بين هيلاري والمرشد الإيراني!‏

taregh-hamayedتقول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إيران تسعى للتأثير في الثورات العربية، ومنها مصر، من خلال استغلال حزب الله الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع حماس المحسوبة على «الإخوان المسلمين». وتقول إن إيران على اتصال مستمر مع المعارضة في البحرين.

وبعد هذه التصريحات بيوم قال المرشد الأعلى الإيراني، أمام حشد من الكوادر الأمنية ببلاده، إن ما يحدث في العالم العربي من ثورات هو صحوة إسلامية مستلهمة من الثورة الإيرانية. فما الذي يحدث حولنا؟ هل إيران تحرك ثورات منطقتنا؟ أم أن طهران تحاول استغلال الأوضاع العربية؟

الحقيقة، وكما قلنا سابقا، إنه من الصعب وضع مسطرة واحدة لكل ما يحدث بمنطقتنا، ومن الصعب مقارنة مشكلات منطقتنا بعضها ببعض، وإن كانت هناك سمات مشتركة بين بعض الدول العربية، مثل ارتفاع نسبة الشباب، أو أن حاجة الإصلاح في العالم العربي ملحة، لكنها لا تتشابه بأي حال من الأحوال، فالوضع في دول الخليج لا يمكن مقارنته بباقي المنطقة العربية، مثلا، كما أن تركيبة دولنا الداخلية متفاوتة، ولكل منها ظروفها المختلفة.

وهنا قد يقول قائل: هل هذا يعني أن إيران هي التي تحرك ثورات منطقتنا؟ الإجابة هي: لا، ومن الظلم قول ذلك، لكن إيران لا تتوانى عن التدخل والتحريض استغلالا للمشاعر السائدة اليوم، هذا من ناحية، والأمر الآخر أن تسطيح المطالب، ومحاولة التقليد الرعناء في بعض دول المنطقة، هما اللذان يربكان المشهد ويمكنان إيران من استغلال الأوضاع الحاصلة اليوم. فالحريق كبير جدا، والبعض يعتقدون أن كل ما عليهم فعله لإصلاح مشكلاتهم هو إسقاط النظام، وهذا تسطيح كبير، فكيف سيتعامل اليمنيون مع اقتصاد متهالك، ووضع قبلي متشابك، في حال غادر الرئيس السلطة فجأة؟ فالانتخابات المبكرة هنا تعتبر حلا مثاليا، أو الانتظار لانتهاء فترة الرئيس، وليس كما حدث في مصر، لأن اليمن بكل تأكيد مختلف. والمثال الآخر لدينا هو البحرين، فهل يعقل أن المتظاهرين لم يعلنوا عن مطالبهم إلا قبل أمس؟

هذه هي الإشكالية، وهذه هي الثغرات التي يتسلل من خلالها الإيرانيون إلى منطقتنا، ولعدة أسباب، أولها أن طهران تريد الهروب إلى الأمام من مأزقها الداخلي، ويخطئ، بل ويعبر عن جهل، من يقول إن أزمة الإيرانيين مع نظامهم هي في شخص نجاد، بل هي أزمة نظام كامل، والأمر الآخر أن هدف الثورة الخمينية هو تصدير الثورة لمنطقتنا، وتحديدا دول الخليج، وعلى رأسها السعودية. ولذا، فإن محاولة تقليد الثورة المصرية في جميع دولنا تعد أمرا عبثيا، فعللنا ليست متشابهة، وأنظمتنا ليست متشابهة أيضا، فمن يشبه القذافي بيننا، مثلا؟

كلنا مع الحريات، والرخاء، ومحاربة الفساد، لكن لا يمكن أن نؤيد إحراق البيت بمن فيه من أجل شعارات براقة. الفرق بيننا وبين إيران أننا نريد الإصلاح، وإيران تريد التحريض، والاختراق، فهل يعلم البعض، مثلا، أنه لا يوجد مصلى جمعة للسنة في إيران

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …