تونس…. الصوت و الرصاص

 

w-09db40f08f_copyبقلم ياسر الاسدي – اعادت الثورة الشعبية التونسية الامل في ممارسة الحياة الساسية الحرة والعيش الكريم  ليس الى التونسيين فحسب  بل الى المتطلعين و المنفاضلين من اجل الحرية و الكرامة لاسيما الذين كاد الظلم والطغبيان ان يمحوا بصيص الامل في القضاء على زمرة الحكام و مخابراتهم و ازالة شبحهم المهيمن.

كل ما قيل عن هذه الثورة جميلَ.ان الثورة التونسية جميلة كونها  ثورة شعبية عارمة انطلقت من تضحيات ابناء تونس حيث انّ المحرك والدافع كان من بطن الشعب,انها جميلة كونها ولدت من رحم الفقراء

وليس بانقلاب عسكري او عبر دبابات الاجانب كما عودتنا ثورات الأنظمة العربية , انها جميلة لان  ضحاياها  الذين سقطوا ربما هم اقل من ضحايا حادثة مرور في مصر او غيرها من البلدان العربية التي شيد فيها الطغيان انواع القصور و اهمل فيها من ابجديات التطور في العالم وهي طرق السير التي تحصد بأرواح مستخدميها . و جميلة هذه الثورة لأنها ثورة الياسمين.

إنّ الملاحظ في هذه الانتقاضة انها اعتمدت على اسس واقعية و حضارية و اكثر فعالية من الاساليب الاخرى التقليدية. فكان الاعلام و التكنولوجيا يشكلان الاساس لانطلاق واستمرارية الحركة. فمرة اخرى يثبت للجميع ان التكنولوجيا يمكنها ان تهدد  عروش الطواغيت و تكشف مدى جبنهم و ضعفهم امام ارادة الشعب.

يمكن اعتبار حادثة انتحار السيد محمد بوعزيزي ليست الحادثة الاولى التي تحدث في تونس خاصة ان الحكم التونسي لا يختلف جذرياً مع بعض الحكومات الامنية و الديكتاتورية العربية الاخرى الا ان الشباب التونسي اثبت انه يمتلك الوعي و الحنكة و المهارة لجعل هذه الحادثة ان تختلف عن سابقاتها .

و الشيء المهم الأخر الذي ساهم بانجاز الثورة التونسية هي الحركة السلمية الشعبية التي سحبت البساط من تحت ارجل صناع سناريوهات التفجير و الارهاب ( الجهاز الامني التابع للحكم).فالشعب التونسي لم يلجاء الى العنف و بهذا الاسلوب تمكن ان يقنع احد اذرع السلطة و هو الجيش الذي وقف مع الشعب و ترك البندقة والرصاص واستقبل الزهور التي اهداه اليه الشعب المنتفض ليترك هذا الجيش له بصمة في تحقيق هذه الانتقاضة على العكس ما نعرفه من الانقلابات التي تبنى على قوة وبطش الجيش. كما اثبت الجيش وعيه السياسي في هذه المرحلة انه كما الشعب لا يريد الخنوع او ان يكون اداة بيد السلطة.

لقد اعطت الحركة الشعبية المتسارعة في تونس مناظر و مشاهد جميلة ام نشهدها خلال العقود الأخيرة و اثبتت مدى قدرة الشعب و وعيه للسير في التغيير و في الوجه الاخر اثبتت الثورة التونسية  مدى ضعف الحكام الجبابرة الذين تسببوا في تاخير الشعوب العربية عن بقية العالم آملين ان تصبح بداية النهضة العربية الحديثة التي فشل الحكام في تحقيق حتى بجزء صغير منها .نعم لقد انتصرت ارادة الشعب و لا صوت يسمع اليوم الا صوت الشعب و انخمد صوت الرصاص.

 

ياسر الاسدي

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …