طهران – لندن: «الشرق الأوسط
»
في محاولة لإحكام السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية في إيران، وفي خطوة تشير إلى قلق إيراني من آثار موجات الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العديد من بلدان المنطقة، قال شهود من وكالة رويترز للأنباء ان متصفحي الانترنت في إيران وجدوا صعوبة اكبر من المعتاد في الدخول إلى مواقع اخبارية رئيسية مع تعطيل الحكومة لمزيد من المواقع الاخبارية، حيث لم يتسن الدخول إلى «ياهو نيوز» و«رويترز.كوم» اللذين يمكن في العادة الدخول اليهما في ايران لينضما بذلك إلى مواقع اخبارية اخرى معطلة مثل بي بي سي وشبكتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، اذ لا يمكن الوصول اليها بالنسبة للايرانيين الذين يدخلون إلى الانترنت عبر وسائل اتصال عادية. ولم يتسن الحصول على تأكيد رسمي لفرض قيود جديدة على الانترنت. وقال مسؤول حكومي ايراني اتصلت به رويترز ان السلطات تبحث عن مصدر المشكلة لازالته. ويأتي هذا التحرك في حين يصور كثير من السياسيين الايرانيين وبينهم الرئيس محمود احمدي نجاد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مصر على انها تستلهم الثورة الاسلامية الايرانية التي اطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979. وتخشى إيران أن يؤدي الاستعمال الواسع لشبكلت الانترنت في البلاد إلى ترويج ما تسميه «الأفكار الغربية» المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية، وتأتي هذه الخطوة الإيرانية في إطار الاحتراز الذي تبديه بعض الدول في المنطقة خوفا من وصول موجة الاحتجاجات الشعبية إلى مواطنيها الأمر الذي يدفع بحكومات بعينها إلى مراقبة صارمة لبعض مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد كثفت إيران في السنوات الأخيرة من ملاحقاتها للعديد من رواد ومتصفحي مواقع الانترنت والمواقع الشخصية الذين تتهمهم بـ «التواطؤ والتآمر مع الغرب» لقلب نظام الحكم في إيران. ويرى مراقبون أن محاولات النظام الإيراني فرض سيطرة تامة على وسائط التواصل الالكترونية، إنما ينم عن خشية النظام في طهران من تواصل الإيرانيين مع العالم الخارجي، وتأثرهم بالدعوات التي تطلقها المعارضة لاقصاء حكومة أحمدي نجاد عن السلطة.
وفي موضوع آخر ذكرت إيران أنها قواتها البحرية تراقب حركة المرور للسفن والأساطيل البحرية التي تدخل أو تخرج من الخليج العربي للتأكد من طبيعة الشحنات التي تدخل أو تخرج من الخليج. جاء ذلك في كلمة أشار لرئيس الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي الذي أكد أن الاسطول البحري الايراني يراقب دخول وخروج الاساطيل الاجنبية بالخليج. وأكد اللواء فيروز آبادي أن الاسطول البحري الايراني لايسمح للاساطيل الحربية للدول الاجنبية الدخول إلى الخليج أو الخروج منه الا بعد تسجيل هوياتها. وقال رئيس الاركان العامة «ان الخليج من شمال مضيق هرمز إلى السواحل الجنوبية منه يعتبر حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية ولذا فإن الاسطول الحربي الايراني في المنطقة لايسمح للأساطيل الاجنبية الا بعد الاطمئنان علي شحنتها». واعتبر اللواء فيروز آبادي تواجد الاساطيل الاجنبية في مياه الخليج ذريعة للاستحواذ علي المصادر الطبيعية لدول المنطقة. وشدد هذا المسؤول علي أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تحتاج إلى مودة قوي الاستكبار العالمي حسب قوله، وأن إيران تؤكد بإستمرار أنها لاتريد التعويل علي مثل هذه القوى بل ان كل ماتريده هو ارساء الامن والاستقرار في الخليج الفارسي على حد وصفه. يأتي ذلك في اطار سلسلة من التكتيكات يرى مراقبون ان إيران تعتمدها لتوجيه رسائل للداخل الإيراني مفادها أن النظام الإيراني لا يتحكم في مجريات الأمور في الداخل الإيراني، وإنما يفرض هيبته على الخارج بشكل كبير