لليوم الثالث على التوالي، وقف السودانيون الجنوبيون الثلاثاء 11-1-2011 في صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء الذي يرجح أن يفتح الباب أمام إقامة دولة مستقلة لهم في جنوب السودان.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في جوبا عاصمة الجنوب أن الناخبين وقفوا في صفوف طويلة صباح الثلاثاء بانتظار فتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة (الخامسة بتوقيت غرينتش).
وكانت مفوضية الاستفتاء أعلنت الإثنين أن نحو 20% من الناخبين الأربعة ملايين المسجلين للمشاركة في هذا الاستفتاء اقترعوا في اليوم الأول الأحد.
وستتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع حتى السبت المقبل بسبب وعورة الطرق وغياب المواصلات في المناطق الريفية في ولايات الجنوب العشر.
ويأتي هذا الاستفتاء الذي يعطي الجنوبيين حق تقرير المصير في إطار اتفاقية السلام التي وقعت بين الشمال والجنوب عام 2005، والتي وضعت حداً لحرب أهلية طويلة أوقعت مليونين ونصف المليون قتيل منذ الخمسينات.
ولا بد من مشاركة 60% من الناخبين الأربعة ملايين المسجلين في هذا الاستفتاء لاعتماد نتائجه.
من جانب آخر، هاجم مسلحون من قبائل المسيرية السودانية العربية مساء أمس قافلة جنوبية عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين جنوبيين، وإصابة ثمانية عشر آخرين، كما أعلن وزير الداخلية السوداني الجنوبي اليوم الثلاثاء.
هذا وعززت قوات الأمم المتحدة دورياتها في منطقة أبيي بالسودان، حيث قتل عشرات الأشخاص في مواجهات بين قبائل متنافسة، حسب ما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية. وارتفع عدد قتلى المواجهات المندلعة منذ يوم الجمعة إلى ستة وثلاثين شخصاً.
وكان مسؤول من جنوب السودان قال في وقت سابق إن شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها، لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر بإثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال.
وجاءت تصريحات المسؤول الجنوبي في أعقاب إعلان قبيلة المسيرية العربية بمنطقة أبيي تبعية المنطقة للشمال, وذلك بعد إجتماع عقد أمس بين قادة المسيرية.
من جانبها، أعلنت قبيلة دينكا نقوك أنها سوف تنتظر اتفاقاً للحكومتين في الشمال والجنوب لتحديد مصير المنطقة