بقلم: حسن راضي
أمست سياسة إيران التوسعية في منطقة الخليج العربي واضحة و جلية للقاصي و الداني و لا تحتاج إلى براهين و إستدلالات لإثباتها, حيث إحتلال الأحواز العربية عام 1925 و جزر الامارات الثلاث عام 1971(ابو موسى و الطنب الكبرى و الطنب الصغرى) و دور إيران في إحتلال دولة العراق و الدمار الذي تمر به بشكل يومي منذ عام 2003, تشكل نماذج ملموسة من نتائج سياسة إيران التوسعية في المنطقة .
تناولت بعض وسائل الإعلام الإيرانية زيارة محمود أحمدي نجاد إلى جزر الإماراتية الثلاث خاصة جزيرة أبو موسى في الأيام القليلة المقبلة. و ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية بإن هدف الزيارة هي تفقد أحوال أهالي جزيرة أبو موسى و مناقشة مشاكلهم. و تناولت بعض وسائل الإعلام الإيرانية, تلك الزيارة المحتملة و قالت إنها تحمل رسالة كبيرة إلى الدول الخليج العربي, كما تؤكد الزيارة على إيرانية الجزر الثلاث.
جس النبض
نشر هكذا أخبار من قبل وسائل الإعلام الإيرانية بما فيها الرسمية تأتي من أجل هدف أساسي و هو جس النبض الدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام و دولة الإمارات العربية بشكل خاص. و دراسة ردود الفعل للدول العربية حول تلك الزيارة.
أهداف الزيارة
في ظل الظروف التي تمر بها إيران من أزمات داخلية و إقليمية و دولية, ينبغى على الدولة الإيرانية أن تبتعد عن إثارة المزيد من المشاكل مع الدول العربية. و تتخذ سياسة و أساليب ترجع الثقة المفقودة بها. لكن على ما يبدو إستراتيجية النظام الإيراني هي إثارة الفوضى و الصيد بالماء العكر. و بما زيارة أحمدي نجاد إلى جزر الأمارات العربية تعتبر خطوة أكثر من كونها إستفزازية, حيث تريد إيران من وراء تلك الزيارة تحقيق الأهداف التالية:
أولاً: إن هذه الزيارة تعتبر تحدي كبير لدول مجلس التعاون الخليجي و دولة الإمارات العربية التي تطالب إيران بالإنسحاب منها أو القبول بالتحكم في المحكمة الدولية للوصول إلى حل سلمي. و من المعروف إن إيران ترفض كل تلك المبادرات الإماراتية و النداءات العربية لإسترجاع الجزر للأمارات, لا بل تهدد إيران بعض الدول الخليج العربي بضمها الى السيادة الإيرانية, حيث تعتبر تلك الدول محافظات تابعة للدولة الإيرانية. نشرت وكالة إنباء تابناك, التابعة لمحسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام و رئيس الحرس الثوري سابقا تقريرا في شهر نيسان الماضي, يروي إن الإمارات كانت محافظة إيرانية تسمى ” جلفاوة “. و يذكر علي أكبر ولايتي وزير خارجية إيران الأسبق حينذاك في مقدمة كتاب “أسناد وزارة الخارجية الإيرانية”, أن دولة الكويت تابعة لإيران و عزلتها البرتغال من إيران في القرن الخامس عشر. و لا ننسى تصريحات شريعتمداري مستشار خامنئي حول البحرين بإنها محافظة إيرانية.
ثانياً: رد على زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. و تعتبر تحدي لوزير خارجيته أبو الغيظ الذي حذر إيران من التدخل بالشؤون الدول العربية بما فيها العراق ودول الخليج العربي.
ثالثاً: محاولة لتكريس الإحتلال و فرض أمر الواقع, على أساس هذه الجزر إيرانية و يزورها رئيس الدولة الإيرانية, لتفقد أحوال مواطنيها هناك.
رابعاً: إثارة هكذا أزمات أقليمية مع دول الجوار لا تخلو من أهداف للمصرف المحلي أو الإستهلاك الداخلي, حيث تعودنا من النظام الإيراني, يحاول دائما القفز على مشاكله الداخلية, من خلال خلق أزمات إقليمية أو دولية من أجل إجبار المعارضة لإتخاذ موقف السكوت بدواعي وجود أخطار خارجية تهدد إيران برمتها, أو قمعها لنفس المبررات, أو خلق أجواء لتوحيد الصفوف الداخلية.