القذافي لديه من القوات ما يكفي لمواصلة القتال ويستعين بستة آلاف من المرتزقة الأفارقة نصفهم في طرابلس

عمل طيلة عقود على إقناعهم بأن مصيرهم مرتبط بمصيره
لندن – رويترز: ربما يكون الزعيم الليبي معمر القذافي قد فقد السيطرة على جزء كبير من بلاده والجيش, لكن مجموعة من الجنود Gadafi
الاشداء سيظلون موالين له على الارجح فيما يحاول الاحتفاظ بالسيطرة على غرب ليبيا والشريط الساحلي والعاصمة طرابلس.
وفقد القذافي فيما يبدو السيطرة على معظم الشرق الغني بالنفط حول بنغازي, مما ترك المنطقة في أيدي ميليشيات شعبية ومجموعات قبلية.
وحتى الآن, يبدو معارضو القذافي متباينين وغير منظمين وليست لهم قيادة مركزية فضلاً عن أن احتمالات أن يشنوا هجمات بأنفسهم ضئيلة, الأمر الذي قد يترك زمام المبادرة في يد القذافي.
ويقول محللون ان الزعيم الليبي عمل دوما على أن يبقى الجيش ضعيفاً وغير منظم ووضع السلطة الحقيقية في أيدي وحدات تدين له بالولاء الشديد ترتبط عادة بقبيلته.
وقالت رئيسة برنامج شمال افريقيا بكلية لندن للاقتصاد عالية ابراهيمي “كان من المتعمد أن يظل الجيش في وضع ضعيف, لكنني أعتقد أن من الواضح أن هناك عدة آلاف من الجنود وربما أكثر سيظلون موالين للقذافي, ومن المنطقي افتراض أن تكون أي معدات عسكرية حقيقية في أيديهم”.
واعتبر خبير الشؤون الليبية مدير مؤسسة كروس بوردر انفورميشن للاستشارات جون ماركس ان القذافي أذكى الارتباك والانقسامات في أي كيان بوسعه أن يمثل تهديداً, كما “استخدم سياسة فرق تسد مع القبائل والجماعات السياسية والمناطق وعلاوة على كل شيء مع الأمن”.
وربما يعتمد القذافي أيضاً على مقاتلين أجانب جلبوا من مناطق أخرى بأفريقيا.
وفي هذا الاطار, قدر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ومقره باريس مستشهدا بتقارير من جماعات ليبية في المنفى أن هناك ما يصل الى ستة آلاف من المرتزقة, ثلاثة آلاف منهم في طرابلس اما البقية فموجودون بأنحاء البلاد. ويشير اخرون الى أن هذه الارقام ربما يكون مبالغا فيها جداً.
ولا توجد معلومات تذكر عن المعدات والاسلحة التي يملكها القذافي التي تضررت من جراء العقوبات التي فرضت على البلاد لسنوات.
وقال محلل شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة “اي.اتش.اس” جينز للاستشارات ديفيد هارتويل ان الاسلحة “معظمها معدات من الخمسينات والستينات والسبعينات. بعض الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدفعية. أشياء أساسية لكن المؤكد أنها فتاكة”.
وربما تملك المعارضة أيضاً بعض الدبابات والاسلحة الثقيلة التي حصلت عليها من الوحدات التي انشقت لكنها لا تملك الكثير من قطع الغيار والذخيرة وليست لديها معرفة كبيرة بكيفية استخدامها, كما ليس لديها كيان للقيادة والسيطرة في الوقت الحالي.
وقد يتغير هذا الوضع اذا كون قادة الجيش المنشقون وشيوخ القبائل تحالفات جديدة. ويقول بعض الخبراء انه يعتقد ان اللواء ابو بكر يونس جابر قائد الجيش وزميل الزعيم الليبي في انقلاب العام 1969 الذي أتى بالقذافي الى السلطة انضم للمحتجين.
ويقدر خبير الشؤون السياسية الليبية منصور الكخيا أن بوسع القذافي استدعاء ما بين عشرة آلاف و12 ألف جندي ليبي موزعين بين اللواء 32 بقيادة ابنه خميس والحرس الرئاسي الذي يقوده ابنه الاخر معتصم.
وهناك أيضاً أفراد مسلحون من اللجان الثورية التابعة له وهي كيانات سياسية تضطلع بالامن الداخلي, ويرجح أن تظل موالية له ولو من باب الحفاظ على نفسها.
وقال الكخيا “منذ السبعينات زرع فيهم فكرة أن مصيرهم مرتبط بمصيره, وعلى مدى الاعوام الاربعين الماضية كلف هذه القوات بارتكاب الكثير من الاعمال الوحشية التي قام بها النظام متعمدا وذلك لتوريطهم. عمل على ضمان أن يفهموا أنهم سيعيشون معه ويموتون معه”.
ولا تزال التفاصيل الواردة من ليبيا قليلة لكن خطوط المعركة بدأت تظهر ببطء مما تبدو كحرب أهلية ليبية بشكل متزايد.
ويسيطر القذافي الى حد كبير على طرابلس بعد أن سحق الاحتجاجات هناك في حين أن معارضيه أحكموا سيطرتهم على بنغازي ثاني اكبر مدينة ليبية على الرغم من انهم غير منظمين.
والوضع على امتداد الشريط الساحلي بين المدينتين أكثر إثارة للحيرة. وتوجد بلدة سرت مسقط رأس القذافي في المنتصف وهي تحت سيطرة الحكومة فيما يبدو.
وفي مصراتة التي قال معارضون للقذافي انهم استولوا عليها الاربعاء الماضي, قال سكان ان القوات الموالية للقذافي والمرتزقة الاجانب شنوا عليها هجوما مضاداً أول من أمس لكن تم احتواؤه. وفي بلدات ساحلية أخرى انتشرت قوات الجيش فيما يبدو لسحق المحتجين.
ويحاول القذافي فيما يبدو تعزيز سيطرته على غرب ليبيا لكن محللين حذروا من أنه ليس في مأمن بشكل كامل في طرابلس اذ لاتزال الاحتجاجات الشعبية واردة.
وقال محللون انه لا يستطيع ضرب أهداف المعارضة بأنحاء بنغازي والتي يحتمل أن تشمل منشآت نفطية قيمة إلا بالاستعانة بالقوات الجوية, وربما يكون هذا قد ازداد صعوبة بعد وصول فرقاطة بريطانية لاجلاء الرعايا الاجانب.
وعلى الورق تضم القوات الجوية عشرات الطائرات ومعظمها روسية الصنع فضلاً عن نحو 25 طائرة فرنسية الصنع طراز ميراج. لكن من المعتقد أن الكثير منها خارج الخدمة وقد أحجم طيارون ليبيون عن ضرب مناطق يسيطر عليها المعارضون.
النبأ السار هو أن من المعتقد أن ليبيا تخلت عن أسلحتها الكيماوية وتخلصت من كل مخزوناتها منها في اطار تقاربها مع الغرب. ويجب أن يعلم القذافي أنه اذا استخدم اي أسلحة من هذا النوع ضد أهداف مدنية فانه سيثير رد فعل هائل في الخارج.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …