ولا شك ان التظاهر السلمي لاسيما للشعوب المضطهدة ومنها شعبنا العربي الاهوازي امر منطقي ومشروع لما يشهده من ظلم مركب حيث كنا ومازلنا نطالب بالتظاهر لا وبل بالعصيان المدني كاسلوب نضالي سلمي بهدف تحقيق الأهداف التي ناضل شعبنا من أجلها وفي الوقت نفسه نرى من الضرورة بمكان دراسة و تحليل كافة الاجواء المحيطة بنا بشكل عميق ومنها الظروف السائدة في الداخل الايراني والمنطقة والعالم فاننا نخضع بالنهاية لارادة الشعب العربي الأهوازي في الداخل ليأخذ قراره بنفسه في اختيارالزمان و المكان المناسبين ليخرج في يوم غضبه بالطريقة التي يراها مناسبة وبالشعارات التي تتلائم وظروفه الخاصة دون املائات منّا أو من غيرنا .
و في الوقت الذي نؤكد على امتدادنا الثقافي و الاجتماعي والقومي مع العالم العربي لكن لا يمكن محاكاة الحراك السياسي في الشارع العربي مائة بالمائة ونقله الى الشارع الأهوازي بحذافيره دون الأخذ بنظر الإعتبار ظروفنا الأهوازية التي لاتتطابق مع ظروف الشعوب العربية الأخرى نظراً لكوننا نخضع لسيطرة نظام لا يتعامل معنا إلا بالأساليب الأمنية القمعية فنضال شعبنا العربي الاهوازي قياسا بالثورات العربيه الحالية يختلف على الاقل في الاوجه التالية:
اولا: فی جمیع المظاهرات التی انطلقت فی العام العربي من الواضح ان الانسان العربي كان يشكل فيها الاغلبية الساحقه بالرغم من وجود أقليات إثنية ودينية ومذهبية أخرى كما ان الحكام وبالرغم من استبدادهم ينتمون الى قومية هذه الشعوب العربية الثائرة بيد ان في حالتنا نحن يشكل شعبنا أقلية من الناحية العددية الأمر الذي يفرض علينا التنسيق مع باقي الشعوب غير الفارسية التي تتقاسم معنا الهموم والظروف حتى لا يستطيع النظام المتغطرس الإستفراد بنا .
ثانیا: فنحن بحاجة ماسة لضمان التغطية إلاعلامية قبل الإقدام على اي عمل إحتجاجي حيث غالبية الشعوب العربية لاسيما تلك التي قامت بالثورات كانت ولاتزال لاتواجه صعاب تذكر في التواصل الاجتماعي عبر الفيس بوك والتويتر وغيره من الوسائل المماثلة ناهيك عن وجود الصحافة العربية و الاجنبية التي تفوق بكثير ما هو متواجد في العاصمة الإيرانية بينما الوضع في إقليمنا المحاصر اعلاميا أسوء بكثير.
ثالثاً: على عكس البلدان العربية لا يوجد لدينا تقييم واضح عن كيفية موقف العالم العربي او الاسلامي او الغربي الرسمي في حال ان انطلقت انتفاضة شعبية في الأهواز ‘ فعادة ما تلعب المصالح الدولية الدور الاساسي في مثل هذه المواقف.
رابعا: غياب قيادة ميدانية في الداخل بسبب القمع الوحشی المتواصل الذي أدى إلى فراغ نخبوي مخيف و کذلك عدم التنسيق الكافي بين التنظيمات (الأهوازية – الاحوازية) في الخارج الأمر الذي من شأنه ان يؤثر سلبا في قطف ثمار هذه الانتفاضة في حال اندلاعها.
خامسا: عدم وجود رؤية واضحة للأهدف التی تُبنى على اساسها المظاهرة المزمع تنظيمها حيث اننا نرى انه لا يمكن تحقيق اهداف بعيدة المدى او حتى قصيرة المدى اذا لم تتوفر الظروف الموضوعية وبالعمل المشترك بين الجميع بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر.
سادسا: فی حال عدم خروج الشعب الأهوازي إلى الشارع تلبية للدعوة بالتظاهر لأسباب تتعلق بالظروف غير الملائمة والصعبة للغاية التي هو الوحيد القادر على تقييمها نتيجة للحالة الامنية القمعية المشددة التي تسود الاقليم من أقصاه إلى أقصاه، وممارسة النظام أعتى أساليب الترعيب والبطش الوحشي علينا أن نستعد لتفادي الإحباط واليأس الذي قد يصيب الشارع وهو أمر لا يرغب في حدوثه أي عربي أهوازي شريف يفضل مصلحة شعبه على المصلحة الحزبية والتنظيمية والفردية الضيقة.
سابعا: كان من الأحرى أن نُقدم جميعا على التنسيق مع تنظيمات الشعوب غير الفارسية الأخرى في ايران مثل الاكراد و البلوش و الاذربيجانيين للتخفيف من الضغط الكبير الذي قد يتعرض له شعبنا اثناء المظاهرة حتى لا نمنح النظام الديكتاتوري الظالم في طهران فرصة ذهبية للإستفراد بنا والقضاء على ما تبقى من نشطائنا .
وبناء على ذلك نحن في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي نعلن تأييدنا المبدئي والمطلق لأي حركة إحتجاجية سلمية ونعتبرها حق طبيعي تؤيده كافة الشرائع الدولية إلا إننا نؤكد على حقنا في التحفظ على طريقة وتوقيت إختيار يوم الغضب في الأهواز‘ سيما وانه لم يتم على أقل تقدير بالتنسيق بين كافة التيارات والفصائل والجهات والشخصيات الأهوازية في الداخل والخارج حتى يتم توظيف كافة الإمكانيات والقدرات لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة من الإحتجاجات كي لا تصبح زوبعة في فنجان كما يريدها النظام الفاشي في طهران.
ونكرر مرة أخرى ترك إختيار نوعية الشعارات والمطالبات للشعب وحده حتى نسهل بذلك تحركه حسب الظروف التي يعيشها والمرحلة التي يمر بها والإبتعاد عن أي تصرف طائش وغير مسؤول قد يضر بشعبنا دون أن نشكك في نوايا أي جهة (اهوازية-احوازية) وبهذه الطريقة وحدها يمكننا أن نطبق الدروس التي تلقيناها من إنتفاضة 15 نيسان المجيدة بعيداً عن الأجواء العاطفية الناجمة عن أحداث العالم العربي حتى لا تتعثر حركتنا النضالية .
نحن نتخذ موقفنا هذا وننوه باننا كنا نفضل النظر إلى تجربة الشعب الكردي في كل من سوريا والعراق الذي نسق مع سائر الشعوب والطوائف في البلدين وقطع الطريق على الإتهامات التي من شأنها تسهيل قمعه في حالة خروجه المنفرد إلى الشارع .
فنحن اليوم محاصرون من جهة بواسطة الحكومة الإيرانية من الشرق ومن ناحية الغرب أصبح العراق عصيا علينا نتيجة لوجود الموالين لإيران هناك وبهذا تكون كافة الطرق مؤصدة بوجه من يريد الفرار إلى البلد العربي الوحيد الذي يجاورنا ولم يبق خيار امامنا إلا التواصل مع الشعوب المضطهدة الأخرى في إيران .
لذا نحن في الوقت الذي نؤيد بقوة العصيان المدني بوجه النظام الإيراني العنصري الغاشم نصر ونؤكد على ضرورة عدم حرق المراحل من خلال إطلاق شعارات عاطفية تضر بنا جميعا حتى لايصبح يوم الغضب يوم إنتحار وهذا مايريده النظام الإيراني كي يتخلص منا إلى الأبد ويبقى وطننا وثرواته الهائلة في قبضته بالكامل .
وبالرغم من هذا نحن نحذر النظام الإيراني من إستغلال الظروف المعاكسة لشعبنا بهدف ضرب ألمحتجين الاهوازيين في يوم الغضب المعلن سيما وأنهم أعلنوا الخروج بصدورهم العارية بعيدا عن العنف للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار
عاش الشعب العربي الأهوازي
الحرية لشعبنا ولكافة الشعوب المضطهدة في ايران
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي
الثالث عشر من نيسان عام 2011