كثر الكلام هذه الايام عن حالة التلوث الذى يعم مدينة طهران ، لكن لم نسمع اى تصريح عن التلوث الذى يعانى منه اقليم الاهواز وان المسؤولين واصحاب المناصب العليا فى الاقليم اعتعمدوا الصمت ازاء هذه الظاهرة الخطيرة التى اول ضحاياها هم من المسنين والاطفال .
لم ينحصر التلوث المناخى فى اقليم الاهواز على الرياح المحملة بذرات التراب والرمل فحسب وانما التلوث الحقيقى يكمن فى انبعاث الغازات السامة التى تتصاعد من آبار النفط ومصانع البتروكيماويات التى تفتقد الى المواصفات اللازمة والمنتشرة فى مدن الاقليم كالاهواز وعبادان ومعشور، خاصة عندما تكون الرياح آتية من الشرق التى تسمى محليا بالهواء الشرجى حيث تنزل هذه الغازات على سطح الارض وتسبب باضرار صحية جسيمة للمواطنين.
فقدان المياه الصالحة للشرب بسبب التجفيف المتعمد لنهر كارون من خلال سرقة مياهه الى المدن الفارسية وعدم تمكن الاكثرية من المواطنين من شراء المياه المعدنية للشرب والتلوث المناخى المتصاعد ساعد على انتشار الاوبئة والامراض المختلفة اذ ادت الى موت العديد من الناس لاسيماء الاطفال.
وان الاحتجاجات والانتقادات والمطالبات اليومية من قبل المواطنين وحتى بعض المسؤولين الذين يعيشون فى الاقليم لم تجدى نفعا مما جعل المواطن ان يصل الى هذه القناعة ان مايجرى هو ضمن مخطط مدروس يقوم به النظام للقضاء على الشعب العربى الاهوازى . وحتى بعض الصحافة اشارت الى ظاهرة التلوث البيئى التى تتعرض له طهران وبعض المدن الكبيرة وخاصة مدينة الاهواز .
وذكرت وكالة انباء مهر الايرانية انه يخيم هذه الايام على سماء مدينة الاهواز خاصة فى الصباح الباكر ضباب قليظ ويعتقد الناس انه ضباب شتوى لكنه فى الحقيقة ليس بضباب وانما هو تلوث مناخى شديد.
ان منظمة الرعاية الصحية وادارة الارصاد الجوية اعلنتا عام 2008 عن حالة تلوث شديدة تعم معظم مدن الاقليم وحتى هذه اللحظة لن تقوم الحكومة باى حل لمعالجتها بل وانها بدأت بأنتاج البترول فى مصفاة وشركة بتروكيماويات عبادان ومعشور مما تسببت فى ازدياد نسبة التلوث بدرجات خطيرة للغاية وبالرغم من التذمر والاعتراض الجماهيرى لما يحصل لكن لم نلاحظ اى اهتمام من قبل مسؤولى الحكومة .
وتضيف وكالة مهر ان اقليم الاهواز الذى يعتبر ثالث قطب صناعى فى ايران فأنه نتيجة لكثرة المعامل والتأسيسات والشركات العملاقة مثل الشركة الوطنية للمناطق النفطية فى الجنوب التى تنتج 83% من النفط فى ايران وشركة الصلب والحديد وشركات البتروكيماويات وشركة اكسين للصلب وشركات صناعة الانابيب وعدد من المفاعل المنتجة للكهرباء وشركة الكربون و وجود الابار النفطية الكثيرة التى تعمل من دون تدابير وقائية لازمة للمخلفات والسموم التاتجة عن عملها ، هى التى تسببت فى ازدياد هذا الكم الهائل من المواد السامة المنتشرة فى الاقليم التى تهدد حياة المواطنين بشكل يومى دون وجود برنامج عمل ميدانى من قبل الحكومة لمعالجتها والحد من المخاطر التاتجة عنها بالرغم من الطلب الجماهيرى المستمر لايجاد حلول لهذه المعضلة.
وفى السياق نفسه طلب جفقانى و هو احد المسؤولين في الاقليم طلب من مؤسسة الرعاية الاجتماعية ان تقدم وبأسرع وقت ممكن على اعطاء صورة كاملة عن حالة الطقس التى تسود الاقليم هذه الايام لكى تمكنا من نقل المعلومات الدقيقة والشفافة للرأى العام بهذا الشأن.
كما طرح موضوع التلوث المضطرد فى الجلسة الاخيرة لمجلس سلامة الاقليم، وقيل هناك ان اسباب اخرى تساهم فى ازدياد حالة التلوث البيئى، و منها الحرائق التى تتم فى مزارع قصب السكر بين فترة واخرى مما تسبب بأزدياد خطير فى تلوث المناخ لمدينتى الاهواز وعبادان وكذلك مدينة الفلاحية والعجيب فى الامر فأن الحريق فى مزارع قصب السكر يتكرر سنويا ويحذر المسؤولون عن الخطورة الناجمة عنه ولم تتخذ السلطات اى اجرائات لمنع مثل هذه الحرائق.
يعتقد الشعب العربى الاهوازى ان مايعانى منه الاقليم من شحة المياه والتلوث البيئى يعتبر ضمن المخطط الذى يمارسه النظام ضد هذا الشعب الذى يقاوم جميع هذه المخططات التى تستهدف وجوده على ارضه التى تمتد الى الاف السنين وان سرقت خيرات المنطقة وعلى رأسها النفط والغاز وسرقة مياه الانهر والهجوم الثقافى وتدمير المعالم التأريخية وآخرها تخريب قصر الشيخ خزعل فى المحمرة آخر حاكم لاقليم عربستان الاهواز فهو دليل واضح لهذا المخطط الجهنمى .
الاحد 21 كانون الاول ديسمبر2010
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطى الاهوازى