وشاركت الناشطة مهرانكيز كار إلى جانب الصحافية البارزة نوشابة أميري في جلسات المؤتمر وعدد آخر من النساء، بعضهن من الحركة الإصلاحية.
وتأتي أهمية المؤتمر لكونه انعقد بعد الضجة التي أثارها فيلم أنتجته وزارة الاستخبارات الإيرانية، وقالت فيه إنها اخترقت المعارضة في الخارج من خلال محمد رضا مدحي، الذي يتردد أنه أشرف على مؤتمر سابق عقد العام الماضي في باريس.
وينفي علي نوري زادة الذي أدار المؤتمر، أي صلة بالمؤتمر السابق والمؤتمر الحالي في لندن، وأكد لـ”العربية.نت” أن المؤتمر في لندن هو في إطار محاولة لبحث تطورات المنطقة العربية، وتوحيد الرؤية الإيرانية لدى المعارضة نحو تغيير النظام وإيجاد نظام بديل تشارك في إدارته كافة فصائل الشعب الإيراني.
ورغم التطمينات والإجراءات الأمنية المشددة، لوحظ أن هناك مخاوف لدى الكثير من الحاضرين من أن تخترق إيران هذا المؤتمر.
وأبلغ أحد المنظمين “العربية.نت” أن التلفزيون الحكومي الرسمي طلب تغطية المؤتمر، لكن تم رفض الطلب، إلى جانب رفض حضور نحو 250 إيرانياً أرسلوا رسائل إلكترونية عرضوا المشاركة. وقال مسؤول عن أمن المؤتمر لـ”العربية.نت” إن النظام كان يخطط لإرسال هؤلاء للمشاركة بصفة معارضين.
وبحث مؤتمر المعارضة بشكل معمق شكل النظام المقبل، ليتم الاتفاق مبدئياً على أن ذلك يتحدد عن طريق الاستفتاء العام بعد سقوط النظام الحالي.
وتم التأكيد أيضاً على فصل الدين عن الدولة وإقامة الدولة المدنية، ورفض التدخل الأجنبي وخاصة العسكري منه، على غرار ما حصل في العراق وإيران، وأن يجري التغيير في نفس اتجاه ما جرى في تونس ومصر في إطار وحدة الأراضي الإيرانية. كما جرى التأكيد على وضع دستور مقبل على أساس الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
وفي ما يتعلق بمستقبل إيران الإقليمي والدولي، تم بحث معمق لآفاق ومستقبل علاقات إيران مع دول المنطقة بشكل خاص والدول الغربية وروسيا والصين.
وسيطر تأثير الصحوة الديمقراطية في المنطقة العربية على حركة الشعب الإيراني واحتجاجات ما بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في إيران في يونيو/حزيران العام 2009 وسقف المطالب الشعبية. فعرض معارضون بينهم باحثون ومسؤولون سابقون في النظام، مقاربة بين الثورات العربية والاحتجاجات الإيرانية، وأجمعوا على أن القمع الشديد الذي مورس مع المحتجين السلميين، فاق التصور، ولم يكن بنفس قسوة ما مورس مع الثورتين التونسية والمصرية بشكل خاص.
وقال محسن سازغارا، أحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني، إن آلة القمع للحرس الثوري، ساهمت أيضاً، بشكل أو بآخر في دعم نظام سوريا ضد الثورة العربية السورية .
فيما بيّن المعارض كريم بني سعيد عبديان عن الأقلية العربية، أن شعارات قادة الإصلاح لم تستوعب مطالب القوميات الإيرانية غير الفارسية، ودعا إلى اعتراف ممثلي المعارضة بحقوق الأقليات، وأن إيران تتألف من شعوب وقوميات عدة وليس من قومية إيرانية. وقال إنها تعني فقط من الناحية العملية، القومية الفارسية. وأكد على أهمية اعتراف ممثلي المعارضة خاصة الفارسية بحقوق القوميات قبل تغيير النظام الحالي.
وشارك الناشط الطلابي سعيد قاسمي نجاد بمداخلة أثارت نقاشاً حول إخفاق المعارضة الإصلاحية في استمرار احتجاجات الشارع، ووجه انتقادات قوية لزعماء الإصلاح، ورأى أنهم لم يستوعبوا سقف المطالب الشعبية نحو تغيير النظام برمته.
ويرعى مركز الدراسات الإيرانية العربية المؤتمر الذي يستمر يومين.