تعد مدينة الحويزة من اقدم و اهم المدن العربستانية ، حيث كانت فيما مضى عاصمة للدولة المشعشعية ، الا انها اليوم وفي ظل حكم نظام ولاية الفقيه تعيش حالة من التهميش والاهمال ولم تجد من يهتم بمواطنيها وخاصة تلك الفئة منهم القادرة على العمل و الانناج .
لقد كانت هذه المدينة تتمتع باراضي خصبة صالحة لزراعة انواع الحبوب والخضروات الا انها ونتيجة لشحة المياه بسبب اقامة السدود على نهر الكرخة تبدلت معظم اراضيها خلال العقود الثلاث الماضية الى اراض غير قابلة للزراعة ،
ورغم انه في السنوات الاخيرة تم اكتشاف اربع حقول للبترول فيها ، الا ان هذا الاكتشاف بدلا من يكون خير و نعمة تحول الى نقمة على المواطنيين . حيث اصبح العديد من شبابها عاطل عن العمل .
وفي هذا المجال اشارت جريدة ” نور خوزستان ” المحلية ان شركات النفط العاملة في منطقة الحويزة قد دمرت ما يقارب من 106 كيلومتر من طرقها ، من جهة اخرى اشار قائم مقام مدينة الحويزة انه رغم وجود ثلاث حقوق لانتاج البترول في حدود هذه المدينة الا ان شبابها يعانون من البطالة ، كما اشارت وكالة فارس الحكومية للانباء في تقرير لها نشر عقب انتهاء اجتماع شورى المحافظة لوضع البرامج للمحافظة” تحت عنوان “الاستعدادات و مشكلات الحويزة ” جاء فيه ” رغم وجود اربعة حقول للبترول في حدود هذه المنطقة و هما حقل يادآوران الشمالي و الجنوبي و الجفير و آزادكان الا ان مشكلة البطالة في هذه المدينة لم تحل وان معظم شبابها عاطل عن العمل ، وان هذه الحقول تدار من قبل قوة عمل غير محلية ، وان الهدية الوحيدة التي قدمتها هذه الحقول الى المواطنين هو تخريب 106 كيلومتر من طرقها و تلويث البيئة ، ولم تجري اي عملية للاعمار ، المدارس بالية و غير مناسبة و غالبيتها تفتقد الى السياج ” كما اكد القائمقام ” على ضرورة بنا مشفى يحتوى على 32 سريرا حيث علل عدم الشروع ببناءه الى قلة الامكانيات المادية . كما طالب الاسراع في تنفيذ خطوط المجاري الصحية . واضافت الوكالة ان ” من بين المشاكل التي تعاني منها مدينة الحويزة و القرى التابعة لها اداريا هي قلة مياه الزراعة واعادة النظر في بناء وايجاد الطرق ، و مشاكل المجاري الصحية ” واضاف ” ان منطقة الحويزة تتكون من ناحيتين وهما مدينة الحويزة و الرفيع حيث يتبع لها 81 قرية وان الغالبية العظمى من اهالي هذه المناطق يعيشون على الزراعة ، ورغم شحة المياه هذا العام الا ان 70 الف هكتار من اراضيها قد تمت رزاعتها “. هذا اذا علمنا ان حقل الجفير بمفرده ينتج مايقارب 3500برميل باليوم و ان الحقلين الاخرين ينتجان 15 الف برميل يوميا وان الانتجاح الاجمالي لهذه الحقول مجتمعة سيصل خلال العامين القادمين الى 25 الف برميل يوميا
رغم وجود هذه المشاكل الا ان نظام ولاية الفقيه يجلب على نفقته الخاصة وحسب الاحصائيات الحكومية كل عام ما يقارب 2 الى 3 مليون فارسي لزيارة المدينة بحجة الاطلاع على منجزات الحرس و البسيج اثناء الحرب العراقية الايرانية ، ولكن الهدف الاساسي من جلب هؤلاء القادمين والذين يطلق عليهم “راهيان نور ” هو الاطلاع على ظروف المنطقة بغية التشجيع على الهجرة والاستيطان في اقليم عربستان – الاهواز – وذلك من اجل تغيير نسيجه القومي العربي .
لجنة الترجمة – مركز دراسات الاهواز في 12| 1 |2011