يأتي هذا في ظل زيارة مقرر خاص تابع لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ليقف على أوضاع السجناء في إيران، والتي علق عليها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بقوله: “إيران لا تبالي ولا تخاف من مجيء المقرر الخاص بحقوق الإنسان”.
وصرَّح رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني يوم الأربعاء مساءً بأن إيران لن تسمح بدخول المقرر الخاص لحقوق الإنسان، مبرراً ذلك بأن الأمم المتحدة تستنكر الإعدامات، ويقول: “نحن نعدم أحياناً مهربي المخدرات، وليس كل عمليات الإعدام تتم ضد سياسيين فقط، بالرغم أن أكثرهم سياسيين”.
ويتابع لاريجاني: “نحن لا نطيق مواثيق وقوانين حقوق الإنسان، لأنها ليست لمجتمعاتنا، إنها تشريعات للمجتمعات الليبرالية الغربية، وبلدنا يُعد أسوة ونموذجاً للديمقراطية”، متسائلاً: “هل تجدون بلداً ديمقراطياً في العالم مثل إيران؟”.
وحول حالة التدهور الصحي في السجون علق لاريجاني بأن المشكلة ليست في ما يحدث داخل السجون، المشكلة في العدد الكبير للسجناء، فكثرة السجناء تشكل عائقاً أمام إمكانيات السجن.
انتهاك للقيم الإنسانية
ونقل موقع “جرس” الإصلاحي التابع لـ”الحركة الخضراء” عن السيدة شيرين عبادي المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والحائزة على جائزة نوبل للسلام قولها: “ما يجري للسجناء في الزنازين المظلمة في إيران انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وهو عبارة عن قتل بطيء وتدريجي للسجناء من خلال ممارسة السلطات التعذيب النفسي والجسمي دون رحمة أو شفقة، وموت السجناء يعد قتلاً متعمداً لهم”.
وفي نفس السياق أجرى موقع “الحركة الخضراء” حواراً مع الدكتور لاهيجي المحامي البارز، ونائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان حول تزايد عدد الموتى في السجون الإيرانية، والوضع المتردي للسجناء الذين يعيشون حالة الإضراب عن الطعام، فقال لاهيجي: “للأسف الشديد إن الحكومة الإيرانية لم تلتزم بمواثيق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ورغم مرور 32 عاماً من عمرها، إلا أنها لم تنضم لحد الآن لأية اتفاقية دولية لحقوق الإنسان، ولم تنصع لأي منظمة حقوقية دوليه هروباً من الالتزام بحقوق الإنسان.
ويضيف: “في ظل عدم انضمام إيران للاتفاقيات الدولية، تنتهج الحكومة الإيرانية أبشع وأسوأ الانتهاكات لقوانين حقوق الإنسان الدولية، منها الإعدامات العشوائية والتعذيب والاغتصاب الجنسي، التي ثبت حدوثها في سجن “كهريزك” في صورة انتهاكات تمارسها ضد أبناء القوميات الأخرى في الأهواز (خوزستان) وبلوشستان وكردستان وأذربيجان والمناطق الأخرى في إيران.
وقال السيد لاهيجي إن المقرر الخاص السيد أحمد شهيد سيتوجه قريباً إلى إيران لتقصى الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن هل الحكومة الإيرانية ستسمح له بالتحرك والبحث عن الحقائق؟ هذا ما أشك فيه، خاصة في ما يخص مناطق القوميات، لأن مكتبه سيكون في مقر الأمم المتحدة في طهران، ولا أظن الحكومة الإيرانية تسمح للناس بمراجعة مكتبه، وهذا ما سيؤدي إلى أزمة أخرى مع المجتمع الدولي ستتسبب بها إيران.
دعوة لتحرك سياسي
هذا وقد أعلن آية الله السيد محمد علي دستغيب، أحد كبار مراجع التقليدية الشيعية في مدينة شيراز، عن تضامنه مع السجناء الذين أضربوا عن الطعام، قائلاً في حقهم: “هؤلاء القابعون في سجون الظالمين هم دعاة الحق، والذين سجنوهم ظلماً وجوراً هم الظلمة والطغاة، فرغم المتاعب التي يمر بها هؤلاء الأحرار الصبورين، هم أهل الجنة، وموتاهم شهداء”.
وتأتي هذا التطورات مع دعوة الحركة الإصلاحية بتحرك سياسي، حيث دعى السيد أردشير مير أرجمند، مستشار مير حسين موسوي، أحد أبرز القيادات الإصلاحية، يوم الأربعاء، مناصري الحركة بالصعود فوق الأسطح، والنداء بشعار “الله أكبر” احتجاجاً على ممارسات الحكومة، وتضامناً مع السجناء.
هذا وقد نقل مصدر لـ”العربية.نت” من طهران أن المدينة محتقنة ومشحونة بالغضب، وسُمعت الليلة الماضية صيحات “الله أكبر” على نطاق واسع في المدينة، كما سمعت شعارات من أنحاء متفرقة تندد بالنظام.
يُذكر أن إيران احتلت المرتبة الثانية بعد الصين هذا العام في عدد عمليات الإعدام المنفذة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان إلى أن إيران في بداية الشهر الأول من هذا العام نفذت حكماً بالإعدام كل 8 ساعات.
وتضم قائمة السجناء الاثني عشر صحفيين ومحامين للدفاع عن حقوق الإنسان، وهم: عماد الدين باقي، أحمدي أمولي، حسن أسدي، عماد بهاور، قربان بمزاديان، محمد داوري، أمير خسرو، فيض الله عرب، أبو الفضل قدياني، محمد مظفر، محمد رضا مقيسه، وعبدالله مؤمني.