ ‬حمأة هذه الصور المحزنة التي‮ ‬تمر على وطننا وأمتنا،‮ ‬أعلنت إسرائيل عن بدء التنقيب عن الغاز والنفط في‮ ‬المنطقة الاقتصادية البحرية العائدة للبنان،‮ ‬فائض القوة الذي‮ ‬يصدره حزب الله إلى العراق والبحرين واليمن ومصر وماليزيا،‮ ‬يجب أن‮ ‬يكرسه للشعار الذي‮ ‬ظل‮ ‬يواجه به الآخرين،‮ ‬وهو أن سلاحه من أجل مواجهة العدو الصهيوني‮ ‬الذي‮ ‬يحتل جزءاً‮ ‬من جنوب لبنان،‮ ‬لا ندري‮ ‬هل أن المياه الواقعة في‮ ‬المنطقة الاقتصادية اللبنانية تقع ضمن تعريف الأرض اللبنانية المغتصبة أم أن للماء حكماً‮ ‬فقهياً‮ ‬آخر في‮ ‬شرع الولي‮ ‬الفقيه‮.‬ تطهير الجبهة الداخلية أم أن حزب الله‮ ‬يرى في‮ ‬تطهير الجبهة الداخلية حكماً‮ ‬واجب التنفيذ عليه،‮ ‬ويحتل مكانة متقدمة على خوض البحر الذي‮ ‬يحتاج إلى زوارق صواريخ من طراز خاص‮ ‬يجب ضمان إيصالها من إيران عبر الأجواء أو الممرات المائية،‮ ‬وهذا‮ ‬غير متاح الآن وإلى زمن حتى تحقق بعض الثورات والانتفاضات العربية أهدافها،‮ ‬وتسمح لحزب الله أن‮ ‬يحصل على ما‮ ‬يريد ليقوم نيابة عن الجيوش العربية بتحرير الأرض والمياه،‮ ‬وتسليمها خالصة من دون متعلقات لإيران ليقام فيها حكم الله على شرعة حزبه في‮ ‬لبنان وولي‮ ‬الفقيه،‮ ‬ولكن حينما تخترق إسرائيل حزب الله بأهم حلقات التسليح والتجهير والاتصالات وغيرها مما لم‮ ‬يعلنه حسن نصر في‮ ‬خطابه المكسور الآخر،‮ ‬فهل‮ ‬يتوقع أحد أن‮ ‬يتجه سلاحه إلى‮ ‬غير تركيع اللبنانيين في‮ ‬بيروت وغيرها من المدن اللبنانية التي‮ ‬لم تخضع لسلطانه حتى الآن،‮ ‬وأياً‮ ‬كان رأيه فإن امتحان المصداقية للشعارات التي‮ ‬ظل حزب الله‮ ‬يرفعها‮ ‬يكمن في‮ ‬مواجهة احتلال إسرائيل للمنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية،‮ ‬ولا‮ ‬يكفي‮ ‬أبداً‮ ‬إلقاء اللوم على الحكومة السابقة أنها لم تقم بما‮ ‬يكفي‮ ‬لحماية المصالح اللبنانية،‮ ‬الوقت لم‮ ‬يفت وبإمكانه إثبات جدارته بالدفاع عن المصالح اللبنانية،‮ ‬فملاحقة الاحتلال الإسرائيلي‮ ‬أولى من متابعة‮ (‬الاحتلال السعودي‮) ‬للبحرين،‮ ‬والتي‮ ‬تعيش حواراً‮ ‬وطنياً‮ ‬شاملاً‮ ‬وجامعاً،‮ ‬ويستطيع أبناؤها إعطاء دروس للآخرين في‮ ‬التاريخ والجغرافية والفقه المقارن وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ولن‮ ‬يستوردوها من أحد‮.‬

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …