محرر الشؤون المحلية
لا يزال صدى «الاتجاه إلى ضم الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي» يتردد في أكثر من جهة، في محاولة لفهم أبعاد «المفاجأة» التي فجّرتها القمة الخليجية التشاورية في الرياض الثلاثاء الماضي.
ورأت أوساط سياسية متابعة أن الخطوة، التي يبدو أنها لم تحظ بإجماع خليجي، الغاية الأساسية منها توجيه «رسالة سياسية واضحة إلى الضفة الأخرى من الخليج، مفادها أن أمن الأردن والمغرب جزء لا يتجزأ من أمن دول الخليجي».
وحسب معطيات توافرت من مصادر خليجية مطلعة، فإن فكرة توجيه الرسالة الى ايران جاءت بعد انكشاف مساع للتغلغل الاستخباراتي الإيراني، ليس في دول الخليج فحسب، وإنما في الأردن والمغرب أيضا.
تنسيق مع اخوان الأردن
وحسب المصادر نفسها تبين أن الاستخبارات الإيرانية تنسق مع الإخوان المسلمين في الأردن، وهي تسعى لإثارة مشاكل أمام نظام الحكم، وصولا إلى التشكيك في شرعية الحكم الهاشمي.
أما في المغرب، فإن السلطات هناك رصدت حملة تشييع في أوساط المغاربة، إضافة إلى أن الموالين لإيران من تنظيمات، شككوا وطرحوا إلغاء نظام الحكم الملكي، وهذا الأمر ـــ تضيف الأوساط ـــ دفع دول المجلس الى اتخاذ هذه الخطوة، لأن الأنظمة متشابهة بين دول المجلس وهاتين الدولتين، وبالتالي فإن الخطر سيشملها في المستقبل.
مبكر جدا
وفي قراءة هذه الأوساط أيضا، فإنه «من المبكر جدا جدا» الحديث عن عضوية كاملة للأردن والمغرب في مجلس التعاون الخليجي. لأسباب عدة، أبرزها إجرائية وقانونية، إذ إن ميثاق المجلس لا يسمح بانضمام دول أخرى، لأنه ناد مغلق على مساحة جغرافية محددة. وبالتالي، فإن أكثر الصيغ تفاؤلاً هو منحهما موقعاً فيه، كما هو لليمن والعراق الآن. وكشفت هذه الأوساط أن اجتماعاً سيعقد خلال الأسبوعين المقبلين بين وزراء خارجية التعاون، ونظيريهما في المغرب والأردن، لتحديد آلية الانضمام كعضوين غير كاملين، وهو الأمر الذي يسمح لدول المجلس أن تقدم الدعمين السياسي والمادي لهذين البلدين لمواجهة التهديدات الإيرانية التي تستهدفهما.
وحدة المجلس
وحول أبعاد تحفظ الكويت وقطر وسلطنة عمان على الاتجاه الخليجي، قالت الأوساط: إن العادة جرت ألا يكون بالضرورة وجود إجماع على القرارات، ولكن الإجماع الحقيقي هو المحافظة على وحدة المجلس من أي شرخ. ونفت الأوساط ما تردد بأن مجلس التعاون قد يكون بديلاً للجامعة العربية، لأن في الأساس دول المجلس هي اللاعب المؤثر في الجامعة، ولا يمكن أن تعمل ضد الجامعة العربية أو تعمل كرديف لها.
وفي الرباط، ما زال التحفظ يطغي على ردة الفعل تجاه الترحيب بانضمام المغرب إلى مجلس التعاون. فبينما أعلن الأردن عن الأمل في إنجاز انضمامه «في أسرع وقت»، أعلنت الخارجية المغربية أن المغرب مهتم بالخليجي، ولكن الخيار الاستراتيجي للأمة هو تعزيز الاتحاد المغاربي. وقال وزير الإعلام المغربي خالد الناصري: إن المغرب ليس دولة ناقصة لتقبل عضوية ناقصة .