في حالة الحرب المستمرة للاحتلال الايراني على الاحوازيين منذ بدايته في 1925 الى يومنا هذا, هناك اجرائات يقوم بها هذا الاحتلال بامكانها ان تدرج على راس قوائم الجرائم الدولية ضد الانسانية, مثل جرائم التطهير العرقي و الابادة الجماعية و تهجير السكان الاصليين لتغيير العدد السكاني و تدمير البيئة بواسطة سرقة المياه و نقلها من مجراها الاصلي و الطبيعي الى اماكن فارسية بعيدة كثيرا عن مناطقها التي خلقها الله فيها و القضاء على الطبيعة و الموارد الزراعية بواسطة اجراء مشاريع فاشلة جديدة و تدمير الموجود مسبقا مثل النخيل و المحاصيل الاخرى .
كل هذه الجرائم كانت و مازالت تحدث و لم يعرف العالم الكثير عنها كما لم يعلم عنها غالبية الاحوازيين ايضا و تقوم بها دولة الاحتلال الايراني بشكل سري جدا و تمولها باموال طائلة من مردود النفط الاحوازي خارج عن الحسابات التقليدية للحكومة لكي لا يكشفها المتابع لحسابات المصروفات الحكومية للمشاريع بل تنكشف من خلال ما يتسرب من معلومات قليلة من هنا او هناك و بعضها يحدث بالصدفة بعد ان يطفح كيل السياسة التعسفية لدولة الاحتلال الفارسي للاحواز و يفيض.
اخيرا هذه الدولة الشوفينية المحتلة علاوة على ما تقوم به ضد ابناء الاحواز بشكل مباشر الذي يتضمن التهجير القسري و مصادرة الاراضي و الاعتقالات العشوائية و الاعدامات بالجملة و شيوع الادمان الممنهج و افشاء البطالة, كثفت عملها باستهداف الاحوازيين من خلال تسريع مشاريع غاية في الخطورة و هما:
1- وسعت مشاريع سرقة مياه الانهر الاحوازية من منابعها و نقلها من مجراها الاصلي و الطبيعي الى اماكن فارسية.
2- كثفت مشروع عسكرة الاحواز و اعتبرت بشكل رسمي الاحواز “المنطقة الامنية”.
حول خطورة النتائج التي تسببها سرقة المياه على المدى القصير بالامكان القول ان ما يستهدفه المحتل هو في الواقع القضاء بشكل نهائي على موارد الدخل الاحوازي الحاصل من الزراعة الموسمية و الفصلية و كذلك القضاء على النخيل و بقية المحاصيل الناتجة من الزراعة و اخراج اخر فرصة من يد الاحوازيين في التمسك بارضهم و البقاء فيها و التي تمكنهم من خلق فرص العمل البديلة ضد سياسات المحتل لجلب المستوطنين الغير عرب للاحواز و اعطائهم معظم فرص العمل المتاحة في المراكز الحكومية و المصانع و ايضا التجارة. اما على المدى الطويل بما اننا نعرف دور الانهر تاريخيا في جمع البشر حولها و انبثاق الحضارات بجوارها و استمرار الحياة البشرية دائما و ابدا على ضفافها او بالقرب منها و ايضا دور المياه في الحروب بين الامم سابقا و مستقبلا حسب التحذيرات التي خرجت من الكثير من المؤسسات التي تتحقق في شان المياه و اهميتها و دورها ايضا في العلاقات الدولية توضح و بشكل جلي خطورة مشروع سرقة مياه الاحواز و الاهداف الحقيقية التي تقصدها دولة ايران الفاشية ضد الاحواز العربية و اهلها و ضد الجوار العربي. هذا يعني انها تستهدف الوجود العربي في الاحواز و قلعه جذريا و القضاء على كل ما يدل بان الاحواز عربية كذلك قطع اواصر العلاقة بين الاحوازيين و جوارهم العربي بموجب تهجيرهم عن الاحواز و ابعادهم عن اخوتهم العرب و حرمانهم من محاسن الجورة العربية التي كانت حتى الان احدى الاسباب الكفيلة في الحفاظ على اللغة و الثقافة العربية لدى عرب الاحواز. علاوة على هذا فان سرقة المياه ايضا تقضي على الموارد الطبيعية الاخرى مثل الاسماك التي تعيش في الانهر و الطيور التي تنزل في المستنقعات و الاهوار الاحوازية. ان مشاريع سرقة مياه الانهر الاحوازية سبب حتى الان كوارث بيئية كبيرة غير قابلة للتعويض و كذلك مستمرة في القضاء بشكل نهائي على هذه المناطق و اهمها منطقة هور الفلاحية و هور الحويزة اللتين كانتا مزدهرتين بفضل المياه التي تصب فيهما من الانهر الاحوازية لكن اليوم جفت الكثير منها و الباقي مهدد بالجفاف بشكل نهائي.
هذا بحد ذاته حصار خانق قامت به دولة الاحتلال الايراني ضد وجود الاحوازيين و اقدمت على تنفيذه منذ السنوات الاولى للاحتلال حيث قام رضا خان المقبور باول مشروع لسرقة مياه الاحواز بحفر اول نفق لهذا الغرض و سمي بنفق “كوهرنك1” و في عام 1941 تم البدء بنقل 300 ميليون متر مكعب سنويا من خلال هذا النفق و استمرت هذه النسبة حتى اضيفت اكثر في مشاريع كوهرنك2 و3 و …. فيما بعد.
اما عن خطورة الموضوع الذي اعلنوه في الايام القليلة الماضية حول جعل الاحواز منطقة امنية و اجلاء المهاجرين الاجانب حسب تعبير دولة الاحتلال من الافغان و العراقيين منها و نقلهم الى خارج الاحواز او ارجاعهم الى اوطانهم يمكنني القول ان هذا يدل على الاعتراف الضمني لايران على ان الاحواز غير مستقرة و الاسباب التي يدلي بها المسئولين الامنيين هناك غير الاسباب الحقيقية حيث نحن نعلم ان ما يحدث في الاحواز من جرائم مدنية لا تختلف عن باقي المدن حتى الايرانية منها بل في بعضها للاحواز النسبة الاقل, اذا لماذا لا يعتبرون تلك المناطق ايضا مناطق امنية؟ او لماذا هذا الاعلان يتم الان و بهذا التوقيت بالذات؟
طبعا ضروري الاشارة على ان القليان الجماهيري في منطقة الشرق الاوسط و خاصة المغرب العربي و ايضا منطقة الخليج العربي و الحراك الجماهيري الذي يزحف لاخذ الحقوق و خلق التغيير و العلاقة الموضوعية بين هذا القليان و الحراك الاحوازي ضد الواقع المرير الذي جاء به الاحتلال الذي نلمسه بشكل اوسع هذه الايام فانه ليس ببعيد عن اعين المراقبة لمؤسسات الامن الشوفينية في ايران, لانهم يعرفون مدى تاثير الاحداث في اي مكان من وطننا العربي الكبير على الساحة الاحوازية و بالاضافة الى الوضع المتردى في علاقات ايران مع المجتمع الدولي و عزلتها و تدهور وضعها الاقتصادي بعد الحصار الذي انتجته العقلية المريضة لحكام ايران التي تصر على معاندة العالم و الاستمرار في مشاريع صنع القنبلة النووية خلق حالة ذعر لدى المؤسسة الامنية للاحتلال, لذلك و لكي يخلقون جو رعب و ترهيب ضد الاحوازيين و في نفس الوقت يبعدون اي مراقب عن ما سوف يرتكبونه من مجازر ضد الاحوازيين اذا ما قام الاحوازيين بانتفاضة اخرى كالتي حدثت في نيسان 2005 و ايضا لسد الابواب مسبقا على اي وكالة انباء او جهة اخرى تحاول التحري على ما ننقله من حقائق حول الجرائم التي يرتكبها نظام الملالي ضد ابناء الاحواز العزل فان هذا النظام اعلن من الان و بحركة استباقية عن الاحواز بانها “منطقة امنية”
لكنه غافل عن ان هذه الفعلة الوحشية و الدنيئة سوف لن تتمكن من الارادة الصلبة لابناء الاحواز في الاستمرار بمطالبتهم لحقوقهم الشرعية التي تتمثل بالحقوق التاريخية و القومية و على راسها حق تقرير المصير و استرجاع الاحواز المغتصبة و هذه الاعمال سوف تتلاشى في صدامها مع الارادة الجماهيرية لابناء الاحواز و سينتصر الاحوازيين لان الاحداث المتشابهة في التاريخ حتى القريب منه كفلت النصر لنا.
لذلك و لكي لا ينجر الوضع في الاحواز الى مجازر سوف لن يتوانى العدو الشوفيني من ارتكابها ضد الاحوازيين و لكي نذكر العالم اجمع بما قيل حول فرض المشاريع العسكرية و وضع الناس العزل في مناطق محذورة و امنية لعزلهم من العالم. نذكر بالذي قاله كوفي عنان في 2006 للاحتلال الاسرائيلي عندما حاول هذا الاحتلال الغاصب ان يحتل جنوب لبنان و يجعلها” منطقة امنية” بان “هذا لن يغير الوضع الامني بل سيذكي المقاومة” و في هذا اشارة لحق الاحوازيين في الدفاع عن النفس و استخدام كل انواع المقاومة و منها المقاومة المسلحة.
و السلام عليكم
علي قاطع الاحوازي