aiwaz-tawer

بقلم احمد الدريساوي - لا نخطئ القول إن صرَحنا بأن حل الخلافات الحركات الأهوازية في المهجر ليست ببساطة التصريحات الداعية للجلوس و التحاور. ذلك لأن الخلافات ليست على مستوى العمل السياسي فقط، بل الأيام التي تلت قد أثبتت بأن الأهوازيين مختلفين في تفسيرهم  للجوانب التاريخية و الإجتماعية و الجغرافية للقضية الأهوازية أيضاً. و في كل اختلاف من تلك الأمور يتم النظر إلى الأهواز بشكلٍ مغاير

تصورات القضية و نقل الخلافات إلى الجماهير

.

لتعدد تصوراتهم، يستصعب على تلك التنظيمات ان تجتمع على رؤيةٍ واحدة أو حتى أن تخرج بأطروحةٍ جامعة و مشتركة من أجل السير المستقبلي للقضية.

لأن هذه التصورات المتعددة ( الثوابت كما يحلوا للبعض أن يسميها ) حولت كل نشاطٍ أهوازي إلى مسارٍ مختلف في حين بل و تصادمي في حينٍ آخر. فالأحوازي لا يجتمع مع الأهوازي. و التحرري لا يتعاون مع الفيدرالي، و من يؤمن بأن عربستان كانت دولةً مستقلة بالكامل لا يتفق مع المعتقد بأنها كانت من دول الممالك المحروسة.

إن مجموع هذه الخلافات الفكرية يقف خلفها عمل تنظيمي و مؤسساتي و هنا تكمن الخطورة في تعدد التصورات.

فالحركات الناشطة تستمد قوتها من الجماهير و تسعى لترويج أطروحاتها ما بينها، و بما إن حاضر الأهواز يشهد فراغاً كاملاً ” سياسي ” و ” فكري “، تتحول تلك التنظيمات إلى مرجعيات في كلا الحقلين في آنٍ واحد، مما يؤدي إلى نقل تلك التصورات المتعددة و المتشعبة إلى ساحة الجماهير فيصبح الخلاف أوسع مما كان عليه سابقاً و غير قابل للإحتواء. فتتحول القضية إلى أطروحاتٍ غير ثابتة و ينتج من ذلك تصادم الأهوازي مع أخيه إن اختلف معه في موردٍ معين. و قد تنجر الأمور في النهاية إلى حالة التخوين و محاولة اقصاء الرأي الآخر.

قد يرى البعض بأن هذه صورةٌ مبالغة فيها و لكن أليس هذا ما يحدث الآن؟

لحسن الحظ أن الشعب بعيدٌ عن تلك الخلافات – حتى الآن – و لحسن حظ الحركات أنها لم تصل إلى مرحلة امتلاك قواعد بين صفوف الشعب و شبيبته في الداخل، و مازال ثقلهم ” البالوني ” يقبع في الخارج.

اقول لحسن حظ الحركات لأننا لا نريدها أن ترتكب أخطاءً مصيرية بسبب تعصبهم لأمور بعضها يفوق الخيال و يتعداه و في النهاية يدفع الشعب ثمن تناحرهم. اما الحل فهو ليس بالجلوس و التحدث كما يطرح دوماً، لأنها جربت عدة المرات و الفشل كان نصيبها دوماً. قبل طرح الحل أو النقاش علينا أن نعتبر أن ما نصل إليه من أفكار و مباديء ( تصورات ) فيها الصواب و الخطأ و لابد من أخذ الإعتبار للأدلة و البراهين التي تطرح و تعالج تلك المواضيع فنتمكن من أن نصل إلى دائرة من المشتركات في النظرية و التطبيق. و إلا فإن تعصبنا لهذه الأمور هو الداء و ليس عدم تقبلنا للحوار.

احمد الدريساوي

aldirisawi@gmail.com

 

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …