المشترك.
وقال لـ”الوطن”، في تعقيبه على التصريح الذي أدلى به الباحث والسياسي موسى الحسيني والذي نشرته هذه الجريدة الأسبوع الماضي إنه على الرغم من انشغال معظم الأقطار العربية بمشكلاتها الداخلية ونحن جميعاً نعرف أسبابها ومن يسعى وبأية طريقة لإثارتها وما ستخلف من
نتائج إحدى أهمها تصريحات حكام طهران بتهديد دول الخليج العربية، مشيراً إلى أنه بخلاف توحيد الجهد العسكري لدول الخليج العربي وإحياء ميثاق الدفاع العربي المشترك فسيكون ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور موسى الحسيني صحيحاً للغاية لأن سياسة إيران القائمة فعلاً هي قضم أجزاء من الوطن العربي، ولن تتوقف هذه السياسة أبداً إلا بالقوة.
وتساءل المطيري ما إذا كانت إيران ستنجو من الحركات الشعبية التي تحصل في المنطقة حالياً؟، وقال: إن هذا السؤال ستكشف عن إجابته الأيام المقبلة وستكون الرد الواقعي على التساؤلات الدقيقة التي طرحها الكاتب الصحافي الأستاذ سلام الشماع وعلى كثير من علامات الاستفهام
المطروحة حالياً؟ وأضاف: في الأحوال كلها فإن دول منطقة الخليج العربي لا تستطيع الدفاع عن وجودها إزاء أي عدوان إيراني محتمل ـ لا سمح الله ـ للفرق الواسع بين الإمكانات التي تخدم التعبئة العسكرية التي يمتلكها أي من الطرفين حتى وإن امتلكت القوة الصاروخية المتطورة بعيدة المدى من دون توحيد قدراتها العسكرية وإحياء ميثاق الدفاع العربي المشترك، خصوصاً بعد تحطيم القدرات العراقية التي كانت رادعاً
قوياً أمام الأطماع الفارسية في تحقيق إمبراطوريتهم على حساب الدول العربية، مشيراً إلى أن غياب العراق بهذا النحو أصبح يشكل عجزاً عربياً في توازن القوى يشعر به حتى المواطن البسيط وحتى من كان يبغض نظام الحكم الوطني العراقي.
ورأى المطيري أنه من خلال الاطلاع على تاريخ العلاقات العربية مع بلاد فارس على مر التاريخ لن تجد تقارباً حقيقياً نابعاً عن حسن نية ورغبة خالصة بين الأمتين الجارتين، بل تجد مؤامرات ودسائس تحاك في إيران ضد الوجود العربي وحتى الأفعال الخيرة التي قدمتها الأمة العربية للفرس في نشر الإسلام بينهم كان تأويلها عندهم لصالح يجافي الحقيقة، بل عدّوه ومازالوا، فعلاً عدوانياً أزال إمبراطوريتهم من الوجود وأخضعهم إلى سيطرة الأمة العربية ولهم نظرتهم المتعالية على العرب، وأنهم على الرغم من إعلانهم التمسك بالمذهب الجعفري كطريقة إسلامية في التعبد إلا أن فعلهم يشي بغير ذلك ودعواهم لنشر التشيع إنما هي حملات مكثفة لتقوية المشروع القومي الفارسي ووسيلة لبلوغ نهجهم الشعوبي وتكريس للطائفية في بلاد العرب.
وقال: في كل المراحل كان هناك تحالفات للفرس مع أعداء الأمة العربية، حتى قبل التاريخ، ومن بين أهم أهداف التحالفات الاستراتيجية الفارسية القريبة، بغض النظر عن دولة التحالف إذا كانت البرتغال أو بريطانيا العظمى أو الولايات المتحدة الأمريكية، العمل لتفتيت الأمة العربية وتذويب هويتها، وإن اختلفوا فهم يتوحدون وتتلاشى مشكلاتهم وخلافاتهم البينية إزاء العرب تحديداً.
وأبدى المطيري اعتقاده بأن الخلافات التي تطفو على السطح الآن بين نجاد والولي الفقيه خامنئي هي ليست حقيقية لسبب بسيط هو أن الأول من أكثر المعتنقين تشدداً لنظرية الخميني وهو بذلك أداة في غاية المرونة بيد الثاني، بمعنى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمرد عليه خصوصاً مع وجود التيار الإصلاحي المناوئ له والذي يمتلك شعبية إيرانية لا يمكن تجاهلها متمثلاً بالرئيس السابق محمد خاتمي ومن تحالف معه وتأسيساً على هذا فإن الخلاف هو وسيلة استهلاكية لضرب جميع المخالفين وإنهاء وجودهم ويتعزز ذلك في التلويح بالهجوم على دول الخليج العربية ولا يبتعد كثيراً عن هدف التهديد السابق الذي كانت تطلقه الجماعات نفسها بإغلاق مضيق هرمز.
وقال إنه ضمن السياق نفسه في التحالف الغربي الفارسي فإن هذه التصريحات متوازية مع تصاعد حدة التدهور في الاقتصاد الغربي لإنجاح تمرير صفقات الأسلحة إلى دول الخليج لابتزازها من خلال هذه الصفقات التي قد تحتاجها دول المنطقة لتعزيز منظومات الدفاع عن حدودها من جهة، وللحفاظ على توازن القوى في منطقة الخليج العربي وعموم المنطقة العربية التي تبدو الآن كترسانة ضخمة للأسلحة خصوصاً بعد سعي إيران الحثيث لامتلاك منظومة صاروخية هجومية بعيدة المدى طورتها محلياً.
وأضاف المطيري إن إيران تسعى دائماً إلى أن تكون الشرطي الغربي القوي في المنطقة وضمن التوجهات السابقة فإنها تسعى إلى أن تكون طرف الكماشة الثاني بعد الكيان الصهيوني لوضع منطقة المشرق العربي الغنية جداً، مشيراً إلى أن هذا السعي يتعزز من خلال التهديدات التي تطلقها الجماعات الحاكمة في طهران والتي لن تصل في أي حال من الأحوال إلى مستوى الاشتباك الفعلي إلا في حالة وجود خطر حقيقي في الخليج العربي وأن هذا لن يحصل في القريب المنظور لانشغال دول المنطقة بتقوية بناء كياناتها وميلها إلى السلم خصوصاً بعد سلسلة الحروب التي شهدتها المنطقة وما خلفتها من ويلات قاسية. وتطرق المطيري إلى التصدع الذي لحق بالاقتصاد الإيراني نتيجة العدوان الإيراني على العراق في ثمانينات القرن الماضي والذي شكل رادعاً قوياً للجماعات الحاكمة فيها يمنعها من تكرار تجربتها، وقال: إن تجربة إيران في التدخل بالشأن العراقي بعد الغزو الأمريكي للعراق واستنساخ التجربة نفسها في البحرين ومحاولاتها في الكويت مع الحفاظ على خصوصية طريقة التدخل وحجمه في كل قطر يجعلها تميل إلى استنساخها في باقي دول المنطقة من دون الخوض في حروب نتائجها غير مضمونة بالمطلق خصوصاً بعد سيطرة الولايات المتحدة على القرار الدولي وتشابك مصالح الغرب في منطقة الخليج العربي.
وخلص المطيري إلى القول: إن تلك العوامل كلها تقع في جانب يمنع لجوء الجماعات الحاكمة في إيران إلى تنفيذ تهديداتها لدول الخليج العربي وهي لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان، لكن الحذر يجب أن يعطى الأولوية من المخططات الجهنمية الإيرانية التي تريد إشعال المنطقة ككل.