خط الثورة السورية المصرة على اسقاط نظام البعث واستبداله بنظام ديمقراطي حر ينقذ الشعب السوري من اغلال القمع والاستبداد والقهر, فأرسلت تلك الادارة سفيرها في دمشق روبرت فورد الى مدينة حماة اول من امس لمراقبة ما سيحدث وسط مخاوف السكان ونزوح المئات من عائلاتهم هربا من اقتحامها وتدميرها على رؤوسهم.
وقارنت اوساط دينية لبنانية في لندن امس بين “اضطرار واشنطن ارسال سفيرها الى حماة المحاصرة كي يعبر من خلال وجوده فيها عن تضامن بلده مع سكانها ومنع الآلة العسكرية السورية الجهنمية من اقتحامها وتكرار ما فعلته العام ,1982 وبين ارسال الفاتيكان قبل سنوات الى جنوب لبنان احد كبار مسؤوليه من الاحبار الدوليين لمحاولة وقف اعتداءات “حزب الله” على سكان الشريط الحدودي الجنوبي المسيحيين ودفعهم للهجرة الى الداخل او الى اسرائيل لإفراغ مناطقهم واستبدال سكانها بجماعات “حزب الله” و”حركة امل” ومنظمات فلسطينية تابعة لسورية”.a
وقال احد الاساقفة المسيحيين اللبنانيين يزور لندن حاليا ل¯”السياسة” ان “مغامرة ادارة باراك اوباما بإرسال سفيرها الى الخطوط الحربية الامامية في حماة وقبل ذلك الى جسر الشغور وادلب والحدود مع تركيا, تؤكد بما لا يقبل الشك ان الولايات المتحدة اتخذت اخيرا قرار التدخل المباشر في سورية الى جانب الثوار المسالمين, كما وقفت الى جانب الشعب الليبي بعد تلكؤ طويل, ما قد يجعل من حماة القشة التي ستقصم ظهر نظام الاسد وحزبه وعصبته الدموية وقد عانينا ذلك في لبنان طوال احتلاله نحو 30 سنة على ايدي هذا النظام الملطخة بالدماء وقتل وجرح وتهجير واعتقال وتغييب عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين وقادتهم, بدءا باغتيال الرئيس بشير الجميل والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض ورئيس الحكومة رشيد كرامي, وصولا الى اغتيال رفيق الحريري ومجموعة القادة اللبنانيين الآخرين”.
واعتبر المرجع الروحي اللبناني خطوة اميركا في ادخال سفيرها الى حماة “بمثابة بديل صارخ لمنع نظام البعث دخول لجان حقوق الانسان الدولية والخاصة الى سورية لمراقبة الانتهاكات الصارخة بحق السكان الامنيين, وهي الانتهاكات التي وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها ترقى الى جرائم ضد الانسانية”.
وكشف احد اعضاء “لجنة الشؤون الخارجية والامن” في مجلس النواب الاميركي في الكونغرس ل¯”السياسة” النقاب امس عن ان الاستخبارات الاميركية والغربية “باتت تمتلك ما يكفي من معلومات ووثائق وصور عن تورط حزب الله في عمليات القمع الامنية والعسكرية في شوارع المحافظات السورية بمشاركة اعداد من “الحرس الثوري” الايراني تنظم هذه المشاركة وتوزع السلاح على العناصر المولجة بها, ما من شأنه تحويل قادة هذا الحزب الى محكمة الجنايات الدولية ايضا مع كبار مسؤولي النظام السوري”.
واكد البرلماني الاميركي في اتصال به من لندن “استنادا الى عشرات المعلومات الواردة من سورية وبعض دول المنطقة المحيطة بها وخصوصا لبنان”, ما صرح به اول من امس المراقب العام للاخوان المسلمين السوريين رياض شقفة من باريس ان “حزب الله وحسن نصرالله لم يتفرغا للمعركة مع اسرائيل وانما هما متفرغان الآن لدعم النظام السوري في قتله لشعبه, واننا بتنا مقتنعين بأن مقاومة حزب الله ليست سوى مقاومة اعلامية فقط”.
واعرب البرلماني الاميركي عن اعتقاده ان “تفعل الحكومة التركية خطواتها ضد نظام الاسد بعد خطوة واشنطن المذهلة في ارسال سفيرها الى حماة, خصوصا ان رجا طيب اردوغان كان حذر الاسد في مايو من اقتحام هذه المدينة السنية ذات الطابع الديني المشابه للحزب الحاكم في انقرة”.
شاهد أيضاً
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …