بقلم الاستاذ جابر احمد- على اثر القرارت الاقتصادية الكبرى التي اتخذتها حكومة احمدي نجاد والهادفة الى رفع الدعم الحكومي عن السلع الاستهلاكية الرئيسية مثل : الشاي ، السكر،الطحين و البنزين ، تحركت الاجهزة الامنية وشنت حملة اعتقالات شملت عدد كبير من النشطاء السياسين و الصحفيين في طهران وعدد من المدن الايرانية الاخرى.
وقد ترافق ذلك مع موجة من الاعدامات والاعتقالات شملت ابناء القوميات الايرانية كان آخرها اعدام 11 ناشطا من ابناء الشعب البلوشي في بلوشستان – ايران – وذلك من اجل بث الرعب و الهلع بين صفوف المواطنيين لمنعهم من القيام بأي احتجاجات ضد هذه الاجراءات الحكومية .
وفي اطار هذا الهجمة المحمومة تحركت الاسبوع الماضي مجموعة من عناصر الامن الايراني مكونة من 11 عنصر من الامن وداهمت منزل الكاتب الايراني المعروف فريبرز رئيس دانا عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الكتاب الايرانيين واقتادته الى جهة مجهولة ، كما لم تعلن السلطات الامنية حتى الان الاسباب الموجبة لهذا الاعتقال .
وفي هذا المجال افادت وكالات الانباء الايرانية ان وزارة الاستخبارات استدعت اربعة من الصحفيين والنشطاء الثقافيين – الاجتماعيين – ومن ثم قامت باعتقالهم ، ولم تكتفي الاجهزة الحكومية بهذا الحد من الاعتقالات وحسب بل شنت وبالتنسيق مع الموسسة القضائية حملة اعتقالات اخرى شملت العديد من قادة النقابات ومن نشطاء الحركة العمالية الايرانية ورؤساء تحرير الصحف واتخذت بحقهم اجراءات تعسفية ، منها الحبس و الفصل من العمل، عرف من بينهم لطف الله ميمني المديرلمسؤول لجريدة ” جشم انداز ” بالاضافة الى محمد صادق جوادي رئيس التحرير، حيث تمت محاكمتهم في كل طهران ومشهد واعتبروا ” مجرمين ” . كما تم فصل السيد علي البخاتي الرئيس السابق لنقابة عمال السكر في مدينة هفت تبه ” السبعة ” الواقعة في اقليم عربستان من عمله ، وايضا اعيدت محاكمة السيد رضا الشهابي العضو السابق لاتحاد شركة نقل الركاب ” شركة واحد ” ، وفي الوقت نفسه صدر حكما قضائيا جائرا مدته 6 سنوات بحق المخرج السينمائي جعفر بناهي ، وحرمانه لمدة عشرين عاما من العمل في مجال الاخراج أو كتابة سيناريو و اجراء مقابلة صحفية من اي نوع كانت او السفر خارج البلاد .
من هو رئيس دانا ؟
رئيس دانا هومناضل ايراني من اجل الحرية و العدالة الاجتماعية ،وله مواقف مشهودة في نضاله ضد الديكتاتورية الدينية ، وكذلك نصير صادق لابناء الشعوب الايرانية من عرب وكرد و آذريين وتركمان وغيرهم .
على سبيل المثال لا الحصر عندما علم في الخامس من نيسان عام 2005 بانتفاضة الشعب العربي في عربستان – الاهواز – وقيام السلطات بقتل واعتقال المئات من المواطنيين العرب ،لم يختار السكوت كما فعل نظرائه الاعضاء في مركز حقوق الانسان من امثال ابراهیم یزدی، علی عمویی، معین فر، عیسی سحر خیز، سیف زاده، شیرین عبادی، محمد شریف وعدد كبير من الصحفيين والناشطين السياسين الايرانيين ، وانما ادن بشدة اجراءات السلطات الايرانية لمواجهة العرب . كما انه نصير حميم لقضايا الشعوب في العالم اجمع .
خلال العقود الثالث الماضية استطاع الخطاب السياسي لابناء عربستان ان يكسب ود الحركات والاحزاب و المنظمات الغير فارسية التي تضامنت مع مواقفه ونصرته في اكثر من مناسبة ، من هنا فاننا اليوم مدعون ان ننقل ا نقلة نوعية بهذا الخطاب الى المثقفين و الصحفيين و نشطاء حقوق الانسان من الفرس، واذا كان هذا الامر يبدو للوهلة الاولى صعبا، الا ان مواقف بعض المثقفين من امثال بور دانا و عماد الدين باقي وغيرهم يجعل ذلك امر غير مستحيلا .
من هنا فاننا نناشد كافة القوى المحبة للعدل و الحرية الوقوف مع محنة هذا المناضل وبقية المناضلين الذين اعتقلوا حديثا و على خلفيات رفع الدعم الحكومي عن السلع الاستهلاكية الاساسية .
جابر احمد : اعلامي اهوازي وناشط في مجال حقوق الانسان