عرفت إيران الحالية منذ القدم و في كافة النصوص التاريخية و الدينية ببلاد فارس و لم تذكر التسمية الحالية لإيران في أي نص تاريخي أو ديني أبدا ً، فسماها العرب قبل و بعد الإسلام ببلاد الفرس.
إنما و في بداية القرن العشرين و بعد اكتشاف الذهب الأسود (النفط) زاد من مطامع حكام ايران انذك مما دفع بنابليونهم كما عرفه البعض من العنصريين الفرس، رضا خان الى احتلال الأقاليم المجاورة و المزدهرة في تلك الآونة و الأحواز هي آخر ما تم احتلاله و ضمه الى ما تسمى إيران الحالية و كان الغدر و الحيلة الذي يمتاز به رضان خان العنوان البارز في احتلال الأحواز عام 1925 ميلادي .
تطلب الظرف الجديد من الحكام الحاليين أن يحاولوا و بشتى الوسائل أن يظهروا للعالم إنهم ذو حضارة و تاريخ, و العرق الفارسي المتمثل بالآريّ هو الأفضل و الجدير بالاحترام و ذلك حسب ادعائهم إن أصول هذا العرق تمتد لأكثر من 2500 عام و كانوا في تلك الفترة من تاريخهم, هم أسياد هذه الأرض التي سميت جديدا ً بإيران. وكي يمرروا مشروعهم هذا لابد أن يأتوا بجديد مما تطلب كتابة التاريخ والأمجاد بالطريقة التي تتماشى و أهدافهم في احتلال و ضم الأراضي المجاورة.
فبدأ التزوير بالفعل من الألف الى الياء و في كافة العلوم الإنسانية، خاصةً في التاريخ و الأدب، و الأهم من هذا كله كانت مصالح القوى الاستعمارية في تلك الأونة في نفس الإتجاه.
و لنجاح هذا المشروع استوجب على الفرس أن يمنعوا منعا ً باتا ً أية محاولة من قبل الشعوب الأخرى لكتابة تاريخها السياسي و الإنساني و هو أهم و ارقى بكثير من التاريخ الفارسي في العطاء الإنساني على مر العصور، على الرغم من أن الشعوب غير الفارسية و هي الأكثرية اليوم تعيش الأمر الواقع المرير تحت ظل الجمهورية الإسلامية الشكلية الحالية التي هي بدورها امتداد للنظام البهلوي العنصري السابق في مخططاته اللا إنسانية.
فكان سعيد نفيسي و محمد علي فروغي و سيد حسن تقي زادة شياطين علم التاريخ في ما يسمى النظام البهلوي الأول، و كان في نفس الوقت سعيد نفيسي من أهم مستشاري رضا شاه الأب مما أدرك و بعد الثورات التي حصلت هنا وهناك في الأقاليم المحتلة و التي ضمت الى بلاد فارس بالقوة، يجب أن تسمى بلاد الفرس و الأراضي الجديدة بإيران، و ذلك لحساسية العرب و الكرد و غيرهم من الشعوب الأخرى تجاه الفرس، و الواقع الذي فرض بمساندة القوى الاستعمارية لولاها لم يتمكن الفرس في الظفر على السكان الأصليين للأراضي المغتصبة.
فطرح التسمية الجديدة مع رضا شاه الذي كان قد عين نفسه شاها ً لايران عام 1926 ميلادي بعد احتلال و ضم الأحواز بالقوة الى إيران الحالية مباشرة ً، فقدم نفيسي طرحه، فأستحسن رضا شاه الفكرة الاستعمارية مما لها من فوائد سياسية على المدى القصير و البعيد، و بدء الترويج للتسمية الجديدة للمرة الأولى في أهم الصحف الإيرانية آنذاك جريدة اطلاعات و ذلك بتاريخ 1/9/1313 الهجري الشمسي المصادف 22/11/1934 ميلادي في مقال تحت عنوان (من اليوم فصاعداً يجب على الجميع أن يسموا وطننا بإيران ) لصاحب الاطروحة سعيد نفيسي و الغاية من المقال موجه الى المستويين الداخلي و الخارجي، مما ترتب على ضوء هذا التوجه أن تطلب إيران من الدول أن تخاطبها بالتسمية الجديدة .
فكان لأصدقاء إيران الجديدة الدور الخفي في التعريف عن التسمية الحديثة و درجها على الخرائط الدولية و هكذا بدء العالم يسمي بلاد فارس بإيران .
جمال العبيدي