تقديم فروض الولاء المطلق لنظام البعث من خلال اعلان البراءة المطلقة من أي علاقة بحركة “الاخوان المسلمين”.
وكشفت مصادر مقربة من الحركة في دمشق لـ”السياسة” أن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل أرسل بداية الأسبوع الماضي رسالة عاجلة إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي, حملها احد كبار قادة الحرس الثوري الذي زار دمشق, وتضمنت طلباً من مشعل بتدخل خامنئي لدى النظام السوري “لوقف الإزعاجات المتكررة التي تتعرض لها كوادر “حماس” في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات هناك, بحجة تورط هذه الكوادر في تأجيج التحركات الشعبية”.
وأضافت المصادر أن مشعل ذكر في رسالته أن ماهر الأسد ” يضيق الخناق على الحركة ويوجه سهامه الى كوادرها منذ قيام الشيخ يوسف القرضاوي بإطلاق تصريحاته ضد عمليات القمع التي يقوم بها النظام السوري بحق المتظاهرين, ويتهم ماهر, حسب ما ذكر في الرسالة, “الكوادر القيادية في الحركة بأنهم وقفوا وراء هذه التصريحات على الرغم من الدعم المستمر الذي تقدمه “حماس” للأجهزة الأمنية السورية بهدف اجتياز هذه المرحلة الصعبة”.
وتستطرد الرسالة أن “استمرار قيام الاسد بالمس بكوادر “حماس” في سورية, يدفع قيادة الحركة الى التفكير جديا بنقل مكان اقامتهم ومكاتب الحركة الى خارج سورية على وجه السرعة”, مشيرة في هذا المجال الى ان “ايران تمثل الخيار الاول للبدائل المقترحة لاماكن تواجد “حماس”, وطلبت الرسالة بالفعل من خامنئي الموافقة على البدء في نقل عدد من الكوادر اللوجستية لـ”حماس” من دمشق الى طهران من اجل الشروع في تجهيز شقق ومكاتب للكوادر القيادية للحركة هناك.
وأضافت المصادر ان الرد الايراني جاء سلبيا ومخيبا لمطالب مشعل, حيث رفض خامنئي في رسالة جوابية, بشكل قاطع, مطلب استضافة مكاتب الحركة وقيادييها في طهران, وقال المرجع الايراني ان المكان الطبيعي للحركة هو في دمشق قريباً من ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني.
واوضح خامنئي في رسالته “ان الوضع الذي وصلت اليه “حماس” اليوم من ناحية علاقتها مع النظام السوري, ينبع من عدم نجاح قادة الحركة في بلورة سياسة بعيدة المدى, وعدم قيامهم بقطع علاقاتهم الوثيقة مع حركة الاخوان المسلمين في سورية وبعض الدول العربية, وان على “حماس” اصلاح العلاقة مع القيادة السورية وعدم الاكتراث بالتوجيهات التي تلقتها من الاخوان المسلمين في مصر في هذا الاطار”.
وتختم رسالة خامنئي بتحديد السبيل الى رأب الصدع في علاقة “حماس” مع النظام السوري من خلال “الايعاز الى خالد مشعل بطلب عقد لقاء عاجل مع الرئيس السوري بشار الاسد ويوضح له بشكل لا يقبل اللبس ولا التأويل موقف حركته مما يجري في سورية, وبأنها سوف تبقى وفية للنظام السوري وتقطع كل علاقاتها مع حركة الاخوان المسلمين, لان عدم قيام مشعل بهذه الخطوة سوف يؤثر سلباً على امكانية استمرار الحركة بالعمل بشكل طبيعي في سورية لا سيما في هذه الظروف الحرجة التي يواجهها نظام دمشق”.
شاهد أيضاً
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …