التلفزيون الليبي يعلن السيطرة على الزاوية ورأس لانوف
توعد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، اليوم الخميس 10-3-2011 بعمل عسكري شامل ضد المعارضة ، وقال
إن “ليبيا ملتزمة بتحقيق الديمقراطية والحرية”. وأعلن التلفزيون الليبي انه تم “تطهير” مدينة رأس لانوف من الثوار، مؤكدا ان
القوات الليبية تتقدم حاليا باتجاه بنغازي، اهم مدن شرق ليبيا ومعقل المعارضة. كما أكدت القناة ان القوات الليبة “تقوم الآن بتطهير مدينة البريقة” شرق بنغازي التي سقطت الجمعة الماضي بايدي الثوار. وفي وقت سابق، انسحب الثوار الليبيون الخميس من مدينة رأس
لانوف النفطية التي تتعرض لقصف صاروخي من جهة الشرق، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. إلى ذلك، أفادت مصادر للمعارضة الليبية الخميس أن قوات القذافي بدأت قبل قليل قصفاً جديداً لبلدة رأس لانوف، فيما أكد شاهد عيان أن المعارك في رأس
لانوف تدور على مشارف البلدة السكنية. وذكر شهود عيان أن قوات الزعيم الليبي أرسلت اليوم الخميس دبابتين باتجاه مواقع المعارضة المسلحة قرب رأس لانوف. وأكدوا أن الدبابتين تتحركان باتجاه البلدة وتقصفان مواقع المعارضة المسلحة. فيما ذكرت تقارير أنه تقرر
إخلاء مستشفى المدينة بعد سقوط قذائف بقربه. وفي تطور آخر، أفاد أحد سكان الزاوية (40 كلم غرب طرابلس) الخميس 10-3-2011 أن المدينة باتت تخضع لسيطرة القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بعد أيام من المواجهات العنيفة مع المعارضين. وقال هذا الشاهد إن “المدينة حالياً تحت سيطرة الجيش” الليبي. ومن جانبهم، أكد الثوار أن وسط الزاوية في قبضتهم وأن قوات القذافي تتمركز على أطراف المدينة.
وأضاف الشاهد أن “المعارك توقفت مساء أمس الأربعاء، واليوم الوضع هادىء. واستفدت من ذلك لكي أغادر المدينة مع عائلتي، وأنا أتوجه حاليا نحو جدايم” المدينة الصغيرة الواقعة على بعد 3 كلم غرب الزاوية على الطريق المؤدية إلى طرابلس.
وتابع “الهواتف مقطوعة في الزاوية، وليس هناك أي وسيلة اتصال، وفضلنا مغادرة المدينة”.
وكانت الزاوية معقل المعارضين الأقرب إلى العاصمة. ووقعت فيها معارك عنيفة جدا وعمليات قصف في الأيام الأخيرة، لكن لم تصدر أي حصيلة عن الضحايا.
وأكدت شهادة أخرى حصلت عليها وكالة فرانس برس في رأس جدير، على الجانب التونسي من الحدود مع ليبيا، أن القوات الموالية للنظام تسيطر على هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة.
وقد وصل عثمان الراضي، وهو سوداني في الثانية والاربعين من عمره ويمتهن الحدادة في الزاوية منذ 1993 إلى تونس ليل الأربعاء الخميس مع مجموعة من مواطنيه.
وقال “بقيت مختبئا في منزلي 15 يوما. وقالت لي القنصلية أمس إن علي أن اغادر. ذهبت إلى طرابلس في الصباح، ثم نقلنا بحافلات إلى الحدود”.
وأضاف “اجتزنا وسط مدينة الزاوية مساء أمس في حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة
(18-19,00 ت غ). كان هناك عدد كبير من الجنود الليبيين، وكثير من الآليات المدرعة وسيارات الشرطة. وكان الجنود يطلقون النار في الهواء تعبيرا عن انتصارهم”.
وكان متحدث باسم السلطات الليبية أعلن مساء الأربعاء أن الجيش قد استعاد السيطرة على المدينة، لكن “بؤر أعمال عنف” ما زالت مستمرة.
وبثّ التلفزيون الليبي الرسمي من جانبه مساء الاربعاء صور تظاهرة “ضخمة” مؤيدة للنظام في الزاوية بعد هزيمة المتمردين.
وإلى ذلك، أعلن معارضون ليبيون أن طائرتين حربيتين تابعتين للقوات الموالية للزعيم القذافي قصفتا بلدة البريقة اليوم الخميس.
ولم تكن البريقة هدفا للقصف لعدة أيام. وهي تقع على بعد نحو 90 كيلومترا شرقي راس لانوف التي تعرضت للقصف أيضا اليوم الخميس وتقع على بعد بضعة كيلومترات عن خط المواجهة.
وقال محمد عثمان، الذي يقاتل في صفوف المعارضة المسلحة، في اتصال هاتفي، إن البريقة تعرضت لضربة جوية بواسطة طائرتين.
كما تحدثت أنباء عن انفجارات على بعد بضعة كيلومترات عن منشآت نفطية، كما أعلن عن معارك تقع على تخوم منطقة بن جواد.
وقالت المعارضة المسلحة إنها متمركزة على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطي، الذي تعرض لضربة مباشرة خلال القتال أمس، مما أدى إلى تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب.
وأفاد مراسل “العربية” في طرابلس أن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا غادر إلى إثيوبيا لحضور الاجتماع الخاص بالاتحاد الإفريقي، بينما غادر وزير التعاون الدولي محمد سيالة إلى أوروبا في مهمة رسمية.