تحت عنوان “بئس ما يفعلون..” كتبت افتتاحية صحيفة الجزيرة السعودية تقول: “لم يعد الأمر خافياً على كل مواطن في دول الخليج العربية
من أن هناك عملاً مدبراً وخططاً تُنفَّذ الآن للاستفادة مما يحدث في بعض الدول العربية لإرباك دول الخليج العربية، ونقل عدوى الاضطرابات والاحتجاجات”.
واضافت، ولا يحتاج المتابع إلى خبرة المختص ليعرف أن ما جرى في عدد من دول الخليج العربية من محاولات خلق فتنة واضطرابات من خلال المظاهرات وراءه محرضون وداعمون بل منهم – وبلا خوف ولا حياء – مَنْ يضع الخطط ويقود الاضطرابات.
واشارت “الجزيرة” الى مملكة البحرين نموذج لهذا العمل العدائي الذي كشفته الوثائق التي حصلت عليها الأجهزة المختصة بدول المنطقة، والتي أوضحت أن دوائر من النظام الإيراني تعمل دون كلل وبدعم من المرشد الأعلى للنظام على تأجيج الأوضاع في دول الخليج العربية لتسريع تنفيذ أطماعهم في ضم أو فرض هيمنة النظام الإيراني على المنطقة. ولمخابرات النظام الإيراني وخلاياه النائمة أساليبها وطرقها التي وُضِعت في طهران وقم، والتي تعتمد على إشعال المظاهرات والاضطرابات ودفع أجهزة الأمن في دول الخليج العربية للاصطدام بها من خلال استفزازها وجرها إلى مناوشات هدفها سقوط جرحى بل وحتى قتلى، وتوظيف ذلك كوقود لاستمرار التظاهر والاضطرابات وتصعيدها دائماً من خلال رفع سقف المطالب من أجل إفشال أي حوار أو مبادرات تقوم دول الخليج العربي بها لتحقيق إصلاحات تزيد مما يتمتع به أبناء الخليج العربي من رفاهية مقارنة بما هو موجود في إيران التي تمنع الأقليات العربية والكردية والبلوشية والتركية التي تُشكّل جميعها أغلبية في مواجهة الأقلية الفارسية؛ حيث إن نظام الملالي في طهران يمنع العرب والأكراد والبلوش والاتراك من التحدث بلغاتهم، ويُضيِّق على علمائهم من أهل السنة والجماعة، ويُقدِّم شبابهم للمشانق.. ومع هذا نجد محطة «العالم» الإيرانية الموجَّهة للعالم العربي تنشغل بمظاهرات البحرين، وتفتعل مظاهرات في مدن سعودية.. مظاهرات لا وجود لها إلا في أحلامهم المريضة، وتتجاهل ما يجري في الأحواز وكردستان إيران وبلوشستان بل وحتى في شوارع طهران التي تشهد كل يوم تضييقاً وقمعاً للإصلاحيين.
واختتمت صحيفة “الجزيرة” الى القول: “إيذاء للجيران العرب من دول الخليج العربية، وتضييق وقتل للمسلمين داخل إيران من عرب وبلوش وأكراد، ومع هذا يسمون أنفسهم «الجمهورية الإسلامية»!!.. بئس ما يفعلون.. إنهم قومٌ ضالون”.
من جانبها كتبت صحيفة الوطن السعودية مقال تحت عنوان “البحرين: وحدة المصير” تقول: “يخطىء كثيرا ذلك السياسي القابع على الضفة الشرقية من الخليج العربي لا “الفارسي”، إن كان يعتقد أن دول مجلس التعاون ستقف مكتوفة الأيدي عن تدخلاته السافرة في الشأن البحريني . وحين نقول “الشأن البحريني”، فإن على إيران أن تفهم جيدا، أن هذه الجملة تعني “الشأن الخليجي”، وما أنشئت منظومة مجلس التعاون بمفهومها السياسي والعسكري إلا من أجل وحدة هذا الخليج، والدفاع عنه في وجه كل ما يهدد أمن واستقرار مواطنيه”.
واضافت الصحيفة، لافت ما صرح به وزير خارجية إيران علي صالحي من أن “إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه إرسال قوات سعودية إلى البحرين”، مع أن القوات ليست سعودية بل من جميع دول المجلس! لكنها محاولة اللعب مع الكبار. ومن ثنايا تصريح صالحي نتساءل: هل هذا اعتراف بأن إيران تسرح وتمرح في المشهد البحريني منذ زمن، وحين دقت ساعة الحسم انتفضت سياستها الخارجية من أجل قلب الطاولة، وإظهار العكس؟ يبدو أن الدعم -لا التدخل- الخليجي “المشروع” أثار حفيظة إيران التي طالما ادعت عدم تدخلها في الشأن البحريني. وإلا فلماذا تلوح إيران الآن بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وكأن ذلك التدخل الإيراني في البحرين أمر جديد تماما، أو ردة فعل على تدخل خليجي في “إحدى محافظاتها”؟
وتابعت “الوطن” قائلة، لقد غاب عن السياسي الإيراني البارع في التفاوض من تحت الطاولة مع أعدائه، والمبهر في نشر الفوضى عربيا عبر تاريخ الثورة الخمينية، أن الدعم الخليجي للبحرين يعد إجراء مشروعا، بعد أن طلبت حكومة البحرين الدعم من قبل أشقائها في مجلس التعاون الخليجي الذي تحكمه ثقافة واحدة واتفاقيات سياسية وعسكرية واقتصادية.
إن التصريح الصادر أمس عن بعض أعضاء جمعية “الوفاق” وبعض المعارضين البحرينيين يشكل إثباتاً إضافيا مقلقا عن مدى الاستلاب الإيراني لهويات بعض من يدعون بحرينيتهم بالجنسية، بينما الروح معلقة في طهران؛ وهم يقولون إنهم سيلجؤون إلى طلب التدخل من إيران تجاه خطوة الدعم الخليجية التي وصفوها بـ”الاحتلال”.
وذكرت الصحيفة ان حكومة البحرين قطعت شوطا كبيرا في احتواء الموقف بما يرضي المحتجين، وحين بدأت الأمور تسير في طريق الاستقرار والمفاهمة؛ تفجر الشارع بلا مطالبات حقيقية أو دوافع، ما دفع البحرين إلى طلب الدعم من دول المجلس، فالمسألة أصبحت واضحة من أن هناك من يعبث بأمن البلاد، ويغيظه أن تتفق الحكومة مع شعبها على حوار وطني أو استفتاءات تلزم الحكومة بتقديم الاستحقاقات المترتبة عليها لمواطنيها.
واختتمت صحيفة “الوطن” الى القول: “الرسالة واضحة بحسب بيان المجلس الوزاري الخليجي من أن “دول الخليج ترفض أية محاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها، وأنها ستواجه بحزم وإصرار كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية أو بث الفرقة بين أبناء المجلس”.”