الانسحاب كان أمرا متوقعا تنفيذاً لأمر الولي الفقيه وجاءت بعد يومين فقط من خطبة رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي التي قال فيها إن الحوار غير مجد ،ولا طائل من ورائه ، ويجب احتلال البحرين أو ما أسماه “فتحها”.
وأوضحت الأصالة في بيان لها الاثنين أن قرار الوفاق ليس بيدها ،بل بيد الولي الفقيه والمرجعية ،ورسالتها وعقيدتها هي تنفيذ أوامره دون نقاش أو حوار ،وطالما لم يرى الولي الفقيه فائدة من الحوار فإن الوفاق لاترى فائدة في الحوار ،ولهذا فإن توصية الانسحاب جاءت بعد يومين فقط من خطبة رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي التي قال فيها إن الحوار غير مجد ، ولا طائل من ورائه ، ويجب احتلال البحرين أو ما أسماه “فتحها” لأنها غير مسلمة بزعمه، ،وقبل ذلك فإن إمساك الوفاق عن الحوار مع ولي العهد أثناء أحداث فبراير ومارس ، مرورا بقرارها المسرحي دخول الحوار الوطني بعد الأزمة ، وانتهاء بانسحابها ، ما هي إلا صناعة إيرانية بامتياز تخللتها تهديدات وابتزازات مستمرة ، وخداع للرأي العام بأن “مؤسساتها” هي التي تقرر وتدرس ، وما ذلك إلا تمثيليات للضحك على الذقون”.
وبينت الأصالة أن “سقف الحوار الوطني مرتفع للغاية ،ولم ينتهي بعد ،فإن الوفاق اتهمته حتى من قبل أن يبدأ بعدم الجدية ،وحتى بعد أن دخلت فيه كانت تستهزأ بالقوى المشاركة وتطعن في نواياها وتجعل من نفسها أفضل وأسمى منها ،واتهمت الحوار بالفشل ،وطالبت بدلا عنه بحوار في الغرف المغلقة وفي الخفاء وبعيدا عن أعين الشعب.
وأضافت الأصالة في بيانها إن “الوفاق لاترى إلا في نفسها المكون الوحيد للشعب ، ولها وحدها الحق الحصري في التحدث والحوار باسمه وتقرير مصيره ومستقبله ،أما باقي القوى ،بما فيها الطائفة السنية ،فلا يحق لها الدخول في حوار تاريخي يحدد مصير بلادهم ،لأنهم في نظرها لايعدو إلا أن يكونوا “مجنسين” و “حكوميين” و”بلطجية” و”مرتزقة” و “قبائل” ،وغيرها من مصطلحات أتحفتنا بها الوفاق طيلة الأزمة ومابعدها بالرغم من أنهم اللذين أثبتوا صدق ولائهم وحبهم لهذا الوطن ،ولهذا لا تريد الوفاق حوارا ،وإنما إذعانا ورضوخا ،وفي هذا الإطار ظلت متمسكة بما أسمته شروط أو مقدمات الحوار طوال أكثر من شهر من دعوة ولي العهد ،ظنا منها أن ساعة النظام قد اقتربت ،وما عليها إلا أن تمضي في اعتصاماتها ومسيراتها”.
وقالت الأصالة إن “قرار الانسحاب وقبله قرار الدخول ،تم بالتنسيق مع السفارتين الأمريكية والبريطانية ، فالوفاق علمتنا أنها لا تتخذ قرارا إلا وتخبر به أولا أسيادها الأمريكان ،حتى قبل أن تُعلم شارعها ،خاصة في الأمور الهامة ،في إطار التحالف الاستراتيجي بين الوفاق والولايات المتحدة ،التي تقول عنها في العلن إنها الشيطان الأكبر ،ولكنها في السر ترتمي في أحضانها”.