بقلم الاستاذ جابر احمد- يعاني الشعب البلوشي في ايران كما هو الحال سائر الشعوب الايرانية من الاضطهادين الاجتماعي و القومي ، حيث يناضل هذا الشعب اليوم من اجل استعادة حقوقه التي سلبت منه منذ ما يقارب الثماني عقود .
وقد اقدم نظام ولاية الفقيه في الاسبوع الماضي على اقتراف جريمة نكراء عندما اعدم 11 مواطنا بلوشيا بتهمة الانتماء الى منظمة ” جند الله ” الامر الذي اثار استنكار واسع ة من قبل المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان في العالم .
وجاء في البيان الرسمي الصادر عن ” منظمة العفو الدولية ” ان هذه المنظمة تدين عملية اعدام 11 مواطنا بلوشيا ، ” متهمين بتنظيم حملات ارهابية في جابهار ” و التي راح ضحيتها اكثر من 39 شخصا” .
وصرح مدير البرامج الاقليمية لمنظمة العفو الدولية ،لمسائل الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية ” مالكو اسمارت ” ان الهجمات الارهابية في جابهار – تعتبر جريمة شنيعة و غير اخلاقية و نحن ندينها بشدة ، الا اننا في الوقت نفسه نعتبر ما قامت به ايران عملية انتقامية وظالمة ” .
وجاء في بيان المنظمة ” لم يوجه اي تهام – اذا كان هناك بالفعل اتهام – من قبل السلطات الرسمية الى 6 من المحكومين، و لا توجد تفاصيل محاكمة ل11 من المحكومين و يبدو من المحتمل انهم حوكموا من قبل محكمة الثورة المعروفة بتشددها ” . وقال اسمارت ” ان السلطات الرسمية الايراينة تتحمل المسؤولية ازاء الحفاظ على الامن الاجتماعي و استدعاء المجرمين ، و في مثل هذه الحالة يجب ان تحترام حقوق الانسان وان تعمل انطلاقا من تعهداتها ازاء الحقوق الدولية ” ” واضاف ” ان اعدام هؤلاء الافراد يتعارض كليا وموازين الحقوق الدولية و ان منظمة العفو الدولية ، تعارض بشدة تنفيذ حكم الاعدام في اي مجال ودون استثناء بغض النظر عن مضمون الجرم ، وخصائص المجرم او اساليب تنفيذ الاعدام ، لان حكم الاعدام بحد ذاته يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان ” .
هذا ومن الجدير بالذكر انه تم يوم الاثنين الماضي في زاهدان الواقعة في جنوب شرق ايران تنفيد حكم الاعدام ب 11 مواطنا بلوشيا اثر التفجير الانتخاري الذي استهدف رواد مسجد الامام الحسين والذي ادى الى مقتل 38 من “المعزين ” في يوم عاشورا وجرح 50 اخر منهم .
من جهة اخرى اصدر حزب الشعب البلوشي – ايران – بيانا ادن فيه هذه الاعدامات متهما الحكومة الايرانية بالتخطيط لتنفيذ جريمتها منذ شهور واعتبر ما جرى ” عملا مكشوفا من قبل الجمهورية الاسلامية للانتقام من الشعب البلوشي ، وهذه ليست المرة الاولى التي تقدم فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية على تنفيذ احكام الاعدام حيث تصدر مثل هذه الاحكام دون وجود محامي او محكمة ضد السجناء البلوش الابرياء القابعين في السجون الايرانية وبالتالي لايمكن لنا الا اعتبار ما جرى هو عمل انتقامي على خلفية التفجير الذي حدث مؤخرا ” .
وقال البيان منذ 32 عاما وشعبنا البلوشي يتعرض للابادة من قبل مؤسسات القمع الايرانية الذي تعتبرغريبة بالنسبة لشعبنا من الناحية القومية و الدينية ، كما نرى ما تقوم به جماعة ” جند الله ” من اعمال ما هي الا نتيجة للسياسات الارهابية التي يمارسه النظام تجاه الشعوب الايرانية و بخاصة الشعب البلوشي . ” واضاف البيان ” ان عمليات القتل و الاغتيالات و التي تطال الناس المدنيين العزل لايمكن تبريرها من قبل اي قوى وهو عمل مدان وغير انساني ولا يمكن الدفاع عنه ” وان “الحزب في الوقت الذي يدين فيه الاعدامات الاخيرة التي طالت العديد من الشباب البلوش الابرياء، يطالب بالغاء احكام الاعدام الجائرة الصادرة بحق المواطنيين البلوش “
وفي الختام ناشد الحزب المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان و المجتمع الدولي بالتدخل السريع للحيلولة دون تنفيذ المزيد من عمليات الاعدام ضد المواطنيين البلوش المحتجزين في زنزانات سجون الجمهورية الاسلامية الايرانية .
مما لا شك فيه ان الاعتقالات الجماعية الاخيرة و الاعدامات التي طالت ابناء الشعب البلوشي هي مدانة جملة وتفصيلا وتحت اي ذريعة لانها جرت وراء الابواب المغلقة ودون رعاية لأبسط قوانيين المحاكمات ، كما ان الفترة الزمنية القصيرة التي تم فيها اصدار هذه الاحكام تؤكد القصد وراءها بث الرعب و الخوف بين اوساط الشعب البلوشي و الانتقام منه ، لذلك فان الرأي العام العالمي و المنظمات المعنية بحقوق الانسان مدعوة الى طرح هذه المسائلة على جدول اعمالها وادانتها بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .
كما هو معروف ان الغالبية العظمى من ابناء الشعب البلوشي هم من السنة و وانهم بالاضافة للاضطهاد القومي يعانون من الاضطهاد الديني الذي تمارسه بحقهم الجمهورية الاسلامية التي يؤكد دستورها في المادة الثانية عشر منه على ان ” الدين الرسمي لايران هو الاسلام و المذهب الجعفري الاثني عشري ، وهذه المادة غير قابلة للتغير للابد ” . مما يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الاقليات الدينية غير الشيعية.