في تحد سافر لكل الاعراف والقوانين الدولية واستمرارا لسياسة القمع والترهيب اقدمت السلطات الايرانية على اعدام 9 من المواطنين العرب في الاهواز بتهمة “المحاربة وتهديد الامن القومي”. وتأتي هذه الموجة من الاعدامات الجماعية على خلفية الاحتجاجات الاخيرة التي شهدتها مدينة الاهواز وباقي المدن في عربستان، في الذكرى السنوية لانتفاضة ابريل 2005.
وهذه ليست المرة الاولى التي ترتكب فيها السلطات الايرانية هذه الاعمال الوحشية التي تؤكد مجددا ان نظام الجمهورية الاسلامية لا يعير قيمة للنفس البشرية التي حرمت كل القوانين الدنيوية والدينية، التي يزعم النظام انه يتبعها، قتلها بغير حق. ان السرعة التي تمت فيها تمرير احكام الاعدام هذه وطريقة تنفيذها يؤكد بوضوح انتهاك النظام للقوانين والاعراف الدولية ومبادئ حقوق الانسان ويعبر عن مدى حقد وشوفينية النظام تجاه الشعب العربي الاهوازي.
وبينما فقدت العديد من الاسر الايرانية اثنين او ثلاثة او اكثر من افرادها ممن اعدموا شنقا او رميا بالرصاص طوال العقود الثلاثة الاخيرة، لكن نسبة عدد الاسر العربية في الاهواز التي فقد كل منها نفس العدد من الافراد بنفس الطريقة هي الاكبر في كل انحاء ايران.
ثلاثة من بين التسعة الذين اعدموا اشقاء من اسرة واحدة. وهم علي حيدري 25 عاماً، جاسم حيدري 23 عاماً وناصر حيدري 21 عاماً. وقام النظام باعدامهم علنا في غرب مدينة الاهواز على الطريق المؤدية الى مدينة الحميدية وذلك في محاولة لترويع الناس واخضاعهم. اما الستة الاخرون فقد تم اعدامهم شنقا في سجن كارون الرئيسي في مدينة الاهواز. وأسماء خمسة منهم هي: امیر معاوی، علی نعامی 24 عاماً، امیر بدوی، احمد ناصری 22 عاماً وهاشم حمیدی 16 عاماً والاسم التاسع لم يتوفر بعد. وقد شهدت عملية اعدام احدهم مشهدا مروعا وبشعا وعملا لاانساني، حيث انفصل رأسه عن جسده – بحسب الانباء.
لقد اكدت منظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية والمحلية في تقاريرها في الفترات الاخيرة ان ايران تحتل مركز الصدارة بعد الصين من حيث عدد حالات الاعدامات في العالم. وافاد تقرير لجمعية الدفاع عن حقوق الانسان في ايران نشر العام الماضي ان الاهواز تأتي في المرتبة الثانية بعد طهران من حيث عدد الاعدامات.
ان منظمة حقوق الانسان الاهوازية (اهرو) بينما تدين بشدة هذه الاعدامات الجائرة، التي تتعارض مع كل القيم الاخلاقية والانسانية، والمحاكمات اللاقانونية والغيرعادلة بحق ابناء الشعب العربي في الاهواز، تناشد كافة المنظمات الانسانية والحقوقية لادانة وشجب هذه الاعمال الاجرامية ومطالبة السلطات الايرانية بوقف عمليات القمع والتصفيات الجسدية والاعدامات في اقليم الاهواز وكافة انحاء ايران، واحترام مبادئ حقوق الانسان وحق الفرد في الحياة كما ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
منظمة حقوق الإنسان الأهوازية
15 نيسان(ابريل) 2011