البشير يعفي الجنوب من الديون في حال الانفصال.. و36 قتيلاً في “أبيي”

Omar_albashie_sudan

دخل استفتاء تقرير مصير جنوب السودان الاثنين 10-1-2011، يومه الثاني، وتشكلت طوابير طويلة من الناخبين مجدداً أمام مراكز الاقتراع في جوبا عاصمة الجنوب السوداني، وذكر مراسلو الوكالات أن الناخبين اصطفوا في طوابير أمام مراكز عدة للاقتراع في جوبا منذ ساعات الصباح الأولى بانتظار دورهم للاقتراع .

وتواكبت عملية التصويت مع تواصل الاشتباكات بين قبائل المسيرية والدنكا نقوك في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.

وكانت مراكز الاقتراع مددت أمس الأحد، إلى ما بعد الساعة الخامسة مساء، فترة المشاركة بسبب كثافة المقترعين.

ومن المقرر أن تتواصل عمليات الاقتراع في الاستفتاء لمدة أسبوع حتى الخامس عشر من الشهر الحالي بسبب صعوبة المسالك في جنوب السودان، أما النتيجة فمن غير المتوقع إعلانها قبل نهاية الشهر الجاري.

36 قتيلاً في أبيي

ومع استمرار عملية التصويت، أفاد زعماء قبائل الاثنين 10-1-2011 أن المعارك القبلية المندلعة منذ الجمعة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب أوقعت حتى الآن 36 قتيلاً على الأقل.

وتدور مواجهات دامية منذ الجمعة بين قبائل الدنكا نقوك الجنوبية وقبائل المسيرية العربية من البدو الرحل في منطقة تعرف باسم بحر العرب أو نهر كير داخل منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.

وقال المسؤول الجنوبي رئيس إدارية أبيي دنق اروب كوول لفرانس برس “هاجمونا ثلاث مرات حتى الآن ونتوقع التعرض لهجمات أخرى اليوم”. وأضاف أن “رجال المسيرية قتلوا خلال الهجمات الثلاثة بين 20 و22 من الدنكا نقوك”.

والمعروف عن قبائل المسيرية العربية أنها تنتقل مع قطعانها من الماشية من الشمال باتجاه أبيي في موسم الجفاف بحثا عن الماء للماشية.

من جهته اتهم زعيم قبائل المسيرية حامد الأنصاري في اتصال مع فرانس برس قبائل الدنكا نقوك ببدء الهجوم. وقال لفرانس برس “قتل 13 شخصاً من قبائل المسيرية منذ الجمعة وأصيب 38 آخرون”.

وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في السودان قويدر زروق إن القوة أرسلت دورية إلى المكان لاستكشاف الوضع على الأرض.

وقام والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون الأحد بزيارة إلى أبيي لتهدئة الوضع.

الشمال يعد بتحمل ديون الجنوب

وفي تطور جديد أبلغ الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قناة “سي.إن.إن” الإخبارية الاثنين أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء.

وقال كارتر في مقابلة مع القناة “تحدثت مع الرئيس البشير، قال إن الدين بأسره ينبغي أن يؤول الى شمال السودان لا الجزء الجنوبي لذا يمكن القول بأن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون.”

وكان السودان قد دعا من قبل إلى إعفائه من ديونه البالغة نحو 38 مليار دولار لتعزيز فرص السلام وبحسب صندوق النقد الدولي فإن معظم الديون متأخرة السداد.

من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن سروره البالغ لقيام “شعب جنوب السودان بتحديد مصيرهم”، قائلا إنه “مسرور للغاية” لبدء الاقتراع بشأن الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب السوداني.

وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض “هذه خطوة تاريخية في عملية استمرت سنوات باتجاه التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب”.

وأضاف البيان أن “المجتمع الدولي متحد ومصمم على ضمان أن تكون جميع الأطراف في السودان ترقى إلى مستوى التزاماتها”.

وتابع “نحن نعلم أن هناك من قد يحاول عرقلة عملية التصويت” مضيفا “يجب أن يسمح للناخبين بالوصول إلى مراكز الاقتراع ويجب أن يكونوا قادرين على الإدلاء بأصواتهم بعيدا عن الترهيب والإكراه”.

وأكد أن جميع الأطراف ينبغي عليها الامتناع عن التصريحات التحريضية أو الأعمال الاستفزازية التي يمكن أن تثير توترات أو تمنع الناخبين من التعبير عن إرادتهم.

وأشار إلى أن “العنف في منطقة أبيي يجب أن يتوقف” قائلا “على الرغم من انطلاق عملية الاستفتاء بنجاح فإن هناك كما هائلا من العمل لا يزال موجودا لضمان تمكن شعب السودان من العيش في كنف الأمن والكرامة”.

وأضاف أوباما “إن العالم سيراقب تطورات الأيام المقبلة.. والولايات المتحدة ستبقى ملتزمة تماما بمساعدة الأطراف على حل حاسم لقضايا ما بعد الاستفتاء بغض النظر عن نتيجة التصويت”.

وفي بيان منفصل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن البداية الناجحة للتصويت “تمثل خطوة تاريخية نحو تنفيذ اتفاق السلام الشامل”.

وأضافت “لقد تم إحراز تقدم كبير في الأشهر الأخيرة نحو التحضير للاستفتاء بما في ذلك الانتهاء بنجاح من تسجيل الناخبين ووضع ترتيبات تقنية أخرى”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …