.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سورية في خرق آخر لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية».
وقالت منظمات حقوقية اخرى ان كثيرا من المحتجين الذكور تعرضوا لضرب مبرح في حملة اعتقالات شملت نساء ومراهقين ومسنين لكنها فشل
ت في ردع المحتجين عن المطالبة بالإصلاحات. ويوجد في سورية بالفعل آلاف السجناء السياسيين.
واشتدت الحملة بعد أن قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر شقيق الأسد الاسبوع الماضي الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة لاخضاعها. ودرعا هي مهد الانتفاضة التي مضى عليها ستة اسابيع.
انزعاج
وعبّرت وزارة الخارجية الامريكية عن انزعاجها من التقارير الخاصة بالعملية العسكرية السورية في درعا التي تشمل استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية للشبان وقطع الكهرباء والاتصالات ووصفت هذه الأعمال بأنها «اجراءات همجية».
وقال سكان في ضواحي دمشق حيث تم اعتقال الكثيرين إن حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الأسبوع في مناطق حول العاصمة. وقال احد السكان إنه شهد قوات أمن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من اكياس الرمال ومدفع رشاش على طريق بالقرب من كفار بطنا.
وقال مسؤول عربي ان الحملة الأمنية تهدف فيما يبدو الى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع ان قوات الأمن منعت الآلاف من الوصول الى المساجد يوم الجمعة الماضية.
وقال المسؤول لـ«رويترز»: «انهم يقيمون حواجز الطرق في كل مكان لمنع التحرك. والجمعة ستكون اختباراً آخر. وقد قرر الأسد استخدام العنف ولم يتعلم من الثورتين التونسية والمصرية».
مواصلة الثورة
من جهتهم قال ناشطون إن المعارضين للنظام في سورية تعهدوا مواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم تظاهرات في جميع انحاء البلاد بينما يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز للحركة الاحتجاجية.
وقالت لجان تنسيق التظاهرات في عدة مدن سورية في بيان «مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية».
والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن السورية في وسط البلاد.
ودان الناشطون قمع النظام منذ اسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقالوا إن «السلطة عمدت خلال الأيام الاخيرة الى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يومياً لا يقل عن 500 شخص».
واشاروا الى «حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالإضافة الى الاعتقالات المتفرقة المستمرة».
وتابعوا ان «السلطة تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب».
مغادرة سورية
من جهة أخرى نصحت وزارة الخارجية الفرنسية الفرنسيين بمغادرة سورية الى حين عودة الوضع الى حالته الطبيعية.
وقالت الوزارة على موقعها إنه «رغم عدم تعرض الرعايا الأجانب حتى الآن الى اي تهديد مباشر فإن السلطات الفرنسية تنصح مجددا الفرنسيين بتأجيل السفر الى سورية (…) والفرنسيين في هذا البلد الذين يعتبر وجودهم غير ضروري بمغادرة سورية مؤقتاً على رحلات تجارية».
وقررت وكالات السفر الفرنسية التي تنظم رحلات الى سورية تمديد قرار تجميد الرحلات حتى 15 مايو.
عقوبات وتنحية
على صعيد متصل أعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه ان فرنسا تريد ان يتخذ الاتحاد الاوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري بشار الأسد معتبرة انه سيتم إسقاطه اذا استمر قمع التظاهرات.
وصرح الوزير الفرنسي لقناة فرانس 24 التلفزيونية «نحن مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي بصدد اعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات ونريد نحن الفرنسيين ان يدرج بشار الأسد على هذه اللائحة».
واضاف جوبيه ان من حول بشار الأسد «نظام برمته لكنه هو المسؤول اليوم ويجب ان يكف عن قمع شعبه وان يتوقف فوراً عن استعمال العنف وإلا فإن العملية التي ستؤدي الى الإطاحة به سيكون لا مفر منها».
وقد اعتبر الوزير الاثنين ان النظام السوري «سيسقط» اذا استمر في قمع التظاهرات بعنف.
واضاف جوبيه الاربعاء «نظرا للسياسة والموقف الذي اتخذه (النظام السوري) فإن مآله الإقصاء لأن كل من يطلق نيران المدافع على الشعب ليس له مستقبل سياسي».
سنحاسب «الراشي والمرتشي» في إطار مكافحة الفساد
الأسد: الجيش سينهي مهمته في درعا «قريباً جداً»
دمشق – يو بي اي: قال الرئيس السوري بشار الأسد إن وحدات الجيش السوري التي دخلت درعا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ستنهي مهمتها «قريباً جداً».
وأضاف الأسد أمام وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور شرق البلاد ان كل بلد في العالم من الممكن ان يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعاً.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة أمس ان الاجتماع دام أربع ساعات ودون حضور أي من المسؤولين، حيث بحث الأسد وأعضاء الوفد البالغ عددهم نحو خمسة وثلاثين شخصاً، قضايا حياتية تهم المنطقة الشرقية بشكل عام.
وجاء اللقاء ضمن سلسلة لقاءات يعقدها الأسد مع وفود تمثل مختلف محافظات سورية للاطلاع منهم مباشرة على أوضاعهم المعيشية والاستماع الى مطالبهم.
وقال الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عبدالفتاح الفتيح الذي حضر اللقاء لصحيفة الوطن «إن الوفد كان ينوي طرح موضوع مكافحة الفساد وضرورة ايلائه الاهتمام اللازم، لكن الرئيس الأسد سبقنا الى ذلك وبادر من تلقاء نفسه بطرحه ووعد بمكافحة الفساد وأكد أنه ستكون هناك هيئة عامة لهذا الغرض».
ونقل الفتيح عن الأسد قوله «أنا عندي الراشي والمرتشي سواء ويجب محاسبتهما».