إسلام أون لاين – وكالات
دعت المعارضة الإيرانية لتسيير مظاهرات حاشدة في 14 من فبراير المقبل في جميع أنحاء البلاد، تحت شعار تأييد التحركات الشعبية في تونس ومصر. وجاءت الدعوة عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالمرشح الرئاسي الإصلاحي السابق، مير حسين موسوي، ومنافسه مهدي كروبي الذي تحالف معه لاحقا .
وتقدم القياديين بطلب رسمي لترخيص المظاهرة، في أول تحرك تقوم به المعارضة الإيرانية، بعد أن تعرض مؤيديها للقمع من قبل السلطات الإيرانية، إثر الاحتجاجات التي نظمت من قبلها على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في يونيو من العام 2009.
وقد جاء في طلب المعارضة فيه بأن الهدف من المظاهرة:”إعلان الدعم للتحركات الشعبية في المنطقة، وخاصة للحركات التي تبحث عن حرية الشعبين المصري والتونسي بمواجهة الدكتاتورية حسب ما نقلته “سي إن إن” يوم الاثنين 7-2-2011
ولم يصدر رد فوري من الحكومة، لكن لا يرجح فيما يبدو منح تصريح لتجمع حاشد، ربما يعيد إحياء اكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
وتأتي دعوات موسوي وكروبي كخطوة قد تحرج الحكومة الإيرانية التي سبق أن أيدت تحركات مصر وتونس، حيث اعتبر المرشد الروحي للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي في خطبة الجمعة 4 فبراير 2011 في طهران أن الأحداث الحالية في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي، مؤكداً على انه إذا استطاع الشعب المصري أن يمضي قُدما فستواجه السياسات الأميركية في المنطقة المشاكل.
وتوجه الخامنئي للشعب المصري قائلا أن:”العدو يسوق إليك قواه الأمنية فلا تهابوهم وانتم أقوى من هؤلاء المأجورين وتستطيعون بالاتكال على الله والاعتماد على الشعب الغيور أن تتغلبوا على الفوضى والإرهاب”، معتبراً أن تحركاتهم تعبر عن “صحوة إسلامية” تشبه الثورة الإيرانية.
وكانت المعارضة الإيرانية قد نفذت مظاهرات واسعة في مختلف مدن البلاد، بعد الانتخابات التي أعادت نجاد إلى السلطة لولاية جديدة عام 2009، متهمة النظام بتزويرها
ورفع المحتجون آنذاك شعارات تشبه بشكل كبير شعارات المعارضة في تونس ومصر، ولكن السلطات الإيرانية قمعت التحركات بعنف، وأدت المواجهات لسقوط القتلى والجرحى.
وفي خطاب موجه إلى وزير الداخلية وقعه زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي ونشر في موقعيهما على الانترنت جاء فيه:”نطلب تصريحا لدعوة الناس إلى تجمع حاشد لإعلان تضامننا مع الحركة الشعبية في المنطقة، خاصة انتفاضة شعبي تونس ومصر الساعية إلى الحرية ضد حكومتي الطغيان”.
وعلى صعيد رد فعل الشارع المصري حول تصريحات خامنئي، قال عدد من المعتصمين إنهم “يسعون لشرق أوسط ديمقراطي، وليس إسلاميا”، وإنهم سيعملون على تصدير الثورة المصرية إلى إيران.
كما ردد الشباب في ميدان التحرير هتافات ضد إيران بسبب ما قالوا إنه تدخلا إيرانيا في الشؤون الداخلية المصرية، وقال أحد المتظاهرين إن “هناك من يحاول استغلال ما يجري في مصر لتحقيق مكاسب خاصة، لكن المصريين جميعا لن يسمحوا بذلك”.
وتابع بقوله إن “مصر لا يمكن أن تكون إيران أخرى، ولن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما في إيران”، مؤكدا أن “شباب مصر هم من سيقوم بتصدير ثورتهم إلى إيران لتجاوز النظام الديكتاتوري الذي يحكمها”.
وفي ظل الدعم الإيراني الواضح للثورة المصرية، يساور الرياض القلق من قيام نظام في القاهرة “متساهل” مع إيران، بحسب ما يقول المراقبون. وفي هذا السياق، ذكر موقع “ميدل إيست أون لاين” يوم الثلاثاء 8-2-2011 نقلاً عن دبلوماسيون ومحللون إن “السعودية يساورها القلق من أن تفقد حلفاءها في مواجهة إيران خصمها الإقليمي أكثر من قلقها من احتمال امتداد الاضطرابات التي تشهدها تونس ومصر إلى المملكة”.
ويرى هؤلاء أن :”السعودية تستطيع أن تنفق الكثير من الأموال لتخفيف أي توتر اجتماعي ناتج عن البطالة التي تصل نسبتها في المملكة إلى 10% وللحيلولة دون وقوع أي اضطرابات”. لكن بعضهم يعتقد أن الحكام السعوديين سيصيبهم الانزعاج، إذا تخلت الولايات المتحدة عن الرئيس حسني مبارك الذي ظل حليفا لواشنطن منذ تولي السلطة قبل 30 عاما، حيث قال سايمون هندرسون المراقب للشؤون السعودية في واشنطن: “السعوديون.. يشعرون بأن الولايات المتحدة أخطأت عندما بدا أنها تخلت عن مبارك على نحو أسهل مما ينبغي”.
ويضيف المحللون بأن السعوديون يروون أن التوازن ربما يزيد اختلالا، إذا أدى خروج مبارك الوشيك من السلطة إلى فترة طويلة من عدم اليقين في مصر، التي تتمتع بمنزلة كبيرة في العالم العربي وخصم إيران القوي.
وقال المحلل السياسي السعودي طراد العامري “سيحدث فراغ. كانت مصر عنصرا بالغ الأهمية في استقرار الشرق الأوسط. ستضطر السعودية الى تحمل العبء إذا حدث فراغ أو عدم استقرار في الجانب السياسي”، وأضاف متسائلا: “ما هو اتجاه النظام الجديد والحكومة الجديدة (في مصر) وبأي سرعة ستستطيع أن تمارس عملها”.
وينقل موقع “ميدل إيست أون لاين” عن دبلوماسيون قالوا أن الرياض تخشى أيضا أن يؤدي أي فراغ دبلوماسي، ناتج عن انشغال مصر إلى إفساح المجال لدول أخرى في الشرق الأوسط تسعيان إلى دور إقليمي أكبر وتربطهما علاقات طيبة بإيران.
وقال دبلوماسي يعمل في الخليج “ربما يتضاءل النفوذ السعودي، بينما تضطلع دول أخرى مثل قطر وتركيا اللتين لا تريدان أن تفرض عزلة على إيران بدور أكبر”.
ويقول المحللون إن السعودية ستواجه صعوبة كبيرة في العثور على حلفاء عرب يحلون محل مصر في محور محافظ يتخذ جانب الحذر من إيران. وترتبط سوريا والعراق بالفعل بعلاقات قوية مع طهران.
وربما يجعل ذلك الرياض أكثر حرصا على تحقيق الاستقرار في المملكة الأردنية التي تشهد أيضا احتجاجات في الشوارع. وقال المحلل الأمريكي باراك بارفي “ربما تضخ السعودية المزيد من الأموال في الأردن”.
من جهته، يقول هلال خشان أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت لـ”ميدل إيست أون لاين”:”من الواضح أن الولايات المتحدة تتخلى عن مبارك. لقد انتهت صلاحية نظامه”. وأضاف أن ذلك بعث موجات من الصدمة إلى السعودية حليف واشنطن الاستراتيجي منذ عام 1945.
ويبدو أن القلق الذي يساور الدول الشرق أوسطية من النفوذ الإيراني في محله، إذ نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، يوم الاثنين 8 فبراير 2011 عن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد جعفري، قوله إن إيران بدأت “إنتاج صواريخ باليستية ذكية لا يمكن رصدها بأعداد كبيرة”، لتدمير “أهداف بحرية”.
وأضاف جعفري في مؤتمر صحفي أن “سرعة هذه الصواريخ تفوق سرعة الصوت بثلاث مرات، ولا يمكن رصدها ولا يمكن للعدو تدميرها”. لكنه لم يعط إيضاحات عن اسم هذه الصواريخ او ميزاتها. وتابع جعفري “بما أن التهديدات المحتملة من قبل الخصوم باليستية وجوية وبحرية أساسا، فإن للحرس الثوري إمكانات متطورة لمواجهة العدو”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن جعفري قوله “بدأنا انتاج كميات كبيرة من الصواريخ الباليستية التي نشرنا عنها معلومات قبل عامين لكنها أكثر دقة وتطوراً” من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل”.
واليوم تملك إيران مجموعة مهمة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى بعضها قادر مبدئياً على إصابة اسرائيل أو القواعد الأميركية في الخليج أو في الشرق الأوسط. ومعظم هذه الصواريخ التي لا يعرف عددها الإجمالي بدقة، مشتقة من صواريخ روسية او صينية او كورية شمالية