karim-kong
حضر وفد من الشعوب غير الفارسية المتمثلة "بمؤتمر شعوب إيران الفدرالية" بما فيهم عرب الأهواز و الأكراد والبلوش ندوة عقدت في الكونغرس الأمريكي الاثنين 24-5-2011 أكدوا خلالها على المطالب الحقة للشعوب الضطهدة في ايران.

النص الكامل لكلمة الدكتور كريم ‏في الكونغرس الأمريكي مع الصور ‏

ومثل مؤتمر شعوب ايران الفدرالية في هذه الندوة كل من ‏: الدكتور كريم عبديان ممثل مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية في الولايات المتحدة الامريكية والمستشار الاعلی لحزب التضامن الدیمقراطي الاهوازي والسيد مصطفى هجري امين عام الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني.‏و الدكتور محمد حسن حسين بر، المحامي الدولي والناشط البلوشي لحقوق الانسان. اضافة الى عدد من اعضاء الكونغرس او ممثلي مكاتبهم في هذه الندوة.‏

وابتدأت الندوة عملها بكلمات لكل من السيدة كاترين كامرن بورتر رئيسة منظمة حقوق الانسان، ” LCH4 ” وزملائها، السيد فرانك ولف كرت رئيس لجنة حقوق الانسان في الكنجرس والنواب الآخرين ومسئولي لجان حقوق الانسان في مجلس النواب الامريكي وتطرقوا بشكل مغتضب عن الخروقات الجارية لحقوق الانسان في ايران بشكل عام والاقليات القومية و والعرقية والمذهبية على وجه الخصوص.

كما تحدث السید هجری امين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في هذه الجلسة وركز خلال كلمته  على معاناة الشعب الكردي حيث قال هجري إن الانظمة الإيرانية المتعاقبة في الماضي و الحاضر دائما تسعى الى تفريس الشعوب الغير فارسية.

اما نص الكلمة الدكتور كريم عبديان كانت على النحو التالي:

الحضور الافاضل السيدات والسادة تحية لكم جميعا، وهنا لابد ان اتوجه بالشكر والعرفان للسيدة كاترين كامرن والدكتورة پري وباقی المنظمين لهذه الندوة. السيدات والسادة الحضور. النواب المحترمين، لسبب ضيق الوقت وضعت كلمتي المكتوبة والبرنامج السياسي لمؤتمر شعوب ايران الفيدرالية على منبر الصحافة للاطلاع عليها بشكل اكمل.

إن ايران لديها العدد الأكبر من الشعوب والقوميات والطوائف الدينية في منطقة الشرق الأوسط في حين تصرّ الحكومة الإيرانية على حرمان هذه الشعوب والأقليات من حقوقها الاجتماعية والدينية والسياسية”.

إنّ ايران تتشكل من شعوب متعددة وهي : الترك والفرس والكورد والعرب والبلوش والتركمان والارمن ولآشور ‏ويعيش فيه المسلم والمسيحي واليهودي والبهائي والزرادشتي والصابئي المندائي. ولا يوجد في ايران على الاطلاق ‏شعب بمفرده يشكل الاكثرية. لكن الحكومة المركزية تتعامل مع الشعوب غير الفارسية على اساس إنّهم مواطنون من ‏الدرجة الثانية اوالثالثة فهم محرومون من كافة حقوقهم الثقافية واللغوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبشكل عام ‏لاتعترف بحقوقهم القومية. وواقع الامر فأن القوميات الفارسية المختلفة تعيش في الوسط والاتراك الآدربايجانيين ‏يعيشون في الشمال والشمال الغربي والاكراد في الغرب والشمال الغربي والعرب في الجنوب الغربي والبلوش في ‏الجنوب الشرقي والتركمان في الشمال الشرقي وباقي الشعوب والقوميات الصغيرة منتشرة في مختلف مناطق ايران.‏

ان الشعوب المهمشة التي تعاني من الاضطهاد المزدوج منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية حتى يومنا هذا هي ‏في طلعيعة قوى العمل النضالي الساعية  بارساء الديمقراطية طيلة الثلاث عقود الماضية.وفي الوقت الحالي تشهد ‏جميع الاقاليم المهمشة اي الاهواز(عربستان) وبلوشستان وكردستان وآذربايجان نضال مستمر ضد الحكم القائم بكافة ‏الوسائل النضالية، منها الكفاح المسلح والعصيان المدني في مختلف اوجهه. ولكن النظام لم يتحمل اي مطلب ‏جماهيري واي نوع من الاعتراض ويواجه المعترضين لسياساته بالحديد والنار وحتى المطالبة بالمواد الدستورية ‏مثل المادة 15 و19  التي تنص على اعطاء بعض الحقوق القومية البسيطة و تدريس اللغات غير الفارسية لم يكن ‏يتحملها.

ان عدم وجود الحرية الفردية والجماعية والخفقان والضغوط السياسية والاجتماعية وفقدان العدالة وانتشارالفقر ‏والبطالة في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الواقع ليس له نظير في العالم. وكما تلاحظون ماتطرقت اليه ‏هي الاسباب الكامنة من وراء تفجير الثورات والانتفاضات التي عمت الكثير من بلدان العربية الشرق اوسطية وشمال ‏افريقيا فلابد ان نرى حدوثها في ايران عاجلا ام آجلا.

حين الغى رضا شاه البهلوي سنة 1925 الحكومة المحلية في الاهواز واستبدلها بدولة اعتمدت في بنائها على اساس الشعب الواحد اي دولة الامة الواحدة. بدأ مشروع انتاج الامة من خلال استخدام القوة لتفريس الشعوب والقوميات غير الفارسية وفي الحقيقة تمكن رضاشاه والمؤيدين له من القوميين الفرس آخر المطاف ان يبعدوا الشعوب والمجتمعات الكردية والتركية والعربية والبلوشية والتركمانية واللرية من دائرة الحكم  ويرموا بهم الى الحاشية و سعوا سعيا حثيثا لتحميل اللغة والثقافة والتأريخ الفارسي على الشعوب غير الفارسية. ومع كل هذا فأن مشروع الترويض وتفريس الآخرين وبحسب اعتقاد الخبراء بهذا الشأن انه اثبت فشله واندحاره او في احسن الحالات فأنه لم يفلح للوصول الى اهدافه والدليل هو عدم رضوخ الشعوب غير الفارسية لامر الواقع وفي كل فرصة تعبر هذه الشعوب عن رفضها للمشروع التفريسي .

انني ولدت في اقليم الاهواز العربي الذي شهد قبل خمسة اسابيع اي الخامس عشر من ابريل 2011 ‏تظاهرات سلمية ضد سياسات النظام العنصرية  الهادفة الى محو الهوية القومية والتطهير العرقي ‏بحق العرب الاهوازيين وواجهة السلطات المتظاهرين بالبطش والتنكيل واعدمت على اثر ذلك ‏مايقارب 30 شابا عربيا  ومن هؤلاء 3 منهم  اعدموا في الاسبوع الماضي في منطقة الملاشية على ‏الملاء العام. و6 منهم اعدموا في سجن كارون بمدينة الاهواز وقبل 3 ايام بحسب تقرير منظمة العفو ‏الدولية تم قتل شاب عربي اهوازي آخر اثناء التعذيب. ولكن اخبار هذه الاعدامات والانتهاكات ‏المستمرة بحق الشعوب الاخرى لم تنعكس في وسائل الاعلام الحكومية في طهران فحسب وانما ‏الغريب في الامرفأنها لم تعكسها القوى الاصلاحية الموجودة سواء في النظام او خارجه. وحتي ‏وسائل الاعلام الامريكية الحكومية منها او غير الحكومية التي تبث باللغة الفارسية لم تشر اليها. ‏وعدم تطرق قوى الاصلاح والقوميين الفرس لهذه الانتهاكات اوجدت حالة من التشائم وعدم الثقة ‏تسود مجتمعات المناطق القومية.

ان مطالبة الشعوب غير الفارسية بالحقوق القومية وبناء نظام حكم لامركزي في المستقبل يعد بمثابة التجزئة ‏والانفصال وخطر على وحدت التراب الايراني حسب رؤية المتمسكين بالنظام المتمركز المعادي للديمقراطية، ‏بالرغم من المواقف الصريحة للتنظيمات المنظوية في مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية التي ترفض الانفصال لكنها ‏تؤكد في نفس الوقت بضرورة ايجاد نظام حكم  فيدرالي غير متمركز يقام على اساس حكومات محلية، يضمن ‏الحقوق ويطبق العدالة والمساوات بين الجميع ويقوم بترويج وتطوير اللغات المحلية وارتقاء الثقافة وتدريس لغة الام ‏وضمان حق الجميع من الاستفادة من ثروات البلاد.  ‏

نحن نعتقد ان في ظل نظام جمهوري ديمقراطي علماني وفيدرالي ومن خلال اتحاده يمكن ان يلبي طموحات ‏وتطلعات جميع المكونات في ايران ويضمن الحقوق الفردية والجماعية لكل الايرانيين، وهذا النوع من الحكم هو ‏البديل الانسب للنظام العنصري المبتني على اساس الشعب الواحد. كما ان تقسم السلطة المتمركزة والكيان السياسي ‏هو الضمان و السد المنيع للحيلولة دون ظهور ديكتاتوريات اخرى في اي عبائة كانت.

كما ان مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية الذي بدأ يترعرع ويكبر داخل ايران وعلى يد ابناء الشعوب الايرانية، يعد جزء ‏من مرحلة عبور المجتمع الايراني نحو الديمقراطية. ونعتقد كذلك ان ايران هو لجميع الساكنين فيه وهم القادرين على ‏بنائه والاحتفاظ به. ونرى ان المشاركة والمثابرة لبناء المستقبل لا ينحصر على المكونات القومية بل يشمل جميع ‏افراد المجتمع ، مثل النساء والطوائف المذهبية.

ونحن نعتقد ايضا ان زعماء ماتسمى بالحركة الخضراء للاسف الشديد غير راغبين او غير قادرين من ان يأحذوا ‏بعين الاعتبار رغبات ومطالبات الشعوب المهمشة في ايران ولذا لم يستطيعوا ان يكسبوا ثقتهم و يستشف ‏من موقفهم هذا الى عدم ادراكهم  للاجحاف والحرمان الشديد الذي يجري بحق هذه الشعوب او يعود الى عدم ‏معرفتهم بتصاعد وتيرة الوعي القومي للشعوب غير الفارسية. ‏ ‏

وللاسف فأن امريكا هي الاخرى تعاني من عدم المعرفة بالشعوب الضطهدة مما جعل الدولة الامريكية طيلة ‏العقود الثلاث الماضية ان تعيش حالة من السكون وعدم التحرك وتدور في دوامة وهذا يعود ربما الى عدم ‏اطلاعها على المجتمع الايراني ذات التعدد القومي . ‏

وختاما يجب القول ان اي تحرك مستقبلي في ايران اذا خلا من المشاركة النشطة والواعية للشعوب غير الفارسية فأن ‏الوصول الى الحرية والديمقراطية في هذا البلد سيبقى ضرب من خيال.‏

لمشاهدة الصور الرجاء الضغط هنا

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …