السنيورة: تجاهل نصر الله لدور السعودية الريادي ظلم وافتراء

ا 14 آذار أخذت السلطة بالانتخابات وليس بالفرض أو قوة السلاح
بيروت – “السياسة” والوكالات:
تفاوتت ردود الفعل على مضمون كلمة الأمين العام ل¯”حزب الله” حسن نصر الله, مساء أول من أمس, التي أعقبها إطلاق نار كثيف أسفرHassan_Nasrolah_copy
عن مقتل امرأة, بين قوى “8 آذار” التي رأت أنها “وضعت حداً لمحاولات الإيقاع بين أهل المقاومة”, وبين قوى “14 آذار” التي اعتبرت أنها أعادت التأكيد على الثوابت المستمدة من المبدأ العام لولاية الفقيه, وإن بنبرة هادئة, فيما برز موقف للرئيس فؤاد السنيورة الذي انتقد التجاهل المتعمد لدور السعودية الريادي في دعم لبنان على مدى كل السنوات الماضية.
وفي كلمة له أمام “إتحاد العائلات البيروتية” في فندق البريستول, تطرق رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة إلى كلام نصر الله, قائلاً: “كنت وما زلت ألاحظ وعلى مدى سنوات خمس من أنَّ هنالك إهمالاً متعمداً يلجأ إليه (نصر الله) كما يلجأ غيره, للدور الكبير والرائد الذي قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز”.
وأضاف “لقد سمعنا الكثير دائماً من هذا الإغفال لما قامت به المملكة العربية السعودية من دعم للبنان على مدى كل السنوات الماضية, وأريد ان أركز بالذات على ما قامت به المملكة من دعم للبنان في الوقت الذي كان فيه بأمس الحاجة لهذا الدعم, ولا سيما مع الهجوم والحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام 2006, ولا أريد أن يفهم من كلامي أن هذا تقليلاً لدور أي من الدول والمؤسسات الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب لبنان, لكن أن يغفل دور الراعي الأكبر والمتبرع الأكبر والداعم الأكبر إلى لبنان, فإنَّ في ذلك ليس ظلماً بل افتراء على الحقيقة, حقيقة أساسية وثابتة أنَّ المملكة العربية السعودية هي التي تكفلت بقرابة نصف عدد الأبنية والوحدات السكنية التي دمرت أو التي تضررت في لبنان, فهي التي تكفلت بإعادة إعمار قرابة نصف ما دمر وما تضرر من لبنان من وحدات سكنية, فكيف لعاقل يمكن له أن يغفل هذه الحقيقة”?
وإذ شدد على أن السعودية “هي التي قدمت الدعم للاستقرار الإقتصادي والمالي في لبنان”, أضاف السنيورة “في الوقت الذي كان لبنان بأمس الحاجة لهذا الصمود (خلال حرب يوليو 2006) لم يكن لنا قدرة على الصمود آنذاك لو لم تتضافر من جهة تضحيات المقاومين, ومن جهة ثانية توحد اللبنانيون جميعاً, ومن جهة ثالثة الدور الذي قامت به الحكومة اللبنانية, ومن جهة رابعة وقوف أشقائنا وأصدقائنا وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية, ومن الظلم ألا نذكر جميع هؤلاء وأن نقتصر على أمر واحد, وبالتالي نغفل هؤلاء الذين كانوا الى جانب لبنان وكانوا الى جانب بيروت”.
من جهته, رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار أن خطاب نصر الله “لم يحمل جديداً, فكلامه كان عادياً غابت عنه الحدة, لكن المضمون هو نفسه, لجهة الدفاع عن إيران وإعطاء صكوك براءة لحلفائه على خلفية ماكشفته وثائق ويكيليكس, مانحاً النائب وليد جنبلاط الأسباب التخفيفة لاستيعاب تحالفه الجديد مع قوى 8 آذار”.
ورداً على اتهام نصر الله قوى “14 آذار” بعقد صفقة مع الأميركيين تقوم على استمرارها في السلطة مقابل رأس المقاومة, ذكر الحجار بأن هذه القوى لم تأخذ السلطة بالفرض أو بقوة السلاح كما حصل في الانقلاب على حكومة الرئيس الحريري, أو كما حصل في مايو 2008, مضيفاً “نحن أخذنا السلطة من خلال الانتخابات الديمقراطية, وكأن نصر الله في هذا الموقف يوجه الاتهامات بالعمالة لكل الشعب اللبناني الذي انتفض في ساحة الحرية واقترع لصالح قوى 14 آذار”.
وأكد الحجار أن كلام الرئيس الحريري بشأن التدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية كان واضحاً, مشدداً على أنه لم يعد مسموحاً لنظام طهران, تحت مسمى الدفاع عن القضية الفلسطينية, أن يتدخل في شؤوننا الداخلية, لا في لبنان ولا في البحرين ولا في الكويت, ولا في أي دولة عربية أخرى.
ورأى أن حديث نصر الله عن أن موقفه من أحداث البحرين يمثل رأياً حزبياً وليس موقف الدولة اللبنانية, يشكل تراجعاً منه وإدراكاً للخطأ الذي ارتكبه من دون أن يعتذر عن هذه الخطيئة.
من جهته, أسف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب ل¯”مستوى الكلام السياسي التحريضي والتخويني الذي صدر عن نصر الله”, فيما إعتبر عضو تكتل “لبنان أولاً” النائب عمار حوري أن ظهور نصرالله “لم يكن موفقاً”, مشدداً على أن “لغة التخوين أصبحت مملة ومنطق الدويلة التي تتفوق على الدولة لا تخدم ولا تفيد”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …