الخرطوم – واشنطن – كمبالا – وكالات: اعلن مسؤول جنوب السودان في بعثة الامم المتحدة ديفيد غريسلي امس ان كل شىء بات جاهزا ليدلي نحو 3.9 مليون ناخب مسجلين في جنوب السودان بأصواتهم في الاستفتاء على تقرير المصير, ابتداء من الغد, فيما بدأ الجنوبيون في الخارج والعسكريون في الداخل الإدلاء بأصواتهم اعتباراً من يوم امس, وأعربت واشنطن عن رغبتها في إجراء الاستفتاء في جو سلمي في حين توقعت الامم المتحدة ان يُجرى بهدوء .
ويستمر التصويت في استفتاء الجنوب حتى الـ15 من الشهر الجاري, ليقرر الجنوبيون الانفصال عن الخرطوم أو البقاء, وفق اتفاقية تقاسم السلطة الموقعة في العام 2005 والتي دعت إلى إجراء استفتاء يسمح للجنوب بتقرير مصيره.
وسيجري إعلان النتائج في شهر فبراير المقبل, وإذا اختار الجنوبيون الانفصال, فإن الأمر سيستغرق ما بين خمسة وستة أشهر لإتمام العملية القانونية للانفصال.
وقال غريسلي, خلال لقاء مع الصحافيين في جوبا , عاصمة جنوب السودان, ان “كل شىء يبدو في مكانه في المناطق التي تضم 2638 مركز اقتراع, ستفتح في الثامنة من صباحا الاحد”, مشيرا الى ان “المشككين الذين كانوا يعتقدون ان جنوب السودان لن يجهز لتنظيم الاستفتاء هذا الاحد كانوا على خطأ”.
وأضاف ان “الوضع الامني مستقر” على الرغم من المعارك القبلية التي اوقعت 11 قتيلا و25 جريحا في نهاية الاسبوع الماضي في ولاية البحيرات الجنوبية, مؤكدا ان “التوترات على طول الحدود بين الشمال والجنوب, تراجعت خلال الاسابيع الماضية, وان المعلومات التي قالت ان المعسكرين يعززان مواقعهما العسكرية على الحدود كان مبالغا بها على ما يبدو”.
وشدد على ان “مستوى عدم الاستقرار في جنوب السودان هو الادنى منذ التوقيع على اتفاق السلام” في العام ,2005 مضيفا ان قرابة 143 الف جنوبي عادوا من شمال السودان الى قراهم منذ نهاية اكتوبر.
ومن جهتها اعلنت مسؤولة “اوكسفام” في جنوب السودان , مليندا يانغ خلال مؤتمر صحافي “ان عودة الناخبين الى الجنوب “تزيد الضغط على المجتمعات التي ينقصها الماء والغذاء والمسكن والخدمات الصحية”.
وفي سياق متصل أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن, عن اعتقاده بأن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان, سيتم إجراؤه بشكل ناجح.
وقال, في تصريح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” “إن شمال وجنوب السودان تعهدا بعدم زعزعة استقرار بعضهما , مشيرا الى أن الجنوب, تعهد للرئيس عمر البشير بأنه لن يدعم المتمردين في إقليم “دارفور” المضطرب.
في غضون ذلك انطلقت امس, في جوبا عاصمة جنوب السودان, مسيرة شعبية حاشدة نظمها شباب يطلقون على أنفسهم “شباب الانفصال” حيث بدأت من أمام ستاد جوبا الرياضي واتجهت الى ضريح زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان” الراحل جون غارانغ.
وشارك في المسيرة, مئات الطلاب وقيادات من “الحركة الشعبية” ووزراء بحكومة جنوب السودان, حيث تم ترديد الهتافات المؤيدة لانفصال الجنوب والمخلدة لزعيم “الحركة الشعبية” غارانغ.
وقد اعتاد ” شباب الانفصال ” تنظيم هذه المسيرة, في اليوم التاسع من كل شهر, منذ توقيع معاهدة السلام الشامل في السودان العام 2005 إلا أنهم رأوا تنظيمها امس نظرا لان يوم 9 سيوافق يوم إجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.
من جهة اخرى, يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير اليوم, الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر الذي وصل الى الخرطوم مساء اول من أمس, ضمن الوفود المراقبة للاستفتاء.
وسيقف كارتر خلال اللقاء على آخر الترتيبات الخاصة بإجراء استفتاء آمن وسليم, قبل أن يتوجه الى جوبا عاصمة اقليم جنوب السودان, حيث بلغ عدد مراقبي الاستفتاء 4000 مراقب اقليمي ودولي ومحلي.