سفاحو الشعب الإيراني يتبجحون

dawod

داود البصري

ما أعلنه الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي في خطاب الجمعة الأخير حول تأثر حركة الشباب التونسي ثم المصري بالثورة الإيرانية وبشعاراتها لا يعدو إلا أن يكون كلاما إستهلاكيا لايعبر عن حقيقة ستراتيجية معاشة بقدر مايعبر عن محاولات إعلامية بائسة وسقيمة لركوب الموجة ومحاولة تجيير حركة الشباب في القطرين العربيين لصالح قوى ظلامية يعرفها الجميع وهي في النهاية قوى إرهابية متخلفة تاريخيا وعقائديا وتصب أهدافها النهائية في خدمة المشروع الإيراني التخريبي للمنطقة العربية , وإذا كان علي خامنئي يتحدث اليوم عن ثورة الشعب الإيراني التي أطاحت بعرش الطاووس الشاهنشاهي الإيراني قبل 32 عاما من الزمان , فإنه يعلم جيدا بأن تلك الثورة الشعبية لم تكن ملكا له ولأجهزته ولحمولته الفكرية والعقائدية بل أنها كانت ثورة الشعوب الإيرانية بأسرها ضد نظام متغطرس وصلف وإستبدادي لم يحترم أبدا خيار الشعوب الحرة , كما أن تلك الثورة شاركت فيها جميع القوى السياسية والقوميات المتواجدة في إيران التي قدمت ضحايا ودماء من أجل إسقاط عرش مستبد وغشوم وليس من أجل تنصيب شاهات معممة جديدة تحكم بسلوكيات شاهنشاهية وإستبدادية بأزياء دينية وتطوع الدين و المذهب لخدمة أهدافها القومية والعنصرية وتسرق أحلام الشعوب الإيرانية في الحرية والأمن والسلام والبناء الحداثي لمجتمعاتها , لقد سرقت مجموعة الملالي الإيرانية الفارسية الحاكمة اليوم ثورة الشعوب الإيرانية وسطت على تضحيات الجماهير و اقامت عروشا كسروية خاوية إلا من الشعارات الزاعقة ومن العصابات التي مولتها و أنشأتها لترويع الشعوب الجارة وتصدير التخريب و الفوضى وزرع الفتنة السوداء بين شعوب الشرق القديم , وولي إيران الفقيه يعلم علم اليقين وهو يوجه النصائح المنتهية صلاحيتها لشعبي تونس ومصر العظيمين بأن النظام السياسي القائم اليوم في إيران والذي يباركه “نائب الإمام الغائب” هو نظام غير شرعي ومزور فضحته الجماهير الإيرانية في ثورتها المخملية في الاشهر الماضية وحيث جابهها بالقمع والحديد و النار وليس بالحكمة والموعظة الحسنة كما تقتضي تعاليم الشريعة والدين السمحاء التي لايعرف أخلاقياتها أبدا ذلك النظام المتفرعن الذي لايسرق أحلام وآمال الشعوب المبتلية بحكمه السقيم وبأحكامه الجائرة ومنها “حكم حرابة الله ورسوله” و كأنه يحمل وكالة آلهية أستغفر الله , بل أنه يسرق الشعوب المجاورة و يعتدي على حرماتها ويمارس الخراب في ديارها كما يفعل في العراق المبتلى بمجاميع من اللصوص والقتلة والمجرمين الذين يدعمهم ذلك النظام ويوفر لهم المأوى والدعم والتسليح و التمويل ويطلقهم كالكلاب المتوحشة والضالة التي تمعن في تمزيق العراق و تصدير الخراب و تعميق الجراح والملفات الوسخة والقذرة لتلك الجرائم الإيرانية موثقة ومعروفة ولابد أن تطفو على السطح ويحاسب ذلك النظام على جرائمه , لقد أهدر ذلك النظام دماء الشباب الإيراني في شوارع طهران الغاضبة وبارك علنا سرقة السلطة وتزوير الإنتخابات علانية وجهرا بل أنه ويالفضيحته التاريخية لم يتردد أبدا عن التنكيل بالقيادات التاريخية للثورة الإيرانية وفي طليعتها آية الله الراحل حسين علي منتظري نائب الخميني الأسبق والذي كان من الممكن لولا صراحته وشجاعته أن يكون هو الولي الفقيه وليس الخامنئي , كما وجه الطعنات و الإهانات إلى قيادات إيرانية أخرى تعتبر من صلب النظام ذاته و من عظام الرقبة مثل آية الله كروبي ورئيس الوزراء الأسبق طيلة مرحلة الحرب العراقية الإيرانية مير حسين موسوي وآخرين من القيادات الإصلاحية ومنهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي وحتى هاشمي رفسنجاني الشخص الذي كان له الفضل في تنصيب الخامنئي للولاية تحول هدفاً معلناً لإنتقام النظام المستبد والحاكم بأمره , لم تراع كرامة لأحد في إيران , ولم تحترم اي قيادات ثورية سابقة ! ولم تحترم أبدا دماء الشباب الإيراني الثائر الذي إنتفض على الكذب والخديعة والدجل , ومازال الشارع الإيراني يغلي اليوم بإنتظار يوم الحساب المقبل والذي لن يطول أو يتأخر موعده كثيرا , فالشعوب تراقب و تستعد ولكنها لاتغفر أبدا لمن أساء لها أو إستهان بدمائها وحطم أمانيها ومارس عربدته على أحلامها و سيأتي يوم الحساب بكل تأكيد وهو يوم ستسود فيه وجوه و تبيض فيه وجوه أخرى , وقد يبدو أمرا في غاية السذاجة أن يوجه قادة النظام المزور وغير الشرعي في طهران تعليماتهم ونصائحهم  لشعوب عريقة علمت الإيرانيين ذاتهم معنى الثورة و الكرامة وفي طليعته الشعب العربي المصري الذي كان تاريخه النضالي سفرا خالدا في تاريخ البشرية , اهل مصر لايحتاجون أبدا لخربشات النظام الايراني ولا لنصائحه التي كان من الأولى أن يوفرها لشعبه وللنظام الحرسي الذي يرعاه , فقامة الشعب المصري النضالية أصلب عودا و أشد متانة من النظام الإيراني المغتصب والمحتل للأرض العربية في الأحواز السليبة وفي الجزر الإماراتية المسلوبة و الذي يمارس كل جرائم الإحتلال و التسلل في العراق المبتلى اليوم بجراثيم فيروسات ذلك النظام الذي مد خيوطه العنكبوتية السامة نحو الشام ولبنان ليمعن حرقا و تدميرا و إستباحة ورعاية للعصابات الطائفية المجرمة التي تعيث في الأرض فسادا , سفاحو النظام الإيراني لايحق لهم أبدا الحديث عن الحرية والكرامة وتوجيه رسائلهم الملغومة للشعوب الحرة التي تعرف كيف تدير الصراع وكيف تحمي أوطانها وعقيدتها بعيدا عن الدجل و التدليس , وفاقد الشيء لايعطيه , ومن سفك دماء الشعب الإيراني الحر الثائر لا يمتلك المصداقية أبدا للحديث عن الحرية… فليصمت السفاحون وليواجهوا حساب شعبهم العسير قريبا , ولتخرس كل أصوات الفتنة و الدجل

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …