المنامة – محمد عرب
يُصادف 15 أبريل الجاري انتفاضة الاهوازية
طالب نشطاء شباب من العرب الأهوازيين على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ومن خلال صفحات تحمل عنوان أخبار الثورة
الأحوازية، طالبوا الشعب العربي في إقليم خوزستان ذي الأغلبية العربية إلى الخروج في مظاهرات احتجاجية في يوم الخامس عشر من أبريل/نيسان الجاري، وجعله يوم “الغضب الأحوازي” وذلك يصادف الذكرى السنوية لانتفاضة 2005، والتي سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى على يد قوات الأمن الإيرانية. واتهموا السلطات الإيرانية بالقيام باعتقالات استباقية في مسعى لتضييق نطاق الثورة، حسب وصفهم.
وجاء في بيان استلمت “العربية.نت” نسخة منه أن “يوم الجمعة 15 أبريل هو يوم فاصل ومصيري في تاريخ مقاومة الأحواز لكل أشكال الاحتلال والعبودية، وأن التاريخ سيسجل صفحات خالدة في سجل النضال الأحوازي الطويل أمام آلة القمع والتنكيل الإيراني”.
كما حذر البيان من خشية “انقطاع محتمل لجميع وسائل الاتصال والارتباط الجماعي مثل الهواتف الجوالة والإنترنت، وهو مسعى مألوف من جانب السلطات الديكتاتورية لقمع الثورات ضدها، وهو بالضبط ما حدث من قبل الأنظمة في مصر وليبيا”.
وبدأت الصفحات بتقديم دروس في الإعلام الافتراضي وطريقة تحميل الفيديوهات والصور ونشر الأخبار وبعض الاجراءات الوقائية من الغاز المسيل للدموع وعملية الكر والفر وكذلك دروس في الحرب النفسية، وكان أول فيديو نشر على هذه الصفحات هو فيديو لتواجد عسكري كثيف بعد تجمع بعض الشباب العربي في إقليم الأهواز، أو الأحواز أو عربستان، والذي تطلق عليه الحكومة الإيرانية مسمى “خوزستان”.
تجدر الإشارة إلى أن العرب ينتشرون في عدد من الأقاليم الإيرانية تبلغ مساحتها 324 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها العرب يتراوح حسب مختلف الإحصائيات من أربعة إلى ثمانية ملايين نسمة من من السنة والشيعة. ويعود التفاوت في الإحصائيات إلى امتناع السلطات الإيرانية عن إجراء جرد سكاني حسب التقسيمات القومية في إيران.
ويؤكد نشطاء الحركات القومية كالعرب والكرد والبلوش والترك والتركمان واللور وغيرهم أنهم يشكلون أغلبية السكان بنسبة 60%، ولكنهم محرومون حتى من تعليم لغاتهم القومية في إيران.
أما بالنسبة للمناطق العربية فإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يمتد من قرب الحدود العراقية في مدينة عبادان حتى مضيق هرمز وكافة الجزر الإيرانية في الخليج، فإنها تسهم حالياً بنحو 80% من إنتاج النفط، و90% من إنتاج الغاز، كما أن الأراضي العربية تعد من أخصب الأراضي الزراعية ويشقها عدد من الأنهر أهمها كارون والكرخة والجراحي.
ارتفاع وتيرة الإعدامات
في حين أن المناطق العربية تعد أكثر الأقاليم فقراً، كما أن العرب مثلهم مثل سائر القوميات غير الفارسية يمنعون من الكتابة بلغتهم العربية، وترتفع فيهم معدلات الأمية بشكل قياسي.
ويقول النشطاء العرب إن الإقليم شهد منذ أبريل 2005 ارتفاع وتيرة الإعدامات، فمقارنة بعدد السكان تعد نسبة الإعدامات الأعلى في إيران، وهناك الآلاف يقبعون في السجون بلا محاكمات بينهم نساء وشيوخ وأطفال.
ويتهم النشطاء العرب في الإقليم السلطات الإيرانية بممارسة حملة إبادة ناعمة انطلقت منذ عام 1925 تزامناً مع القضاء على الحكم المحلي بقيادة الأمير خزعل الكعبي أمير عربستان.
وتعود أصول العرب في الأهواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب، وبني طرف وهي من بطون طي وبني تميم وبني أسد وآل كثير وبني لام وآل خميس وبني كنانة والسوعد والمطور والدواسر، ويتحدثون بلهجات تعد حلقة الوصل بين جنوب العراق واللهجات الخليجية.