العديد من القضايا التي تهمّ شمال السودان وجنوبه. وفيما اعتبر لايمان أن استقلال جنوب السودان لحظة إيجابية، قال إن هناك الكثير من القضايا التي يجب التعامل معها جدياً.
عندما قدمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المبعوث الجديد للسودان، السفير برنستون لايمان، قبل نحو أربعة اشهر، قالت إن الولايات المتحدة ملتزمة بالسلام والأمن والإزدهار لشمال السودان وجنوبه، ولهذا كان اختيار لايمان لهذه المهمة الحيوية. فهو السفير ذو الخبرة الطويلة في افريقيا، حيث كان سفيرًا لبلاده في جنوب افريقيا، اثناء فترة التحول من العنصرية الى الديموقراطية، كما شارك في المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه.
“إيلاف” التقت السفير لايمان أثناء زيارة قصيرة له الى لندن، وحاورته في العديد من القضايا التي تهم شمال السودان وجنوبه قبل ساعات من إعلان استقلال جنوب السودان يوم 9 يوليو (تموز) الجاري. وفيما اعتبر لايمان ان استقلال جنوب السودان لحظة إيجابية، قال ان هناك الكثير من القضايا الكبرى العالقة بين شمال السودان وجنوبه، وهي قضايا يجب التعامل معها جديا من الطرفين. وفي ما يلي نص الحوار:
* يقف العالم على أهبة ميلاد دولة جديدة في جنوب السودان، هل تتوقع ميلادًا سهلاً لهذه الدولة؟
– اعتقد أنها سوف تكون لحظة إيجابي،ة على الرغم من الصعوبات التي تظل باقية. وقد سمعت أن الرئيس البشير سوف يتحدث في المناسبة، ولذلك أعتقد أن الحدث سوف يسير على مايرام، وهو شيء يجب الفخر به، لأنه نتاج لسنوات طويلة من الصراع ومن التفاوض.
* هل لك أن تعرض جهود الولايات المتحدة في السودان عبر السنة الاخيرة وما تم تحقيقه خلال هذه الفترة؟
– لقد جعل الرئيس أوباما هذه المسألة أولوية عليا، وفي العام الماضي حشد الرئيس عددًا كبيرًا من الموظفين والموارد للتأكد من ان اتفاق السلام الشامل في السودان يتواصل على مساره. وكانت احدى الخطوات التي اتخذها الرئيس هي الحضور شخصيًا الى مؤتمر في الامم المتحدة عن السودان دعا اليه الامين العام بان كي مون.
وعندما اعلن انه سوف يحضر شخصيًا، اهتم بالحضور العديد من رؤساء الدول الاخرى. وكان المؤتمر حدثًا عالميًا، وحضره مندوبون من شمال وجنوب السودان، واستمعوا الى ممثلين من معظم الدول الكبرى، يناشدونهم المضي قدما في الاستفتاء.
وجرى دعم فريق المبعوث الاميركي الى السودان وجرت اتصالات مع دول عديدة ومع الاتحاد الافريقي، لكي يستمر التواصل مع السودان من اجل تحقيق بنود اتفاق السلام الشامل. وحددنا ايضًا خريطة طريق من اجل تطبيع العلاقات مع حكومة السودان. كما وفرنا موارد بناء الدولة للجنوب. وتواصلنا مع كل الاطراف بقوة عبر الشهور الماضية.
* لكن هناك العديد من القضايا التي لم تحل بعد، ونحن على شفا استقلال الجنوب، مثل ترسيم الحدود والاتفاق على الموارد النفطية ومنطقة ابيي؟
– لقد اعتقدنا ان كل هذه القضايا سوف يتم تسويتها قبل استفتاء يناير (كانون الثاني) الماضي، وفوجئنا ان الطرفين لم يصرّا على تسوية شاملة قبل الاستفتاء، ولكن الاستفتاء جرى واعلنت نتائجه. آلان، نجح الطرفان في حل بعض القضايا، ولكنهما تركا بعض القضايا الكبرى بلا حل. إحدى هذه القضايا هي التفاهم على المشاركة في موارد النفط لتخفيف وطأة فقدان الشمال لهذا المورد. والقضية الثانية هي منطقة أبيي. وقد قضينا الكثير من الوقت والجهد في مناقشة قضية ابيي، وخصوصًا بعد الاضطرابات الاخيرة. وهذه القضايا باقية، ولابد من جهد إضافي للتعامل معها في ما بعد.
* يشعر السودانيون بالإحباط من عدم تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، ما الذي يقف عقبة في طريق تطبيع العلاقات الاميركية السودانية؟
– يشعر السودانيون بالإحباط وعدم تصديق المواقف، وهناك سببان لهذا الوضع. الأول، اننا وعدنا بتطبيع العلاقات اثناء مفاوضات اتفاق السلام الشامل في عام 2005. ولكن ما حدث بعد ذلك التاريخ هو ازمة دارفور التي انفجرت فجأة، وتحولت الى قضية تطهير عرقي وابادة جماعية. ولذلك اضطررنا الى تعديل خريطة الطريق، ولم يكن باستطاعتنا التقدم. إضافة الى ذلك، وضع الكونغرس عقوبات اضافية متعلقة بقضية دارفور. وكان علينا بلورة خريطة طريق جديدة. وقد ناقشنا ذلك مع الحكومة السودانية، ونحن نلتزم بخريطة الطريق المعدلة، وان كانت لا تسير بالسرعة التي يرغبها السودانيون.
* كيف ترى الوضع في جنوب كردفان في الوقت الحالي؟
– الوضع في جنوب كردفان مقلق للغاية، والقتال الدائر هناك خطر، وقد اشارت تقارير الى وجود انتهاكات كبرى لحقوق الانسان، ونتج من القتال تشريد نحو 70 الف شخص، وهناك صعوبة في الحصول على المعونات الانسانية. وعلينا ان نتذكر ان جنوب كردفان هي في الشمال، وفي المنطقة التي وقعت فيها معظم احداث الحرب الاهلية. ويشعر اهل المنطقة ان لديهم العديد من القضايا الملحة التي لم يتم التعامل معها.
* كيف ترى نشاط الصين في السودان، خصوصًا وانها استقبلت البشير أخيرًا في زيارة لها؟
– الصين لاعب رئيس في السودان. وهي مستثمر كبير في قطاع النفط، ووفرت الكثير من الدعم لشمال السودان، وهي تطور الآن علاقاتها مع الجنوب. ولذلك يمكنها ان تكون صوًتا مؤثرًا في استكمال اتفاق السلام الشامل والحفاظ على الاستقرار والتفاوض بشأن القضايا العالقة. ومن وجهة النظر الصينية، فإن الاضطراب بين الشمال والجنوب الذي يؤثر سلبيًا على تصدير النفط، هو مسألة سلبية بالنسبة إليهم. واعتقد ان هذه كانت الرسالة الصينية للطرفين في الفترة الاخيرة.
وسياستنا هي ألا تدعو الدول البشير إلى زيارتها بسبب اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، وايضًا دعوة السودان إلى التعاون مع المحكمة. ولكن بالنسبة إلى الإشارات، نعتقد أن الصين ترسل الإشارات الصحيحة إلى الاطراف في السودان.