jaber-ahmad

الاستاذ جابر احمد-برزت فجئة التصريحات وكثرت الاحاديث وبصورة غير مسبوقة حول قضية الشعب العربي في عربستان (الاحواز او الاهواز) من جانب الاشقاء العرب وخاصة في بلدان مجلس التعاون الخليجي وهذه حالة جيدة تستحق منا نحن ابناء عربستان كل التقدير و الاحترام والاهتمام ، واذا اردنا التدقيق في الدوافع التي كانت وراء اتخاذ مثل هذه المواقف تستوقفنا عدة عوامل نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر التالي

القضیة الاهوازية وكيفية طرحها على الاشقاء العرب

:

1- الدور المتعاظم للتدخل الايراني السافر في شؤون المنطقة العربية خاصة بعد الاحداث المؤلمة التي جرت في البحرين و الاعلان عن وجود شبكات ايرانية للتجسس في الكويت وغيرها من الامور .

2- الحراك السياسي الذي شهدته وتشهده بعض البلدان العربية و الذي ادى الى فتح نافذة من الحرية الاعلامية للتعامل مع بعض القضايا القومية الكبرى بما فيها قضية الشعب العربي الاهوازي .

3- النضال المستمر للشعب العربي الاهوازي ولمنظماته واحزابه السياسيةعلى المستوى الداخلي والخارجي .

4- الاهتمام المتزايد بالقضية الاهوازية من قبل الرأي العام العالمي والبرلمانات الاوروبية والاتحاد الاوروبي والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وخاصة تلك المنظوية تحت لواء هيئة الامم المتحدة .

ورغم اهمية ما حدث وسوف يحدث في المستقبل الا ان الخطاب السياسي و الاعلامي الذي رافق طرح القضية الاهوازية هذه الايام لايزال يشوبه الكثير من النواقص من بنيها وكانما الذي يجري في عربستان – الاحواز – هو صراع بين اقلية دينية ” سنية “و اكثرية ” شيعية ” ومع الاسف الشديد فان مثل هذه الاطروحات قد روج لها نفر من ابناء شعبنا حيث اننا نشاهد ولاول مرة منظمة سياسية اسلامية تبني سياساتها لا على مرتكزات اسلامية وانما على مرتكزات طائفية ظنا منها ان الشعب العربي الاهوازي اذا تبنى نهجا مذهبيا بعينيه فانه سوف يحضى بدعم الدول التي تتبنى هذا النهج و سوف يقطع صلته في ايران وهذا ما يجعل عقارب الساعة تعود الى الوراء لتذكرنا بمعاهدة ارض روم التي ابرمت بين الدولة القاجارية و السلطنة العثمانية وذلك اثر الهجوم التي تعرضت له المحمرة عام 1837 من قبل والي بغداد علي رضا باشا والذى ادى الى تدميرها ،حيث لم يعترض الشيخ جابر امير عربستان انذاك على هذه الاتفاقية ضنا منه ان دولة ايران” الشيعية” سوف تحمي امارة عربستان “الشيعية ” من الاعتداء “السني ” العثماني واذا جاز للتاريخ ان يعيد نفسه بتبني مذهب آخر فانه سيعود هذه المرة ولكن على” شكل مهزلة ” ، فما ان ضعفت شوكة كعب البو كاسب حتى ادارت ايران الشيعية ظهرها الى اخوانهم في العقيدة العرب واخذوا ينكلوا بهم ايما تنكيل وقد ازداد هذا التنكيل بعد قيام ما يسمى بجمهورية ايران الاسلامية التي اعلنت مساندتها لكل شيعة العالم ما عدى شيعة عربستان .

ان ما يمييز الحركة السياسية للشعب العربي الاهوازي منذ نشئتها وحتى الوقت الراهن كونها حركة وطنية لشعب يناضل من اجل الحفاظ على هويته ونسيجه السكاني القومي واستعادة حقوقه المشروعة وتقربرمصيره وفقا للقوانيين و المقررات الدولية وذلك في ظل هجمة استهدفته منذ ما يقارب الثماني عقود حيث يقود هذا الشعب معركته بمفرده دون اي ناصر اومعين من قبل اشقائه العرب الا اللهما في مرحلة معينة اراد للقضية الاهوازية ان تكون ورقة ضغط على ايران .

ومن خلال ما ورد نرجوا ان لايفهمنا احد باننا نعارض وجود منظمات اسلامية تناضل من اجل استعادة حقوق الشعب العربي الاهوازي لان هذا ما يتنافى كليا واسس الديمقراطية التي نؤمن بها و لكن ما نخشاه هو الطرح الطائفي للقضية لا اكثر و لا غير ولكي نجنب قضيتنا من الانزلاق في هكذا مخاطر لابد من طرحها على مؤسسات المجتمع المدني والبرلمانات و القوى الوطنية والديمقراطية العربية احزاب ومنظمات على انها قضية قومية مشروعة وليس قضية دينية و يجب التعامل معها من قبل الاشقاء العرب من هذا المنظور وليس كعناوين براقة لوسائل الاعلام و لجماعات وافراد تحاول” استخدامها كأداة ضغط” و الترويج لاهدافها و تصفية خلافاتها مع ايران على حساب قضيتنا العادلة ” فأمامنا الان قضية عربية مسلم بها وهي قضية عرب الأحواز، وبامكاننا استخدامها كأداة ضغط علي الايرانيين الذين يصدرون لنا اليوم مشاكلهم الداخلية ، احمد المرشد كاتب ومحلل بحريني ” لان ما نخشاه ان يتوقف هذا الاهتمام بمجرد تسوية الخلافات بين ايران وبين اولئك المهتمين اليوم فعلا بطرح وبتبني القضية الاهوازية و اذا استدلينا بالتاريخ القريب جدا فانه يحدثنا عن الكثير من الشواهد .

ملاحظة : عربستان ، الاهواز والاحواز اسماء تطلق على الاقليم الذي يقطنه العرب وتسميه ايران باسم “خوزستان ” ايضا

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …