ان الكتب التأريخية والمخطوطات العربية المعتبرة مثل كتاب التأريخ “ياقوت الحموي” الذي ذكر اكثر من 80 مرة اسم الاهواز وكذلك معظم الكتب التأريخية الاسلامية ومنها الشيعية تؤكد بشكل صريح على عروبة الاقليم .
ارسل النظام الايرؤاني مؤخرا آية الله نوري همداني المقرب لخامنئي للدعاية وترويج التأريخ الاسلامي الى اقليم الاهواز، وذلك من اجل جذب المؤيدين للنظام من خلال اقامة الندوات والقاء الخطابات التي تتناول التأريخ الاسلامي.
و الطريف في الامر فأن احدى الوثائق التأريخية الاسلامية التي تطرق اليها آية الله نوري همداني هي رسالة عبدالله النجاشي العربي “والي اقليم الاهواز” التي وجهها في تلك الفترة الى الامام الصادق. وبما ان الحديث عن عروبة الاقليم و سكانه الاصليين بات من البديهيات لدى شعبنا العربي ولكن المثير في الخبر ان يأتي الامر هذه المرة بأعتراف ولو بشكل ضمني عن لسان اية الله نوري همداني مدرس الحوزة العلمية والباحث والمحقق في التأريخ الاسلامي عن عروبة الارض والانسان في الاهواز .
ويذكر ان عبدالله النجاشي بعد ما نصب واليا على اقليم الاهواز بعث برسالة والتي عرفت ( بالرسالة الاهوازية ) الى الامام الصادق طالبا منه اعطاء التوجيهات اللازمة لادارة الحكم والمجتمع و فاجابه الامام بما طلب.
ونقلا عن وكالة فارس للأنباء فان الشيخ نوري همداني اشار الى رسالة عبدالله النجاشي بالقول : ان والي الاهواز قبل 1250 عاما بعث برسالة يدعو بها الامام جعفر الصادق لزيارة الاهواز ليتعرف على المدارس والامور الجارية هناك، وان يصدرالتعليمات اللازمة للمسؤولين فى الاهواز.
وتضف همداني ان رسالة عبدالله النجاشي والي الاهواز الى الامام الصادق ( ع ) يجب ان تعلق في الدوائر الحكومية في خوزستان ( الاهواز ).
وجاء في تقرير الوكالة ان همداني وهو احد المراجع التقليد الشيعة في ايران اشار امام الهيئة الادارية للمحافظة ” ان رسالة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر واقترح على محافظ الاقليم ان تترجم الرسالة وتضع في جميع دوائر المحافظة لارشاد المسؤولين. “
كما طلب همداني من محافظ الاقليم ترجمة الرسالة ” حتى يدرك المسؤولون على حد قوله معنى الامانة والصدق (يشير هذا الى ان الفساد المستشرى في ايران بات ينخر جسم النظام و يعيق اعماله ) وهذا يثبت مرة اخرى ان اطلاق تسمية خوزستان على اقليم عربستان او الاهواز بانها مزورة وجائت بعد المؤآمرة التي حاكها رضا خان عام 1925.
ومع سيطرة حقبة الاستبداد والظلامية للحكومات البهلوية اعاقة عملية التعريف بتاريخ عربستان اوالاهواز. كما ساعد في ذلك الدول الاستعمارية والمؤرخون الغربيون الذين ارادوا ان تستقيم حكومة قوية متمركزة في طهران لتكون سدا منيعا بوجه توسع ونفوذ الدولة البلشفية الشيوعية بأتجاه ايران ولهذا دونوا تأريخا مزورا استعانت به الحكومات الايرانية المتعاقبة البهلوية والجمهورية الاسلامية لبسط تسلطها على اقليمنا وباقي اقاليم الشعوب الايرانية.
كثيرا ما يستند الفرس في تأريخهم الملئ بالتزوير على شاعرهم فردوسي بأنه ذكر تسمية خوز او خوزستان في كتابه في حين ان منظومة فردوسي الشعرية عارية عن الحقايق التأريخية ولايمكن الاسناد والتعويل عليها فى كتابة التأريخ، ونقل المؤرخون المستقلون ان ايران في زمن رضا خان كانت عبارة عن قرية كبيرة تحكم تحت وطأة نظامه العسكري الفاقد للمؤسسات المدنية والقانونية.
وكان 80% من المجتمع يعاني من الامية وفقدان الصحة حيث كان امراض رمد العيون منتشرة بشكل واسع، والنخب الفارسية القومية المتأثرة بالغرب التي تقف الى جانبه نظمت الكثير من الاشعار ونسبتها الى الشاعر فردوسى ودستها فى كتابه المعروف بالشاهنامة، وذلك لتعزيزالايديلوجية التي ارست قواعد بناء دولة الامة الواحدة ذات الثقافة الواحدة، لذا حولت جميع الثقافات واللغات وتأريخ الشعوب الايرانية الاخرى تحت سيطرتها والتخلص منها، وبهذا غيرت تسمية الاهواز (عربستان) وتاريخه المعروف.
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي