اضطراب ولي الفرس

jamal_obidi_copy

عكست المؤسسات الاعلامية المرئية و المسموعة و المقروءة للجمهورية الإسلامية في إيران الحالية أن الثورة و التغيير الذي مستمر في الشارع العربي يهدف الى إيجاد نظام إسلامي على نمط وغرار الجمهورية الإسلامية التي جاءت بها الشعوب في ما تسمى إيران الحالية عام 79 ميلادي .

و الغريب في الأمر و المثير أيضا ً، أن يصف خامنه اي المرشد الشيعي في الجمهورية الإسلامية الشكلية في إيران الحالية إن كل التغيرات السياسية المتتالية في الوطن العربي امتدادا ً طبيعيا ً لثورة الشعوب التي قامت 1979 ميلادي، و التي سميت بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحولت اليوم الى نظام فاشي عنصري ديكتاتوري و على رأسه ولاية الفقيه المطلقة. و في الواقع كل التصريحات التي ظهرت في الإعلام الإيراني تعكس الخوف لدى الساسة الإيرانيين من صحوة الشباب العربي التي اشغلت العالم بأسره مما لا شك فيه تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع الإيراني الحالي الذي يفتقد الى أبسط الحقوق في العيش الكريم .

هذا الإرباك الذي تجلى يوم الجمعة الماضية عبر هرم النظام، الملالي القديم و الحرس الثوري الجديد علي خامنه اي، إنما يدل إن وضع الشارع الإيراني ليس بخير و (حركت سبز) التي ترجمت  بالحركة الخضراء لا زالت تخيف النظام القمعي في الجمهورية الإسلامية الشكلية في ما تسمى إيران الحالية، على الرغم من ضعفها في الأقاليم الأخرى كأذربايجان و كوردستان و بلوشستان و الأحواز و ذلك لرفضهم قادتها الذين هم من رحم النظام، إنما هذا التوجه الرسمي للنظام هو هروب الى الأمام ليس إلا، و ذلك من التأثير على الشارع الإيراني من الثورة العربية الحديثة التي شكل نواتها الشباب العربي الواعي و المثقف .

و في حقيقة الأمر أن النظام، الملالي القديم و الحرس الثوري الجديد الذي يسيطر على كافة مفاصل الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية يرى إن استمرارية النظام الشيعي الفاشل على مدى العقود الثلاثة المنصرمة تأتي من خلال تبنيهم مشروع الشرق الأوسط الإسلامي كي يبرهنوا للشارع الإيراني أن الثورة الإسلامية هي التي تحقق لهم الكرامة و الحرية .

و منها يجب التذكير أن التغيير و الصحوة العربية الشبابية الواعية بعيدة كل البعد عن الثورة الإسلامية في إيران الحالية،  لعدة إسباب :

اولا ً : نواة الثورة العربية و التغيير اليوم هم الشباب الواعي و المثقف و المتعلم و العروبي الذي أخذ على عاتقه الأصلاح الجذري في الوطن العربي .

ثانيا ً : المجتمع العربي متنوع الأطياف و الاديان و المذاهب و الأعراق و فينا المسلم و المسيحي و المندائي و اليهودي و الجميل في الأمر إن رواد الفكر القومي العربي هم المسيحيون.

ثالثا ً : الثورة التونسية التي عرفت بثورة الياسمين، كانت ثورة على الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، فهي ثورة واعية راقية بأمتياز لا صلة لها  بالثورة الإسلامية التي قامت في إيران الحالية عام 1979 ميلادي .

رابعا ً : الأصلاح و التغيير المستمر في أرض الكنانة الذي لم يرتق الى يومنا هذا للثورة، إنما يهدف الى الأصلاح الاقتصادي و تغيير سياسي جذري من هرم السلطة الى أدنى تفاصيلها، و ذلك من خلال نظام سياسي ديمقراطي سلس يرتقي بمصر و أهلها الى مكانتها الرفيعة في الوطن العربي .

خامسا ً : المسلمون في الوطن العربي من المحيط الى الخليج العربي اغلبيتهم من أهل السنة مما يختلفون تماما ً مع الفكر الشيعي الصفوي الفارسي، و لهم مرجعياتهم في بلدانهم و هي مرجعيات دينية محترمة تفصل الدين عن السياسة .

و على الأنظمة العربية القديمة و المريضة  أن تعرف أن التغيير قد جاء و سوف يستمر بفضل الشباب العربي، فكانت البداية من أحفاد أبو القاسم الشابي و هي في طريقها الى تحرير عاصمة العرب الأمويين التي احتلت عام 1980 ميلادي، و عندها سوف تغلق بوابة دمشق بوجه الحرس الثوري و جناحه فيلق القدس، فيلق الغدر نهائيا ً.

جمال العبيدي

Jamal.obeidi@yahoo.com

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …